قبل يوم واحد من بدء انتخابات مجلس الشعب والتي تعد أول انتخابات يعول الكثيرون من أبناء الشعب المصري على نزاهتها نظرًا لكونها تأتي عقب التخلص من نظام مبارك، وحل حزبه الحزب الوطني، والذي هيمن بالتزوير على الحياة السياسية على مدى أكثر من 30 عامًا فإن حالة من الارتباك والحيرة تهمين على معظم الناخبين المصريين، وذلك لعدم استقرار الكثيرين على اختيار مرشحيهم لمجلس الشعب. فتلك الحالة من الحيرة أصبحت شبه ظاهرة، وخاصة بين أبناء الكثيرين من دوائر القاهرة والجيزة وبعض محافظات الوجه البحري التي ستكون على موعد مع صندوق الانتخاب غدًا وبعد غدٍ فالسؤال الأهم الذي ترى الكثير من المصريين يرددونه قبل أيام من الانتخابات ويسألون بعضهم البعض هو "هتنتخب مين ؟" وهو سؤال كما يقول المواطن خالد عبد المحسن يعكس حالة الضبابية التي تعتري الناخبين وعدم تمكن المرشحين من تعريف أنفسهم في كثير من الدوائر والوصول إلى أبناء دائرتهم كما تعكس حالة من الوعي عند المصريين والحرص الشديد على منح الصوت لمن يستحقه. ويقول مواطن آخر يدعى محمد دراز إن المواطنين كانوا يقاطعون الانتخابات ويتجاهلونها نظرا لأنها كانوا فاقدي الأمل في أن يحترم تصويتهم واختيارهم وكانوا في بعض الدوائر يعرفون سلفا أن دائرة بعينها سيفوز شخص بعينه في تلك الدائرة ويحتكرها مثل فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب السابق، الذي كان يحتكر دائرة السيدة زينب ويفوز فيها بالتزوير أو دائرة زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، الذي كان يحتكر الفوز في دائرة الزيتون. ويؤكد ذلك المواطن محمد أن الأمر اختلف الآن بعد ثروة 25 يناير سيكون هناك قدرًا من النزاهة والشفافية والفرصة في المنافسة ولكن المعضلة هي كبر الدوائر التي تضم مناطق فائقة الاتساع بما لم يسمح للمرشحين أو يمنحهم الوقت الكافي للوصول للناخبين وتعريفهم ببرامجهم وأهدافهم. وقد لجأ الكثير من الشباب إلى الانترنت للتعرف على القوائم والأحزاب وبرامجها في حين سعى البعض إلى تكوين رأي جمعي على بعض المرشحين من خلال المساجد والكنائس وهذا يحدث بالنسبة لمرشحي الأحزاب السلفية مثل النور والأصالة أما الإخوان فهم من خلال حزب الحرية والعدالة الحزب الوحيد الذي يضمن وجود تكتل جماهيري منظم خلفه على الأقل من جماعة وشباب الإخوان والذي يتكتلون للتصويت لحزب الحرية والعدالة ويرى بعض شباب الثورة أن موقف الاخوان بمقاطعة مليونية جمعة الفرصة الأخيرة التي تطالب المجلس العسكري بالرحيل عن السلطة وتسليمها لحكومة انقاذ وطني ومجلس رئاسي مدني قد أثرت سلبا على الإخوان في الشارع على الأقل بالنسبة للأصوات التي كان من الممكن أن يكسبها الاخوان في الشارع المصري من خارج جماعة الإخوان. أما بعض الناخبين الأميين فيسعون لفهم تعقيدات المشهد الانتخابي والذي يشتمل على قائمة ومرشحي أحزاب ومرشحين فرديين من الفئات والعمال ويعتمد بعضهم على النصح والتشاور مع بعض المتعلمين. وفي المقاهي الشعبية أو القهوة تجد الرجال يتناقشون بقوة حول الانتخابات وبعضهم يردد مرشح بعينه وآخرين لن يتجهوا إلى التصويت.د ويقول أحد الصحفيين رفض ذكر اسمه إنه لن ينتخب لأنه يعلم أن صوته أمانة ويخشى أن يعطيه لمن لا يستحقه لأنه لا يعرف مرشحين بقدر كاف ويعرف برامجهم وتواجهاتهم في دائرته فإن قرر عدم الإداء بصوته. والملاحظ أن التوعية جاءت عبر موقع اللجنة العليا للانتخابات على الانترنت والذي شهد تزاحمًا شديدًا ولم يتمكن كثيرون من الدخول عليه حتى لمعرفة موقع لجنتهم الانتخابية التي سيدلون بصوتهم فيها. ومن المتوقع في المراحل المقبلة أن يبرز دور العصبيات في اختيار نواب الصعيد في كثير من الدوائر الانتخابية.