أنهت المحكمة العليا بكولومبيا نزاعاً قضائياً مستمراً منذ 17 عاماً بين الأديب العالمي الحائز علي جائزة نوبل جابرييل جارثيا ماركيز وبين شخص يدعي عليه باستخدام شخصيته الحقيقة داخل روايته "وقائع موت متنبيء" التي صدرت في عام 1981 ويطالبه بتعويض قدره 50% من قيمة مبيعات الرواية، بعدما حكمت المحكمة بعدم أحقيته في التعويض. تعود وقائع القضية بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلي عام 1951 حين وقعت جريمة قتل لطالب بكلية الطب طعناً بسبب إهانته لكرامة رجل آخر، وقد استلهم ماركيز تلك الحادثة، ووثقها في روايته التي كانت من ضمن أعماله التي رسخت وجوده كأديب عظيم. لكن تدخل ماركيز في الحدث وتدوينه له جعل الكولومبي "ميجيل ريس بالينسيا" صديق القتيل يتهم ماركيز باستخدام شخصيته الحقيقة بشكل غير قانوني في الرواية وطالبه بتعويض قدره 50% من قيمة مبيعات الرواية ووضع اسمه علي الرواية ككاتب مشارك لماركيز. ويحكي كتاب ماركيز قصة "بياردو سان رومان" الثري الكولومبي الذي يقول باليسنسيا أن ماركيز كتب قصته علي غرار شخصيته الحقيقية. وبينما كان ماركيز يعترف دائماً بأن كتابه كان مستوحي من تاريخ عائلة بالينسيا وحادثة القتل الحقيقة، فإنه يجادل بأن باقي الأسماء والكتاب كانوا نتاجاً لخيال ماركيز وليس لأحداث واقعية. وقالت المحكمة في حكمها يوم الثلاثاء الماضي إن المئات من الأعمال الأدبية والسينمائية والفنية تعتمد في شخصياتها وتيماتها المركزية علي وقائع من الحياة اليومية التي يكيفيها المبدع بحسب رؤيته ومنظوره الخاص، دون أن يمثل هذا عائقاً لحق الكاتب في استخدامها. ورفضت المحكمة أيضاً وضع اسم ميجيل علي الكتاب ككاتب مشارك لأنه لم يكن ليروي القصة أبداً كما رواها ماركيز ولم يكن ليوظف اللغة الأدبية التي استعملها ماركيز ليروي الأحداث. وقال صحيفة "إل تيمبو" الكولومبية إن محامي ماركيز احتفل بالحكم بشكل كبير، ونقلت عنه قوله إن الحكم مهم لأنه يعزز الفرضية الأساسية حول الأدب والأعمال الفنية وهي أن ما يهم بخصوصهم هو الكيفية التي يقدمون بها الواقع، فالأمر أشبه بامرأة تقف أمام مصور ليرسمها وتعود لتطالب بحقوق النشر بعد ذلك، هي تمتلك جسدها ولكن العمل هو ملك للفنان فقط.