أرجع محمد الدقوقي نائب مدير عام البنك الوطني المصري والخبير في مجال المعاملات الإسلامية، تدنى حجم الصيرفة الإسلامية في مصر للعديد من الأسباب بعضها يرجع إلى التضارب ببعض الفتاوى الصادرة وعدم وجود إطار تشريعي تعمل البنوك الإسلامية من خلاله. وأضاف الدقوقي، في تصريحات خالصة ب "بوابة الأهرام"،أن من بين أسباب تدني حجم الصيرفة الإسلامية أيضًا غياب نظم وتعليمات يصدرها البنك المركزي لتنظيم عمل هذه البنوك ومراقبة مدى التزامها بالمعايير المحاسبية الإسلامية والضوابط الشرعية للمنتجات التي تقدمها، جنبا إلى جنب مع عدم توافر الكوادر البشرية التي لديها معرفه بالضوابط الشرعية والمصرفية، وغياب الوعي المصرفي الإسلامي، وعدم تطوير منتجات المصرفية الإسلامية والأخطاء في التطبيق من جانب بعض المصارف الإسلامية. وأشار إلى أن مصر لا يوجد بها سوى بنكين إسلاميين فقط هما "فيصل الإسلامي" و"البركة"، لكن يوجد حوالي عشرة بنوك تقليدية تقدم خدمات مصرفية إسلامية من خلال فروع لها، ويصل عدد الفروع التي تقدم خدمات مصرفية إسلامية سواء كانت تابعة للبنوك الإسلامية أو فروع إسلامية بالبنوك التجارية حوالى 200 فرع. أوضح أن حجم الأصول المصرفية الإسلامية في مصر لا يتعدى 3% من إجمالي الأصول المصرفية بالقطاع المصرفي تقريبًا. هذا مع الأخذ في الاعتبار أنه لا توجد بيانات منشورة عن حجم الصيرفة الإسلامية (ودائع / توظيف) إلا عن بنكين فقط هما "فيصل" و"البركة"، أما الفروع الإسلامية التابعة للبنوك التقليدية، فلا توجد أية بيانات منشورة عن حجمها. وحول تاريخ نشأة البنوك الإسلامية، قال الدقوقي: تعتبر بنوك الادخار التي تم إنشاؤها عام 1963 في ميت غمر بمحافظة الدقهلية على يد مؤسسها د. أحمد النجار أول بنوك لا تتعامل وفقاً لآلية سعر الفائدة لكنها توقفت لأسباب تنظيمية وإدارية بعد ثلاث سنوات من إنشائها، ثم بعدها جاء تأسيس بنك ناصر الاجتماعي في عام 1970, وفي سنة 1975 تم إنشاء أول نموذج للبنك الإسلامي بدبي يتعامل طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية, ويقدم جميع الخدمات المصرفية والاستثمارية طبقاً لها , وفي الفترة الممتدة بين عامي "1970 و 1980", بدأت تظهر بنوك مثل "فيصل" ومجموعة "البركة" حتى وصلنا حالياً إلى وجود بنوك إسلامية بنحو 80 دولة تشمل كل قارات العالم، وهذا العدد في طريقه للزيادة. وتعليقًا على شكوى بعض المتعاملين مع البنوك الإسلامية من عدم وجود فروع لها بكثير من الأماكن وافتقارها لبعض المستحدثات التكنولوجيا، قال الدقدقوي إن عدد الفروع الإسلامية لا يتعدى 200 فرع إسلامي (إذا استبعدنا فروع بنك ناصر)، مقارنًة بفروع البنوك التقليدية المنتشرة بكل أنحاء الجمهورية وبالتالي لا تصل الخدمات المصرفية الإسلامية لجميع العملاء، أما فيما يتعلق بماكينات الصراف الآلي أو بطاقات الفيزا والتطوير التكنولوجي فإن البنوك الإسلامية والفروع الإسلامية تقدمها مثلها مثل المصارف التقليدية، لكن الفرق كما سبق أن ذكرت من حيث الحجم وهذا وضع طبيعي.