حذر حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية اليوم الجمعة من أن أي حرب على ايران وسوريا لن تبقى في البلدين بل ستنتقل للمنطقة بأكملها. وقال نصر الله بعد ظهر اليوم الجمعة في مهرجان "يوم الشهيد" الذي أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت إن "الحرب على إيران وسوريا لن تبقى في إيران أو في سوريا إنما ستتدحرج هذه الحرب على مستوى المنطقة بأكملها، وهذه حسابات واقعية وهذا هو واقع الحال". وأشار إلى أنه "من الطبيعي أن تقوم الإدارة الأمريكية بمعاقبة الدول المؤثرة بإلحاق الهزيمة بالمشروع الأمريكي، والدولتان اللتان وقفتا بوجه الاحتلال الأمريكي للعراق ودعمتا صمود الشعب العراقي هما إيران وسوريا ، وأمريكا تريد أن تقول لهما لا تفرحا فالعصا ستبقى مشرعة عليكما". وأوضح أن "إيران القوية بجشيها وشعبها ووحدتها لا يمكن أن تخاف لا من التهويل ولا من الأساطيل"، مشيراً إلى أن إيران "موحدة ولديها قائد لا مثيل له في العالم وهي سترد الصاع صاعين". وأشار إلى أن "أمريكا تريد إخضاع إيران وتريد جرها إلى مفاوضات مباشرة وهذا الأمر ترفضه إيران، والمطلوب إخضاع سوريا لتقبل ما لم تكن تقبله في الماضي". ورأى أن الانسحاب الأمريكي من العراق هو "هزيمة كبيرة للمشروع الأمريكي". وأضاف أن" أمريكا غير قادرة الآن أن تنسحب تحت النار العسكرية وعليها أن تنسحب تحت النار الإعلامية والتي أسماها "تهويل" على حرب بالمنطقة ليصبح خبر الانسحاب الأمريكي عاديا ومغفولا عنه ولكن يجب التركيز على هذا الانسحاب لأن له نتائج عدة". ولفت نصرالله إلى أن التحولات التي حصلت في المنطقة كان فيها قدر من الخسارة للأمريكيين وللغرب وأن "محور المقاومة يكبر ويقوى" في مصير هذه التحولات. ورأى أن "زمن الضعف والتراجع على مستوى هذه الأمة انتهى" وأن الرهان على الضعف والوهن خاسر والتراجع أمام العدو الإسرائيلي والأمريكي انتهى.. دخلنا عصر الانتصارات وولى عصر الهزائم". وتوجه نصرالله إلى كل من يراهن في الداخل اللبناني" ويصنع أوهاما ويؤجل الملفات ويبني على سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، أن هذا الرهان سيفشل وسيسقط". واستبعد زعيم حزب الله حرباً إسرائيلية على لبنان ، وقال "إذا لم يكن من مخطط للحرب على المنطقة نستبعد الحرب (الإسرائيلية) على لبنان"، لكنه أشار إلى أن "هذا لا يعني أن ننام". ودعا إلى "التمسك بالمقاومة وبالجيش وبالإرادة الشعبية لأنها عنصر القوة الحقيقي". ونبه نصرالله اللبنانيين إلى "ما حصل قبل أيام في اليونيسكو هذه المنظمة العالمية فغضبت أمريكا لأن هذه المنظمة أعطت الشعب الفلسطيني بعض حقه وأدانت موقفها ومن ثم أوقفت التمويل من دون سابق إنذار وأعلنت المنظمة عن تجميد أنشطتها حتى نهاية العام 2011 بسبب ذلك". وذكر بالعقاب الذي منيت به منظمة اليونسكو من قبل أمريكا التي غضبت وأوقفت التمويل عن المنظمة بعد اعترافها بدولة فلسطين ، متسائلاً: "ألم يكن تمويل اليونسكو التزاما من الإدارة الامريكية؟ فلماذا يحق للإدارة الأمريكية أن تتخلى عن التزاماتها الدولية ولا يحق ذلك للبنان فيما لو كان هناك التزام؟". وكرر نصرلله موقفه من المحكمة الدولية "التي تجري المحاكمات الغيابية فيها الآن" قائلاً: "إننا نتصرف معها على أساس أنها ليست موجودة".