كشف تحطم طائرة دون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.أيه) في إيران النقاب عن سر كانت أجهزة المخابرات الأمريكية تحبذ أن يبقي طي الكتمان ألا وهو أنشطة التجسس المكثفة في دولة ليس للولايات المتحدة أي وجود رسمي بها. وأذاع التليفزيون الإيراني وسط احتفاء كبير بصور الطائرة التي بدت سليمة إلى حد كبير. وامتنع المتحدثان باسم وزارة الدفاع (البنتاجون) ووكالة المخابرات المركزية التعليق عما إذا كانت تلك هي الطائرة الأمريكية من طراز آر.كيو-170 سنتينال المفقودة. وأكد مصدر مطلع على الأمر أن الطائرة دون طيار التي تحطمت كانت في مهمة تجسس في أجواء إيران. وقال مسئول أمريكي رفض نشر اسمه إنه يعتقد أن الطائرة تحطمت نتيجة عطل ولم يسقطها الإيرانيون ولم يتسللوا للكمبيوتر الخاص بها. ورغم المخاطر المتمثلة في محاولة إيران تطبيق تكنولوجيا الهندسة العكسية أو بيعها لدولة أخرى مثل الصين إلا أن المسئولين الأمريكيين يعتقدون أن إيران لن تتمكن من النفاذ إلى أنظمة الكمبيوتر الخاصة بالطائرة لمعرفة تفاصيل عن مهمة التجسس الأمريكية. ويقول مسئولون أمريكيون وغيرهم على دراية مباشرة بالوضع إن الولاياتالمتحدة تتجسس على إيران بوسائل مختلفة منذ سنوات طويلة. وقال خبير دفاعي أمريكي مستقل طلب عدم نشر اسمه إنه تبين له عندما زار مقر قيادة في قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة الخليج في عام 2008 إن المنشأة تستقبل عدة بيانات مراقبة إلكترونية من أكثر من مصدر في إيران. وقال الخبير إنه يبدو أن بعض البيانات تنقل من طائرة على ارتفاعات شاهقة والبعض من مجسات إلكترونية قامت الولاياتالمتحدة بتركيبها على الأرض في إيران. ولا يوجد للولايات المتحدة وجود رسمي في إيران لذا فمن الصعب تحديد ما يجري داخل الحدود. ولم يكشف النقاب كليا حادثة وقعت في الآونة الأخيرة. ففي 28 نوفمبر خرجت أنباء متناقضة من إيران عن وقوع انفجار في مدينة أصفهان حيث يوجد موقع نووي مهم. وقال ديفيد البرايت رئيس معهد العلوم والأمن الدولي إنه فحص صور المنطقة ولم يرصد أي ضرر في موقع أصفهان النووي. ولكنه استطرد "من الممكن أن يكون ثمة انفجار ولكن ليس في الموقع النووي." وأضاف أن الشيء المحير أن الإيرانيين قالوا بصراحة إن انفجارا في مستودع للصواريخ قبل أسبوعين كان حادثا ولكن لم يتحدثوا بنفس الوضوح عما حدث في أصفهان. وتابع "نحاول معرفة ما حدث بالفعل." وذكر البرايت "تحدث انفجارات في إيران وتهون إيران من شأنها. يصفونها بأنها حوادث أو ينفون وقوعها ومن ثم فإن استمرار هذه الحوادث قد يكون نتيجة أعمال تخريبية لوكالات مخابراتية." وفي واقعة سابقة في 12 نوفمبر قالت إيران إن انفجارا ضخما وقع في قاعدة عسكرية بغرب طهران أسفر عن مقتل 17 شخصا من الحرس الثوري الإيراني بمن في ذلك رئيس برنامج الصواريخ في البلاد وذلك نتيجة حادثة أثناء نقل أسلحة. وحين يقع حادث يستعصي تفسيره ويبدو أنه يستهدف برنامج الصواريخ الإيراني يتساءل خبراء ما إذا كان للمخابرات الأمريكية أو الإسرائيلية يد في الأمر. كما كشف النقاب عن مزاعم تدبير ايران عمليات سرية ضد الغرب وفي الآونة الأخيرة ألقت الولاياتالمتحدة القبض على رجل اتهم بالتورط في مؤامرة حاكها عملاء إيرانيون لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن. واتهمت الحكومة الأمريكيةإيران بتسليح وتمويل ميليشيات عراقية مسئولة عن الهجوم على قوات أمريكية في العراق. ولا يظهر المسئولون الأمريكيون أدنى قدر من القلق إزاء مشاكل البرنامجين النووي والصاروخي في إيران بما في ذلك فيروس ستاكس نت الذي هاجم أجهزة الطرد المركزي في موقع نطنز النووي. وقال مسئول أمريكي طلب عدم نشر اسمه "سواء كانت مشاكل فنية أو عدم كفاءة أو أسباب أخرى فإن تعرض الأنشطة الإيرانية لبعض الانتكاسات موضع ترحيب.