أكد فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن مصر دولة محورية في المنطقة وفي العالم أجمع، وذلك لما تمثله من قيمة حضارية إنسانية كبرى، وأضاف أن مصر تمر بمرحلة فارقة من تاريخها الوطني تحتاج منا جميعا أن نتوحد وأن نقف مع أنفسنا وقفة هادئة نراجع فيها أنفسنا ونستلهم الدروس والعبر، حتى تكون انطلاقتنا على أسس صحيحة وسليمة. وشدد المفتي خلال لقائه بروبرتو تانزي ألبي سفير فنلندا بالقاهرة أمس بمكتبه بدار الإفتاء، أننا سنعبر تحديات المرحلة بالأمل والعمل وتفعيل القانون على الجميع. وأضاف مفتي الجمهورية أن مصر لها تجربة فريدة استطاعت من خلالها الوصول إلى نموذج عملي للدولة الحديثة التي لها مرجعية إسلامية، ودعا مفتي الجمهورية العالم الغربي إلى دراسة هذه التجربة الفريدة وذلك للوصول إلى فهم عميق للبنية الثقافية والدينية والحضارية للشعب المصري. من جانبه أكد السفير الفنلندي أن العالم كله يتابع عن كثب التطورات المتلاحقة في المشهد السياسي المصري، وأنه على ثقة تامة في أن مصر ستخرج من هذه المرحلة الانتقالية قوية كعادتها دائماً مؤكداً على عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والفنلندي. كما استعرض الجانبان سبل تعزيز التعاون الديني بين دار الإفتاء والجالية المسلمة في فنلندا، حيث أعرب السفير الفنلندي عن رغبة بلاده في التحاق بعض العلماء والأئمة المسلمين ببرامج التدريب على مهارات الإفتاء والتي تطرحها الدار، وذلك تنفيذاً للاستراتيجية التي تنفذها الدار حالياً في التواصل مع مسلمي العالم وتقديم كل أشكال الدعم العلمي والفقهي لهم، بهدف تأكيد وترسيخ مرجعية الأزهر ودار الإفتاء القائمة على المفاهيم الوسطية للدين الإسلامي الذي يتعاطى مع كافة القضايا الحياتية ويطرح الحلول المناسبة لها وفق منهج علمي رصين.