ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية اليوم أن معظم الدول الأفريقية ستستطيع تحقيق دخل أعلى من المتوسط بحلول عام 2060. وأوضحت الصحيفة أن تقريرا سيصدر عن البنك التنمية الأفريقية يشير إلى أن أفريقيا التي تضم أصغر وأفقر سكان في العالم ستنمو خلال النصف قرن القادم حيث تزداد فيها الطبقة المتوسطة ، وسيرتفع معدل المعرفة بها وسيطول متوسط عمر الفرد وسيتم القضاء على الفقر المدقع بها. ويشير التقرير الذي سيعلن غدا أنه وفقا لأكثر السيناريوهات تفاؤلا فإن الناتج المحلي الإجمالي في أفريقيا سينمو بمقدار 900 بالمائة، حيث يصل إلى 15 تريليون دولار بحلول عام 2060 ، وهو مايعتبر أكبر من الناتج الإجمالي الحالي للولايات المتحدةالأمريكية. وفي الوقت ذاته، سيزيد دخل الفرد بأكثر من ثلاثة أضعاف عن العام الماضي الذي بلغ 1667 دولار ليبلغ 5600 دولار تقريبا بحلول 2060 وهو ما سيمثل قفزة كبيرة في مستوى المعيشة في قارة أفريقيا، مما سيضع القارة على قدم المساواة مع مستويات الدخل الحالية في دول جنوب شرق أسيا. ووفقا للتقرير " سيكون النمو الأقوى في دول شرق أفريقيا، حيث توجد اقتصاديات قوية مثل كينيا وأوغندا وتنزانيا والتي ينبغي أن يكون متوسط معدل النمو فيها أكثر من 9 بالمائة في عام 2030، وأنه بعد خمسين عاما من الآن سيكون دخل الفرد في دول شرق أفريقيا 10 أضعاف مما هو عليه الآن". وأورد التقرير أن سكان الحضر المتزايدين سوف يسهمون في دفع عجلة النمو الاقتصادي في أفريقيا، وفي عام 2060 فإن ما يقرب من 75 بالمائة من سكان القارة والذين سيكون تعدادهم 2.7 مليار نسمة سيكونون ضمن الفئة العمرية الأكثر نشاطا اقتصاديا (ما بين 15-64 عاما) وأن ثلثي سكان القارة سيعشون في المدن مقارنة ب40 بالمائة في الوقت الراهن. وأضاف التقرير أن المزيد من سكان المدن سيكونون أعضاء في نادي الطبقة المتوسطة المزدهرة في القارة والتي سوف يبلغ تعدادها 1.1 مليار نسمة بعد نحو نصف قرن من الآن، وهو ما سيمثل 42 بالمائة من سكان القارة، كما ستنخفض نسبة السكان الذين يحصلون على أقل من 1.25 دولار بحوالي الربع من 44 بالمائة حاليا إلى 33 بالمائة في المستقبل، كما سيتمتع جميع سكان القارة بشبكة إنترنت واسعة النطاق. وسيترافق مع تلك المكاسب الاقتصادية المتوقعة في أفريقيا إدخال تحسينات في مجالي الصحة والتعليم وسينخفض معدل وفيات الأطفال بنسبة تزيد على النصف وسيزداد عمر الإنسان إلى 70 عاما مقارنة ب 56 عاما حاليا، وفقا للتقرير. غير أن التقرير أوضح أنه على الرغم من ذلك فإن تلك الأعداد ستتفاوت تفاوتا كبيرا بين المناطق وفي الوقت ذاته سترتفع معدلات المعرفة وعدد المتعلمين إلى 96 بالمائة مقارنة ب 67 بالمائة العام الماضي. وأشار التقرير إلى أن هناك توقعات بأن المساعدات الأجنبية لدول أفريقيا سوف تتوقف، وذلك لأن الموارد الطبيعية للقارة الأفريقية ستصبح المحرك الرئيسي للاقتصاد في القارة، مضيفا أن أفريقيا تحتوي على نحو 30 بالمائة من الاحتياطيات المعدنية في العالم ، بما في ذلك 60 بالمائة من الاحتياطي العالمي لخام الكوبلت، و 40 بالمائة من الذهب في العالم، وقرابة ثلثي إنتاج الماس في العالم. وأوضح التقرير أنه في حين توجد توقعات اقتصادية قوية بالنسبة لأفريقيا، إلا أن نجاح القارة في ذلك أبعد ما يكون عن المضمون، وأن تقلب أسعار المواد الغذائية والنفط يمكن أن يشكل حتى الآن تهديدا خطيرا للحكم والسلام والأمن في القارة، كما يحذر التقرير أيضا من أن تغير المناخ سيكون له أثر خطير جدا على أفريقيا.