توصل فريق بحثي طلابي بكلية الهندسة بجامعة المنصورة من خلال مشروع التخرج إلى تصنيع جهاز يعمل بنظام يربط سيارة الإسعاف التي تنقل المريض إلى المستشفى المراد علاجه بها، هذا النظام يضم سيارة الإسعاف والمستشفى في منظومة متكاملة تهدف إلى إنقاذ حياة المريض أو تقليل المضاعفات جراء إصابته. وصرح الدكتور حسن عتمان المستشار العلمي والتكنولوجي ورئيس نادي العلوم بجامعة المنصورة بأنه تم عمل دراسة وتجربة ميدانية بمستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة على هذا الجهاز الذي شارك في تصميمه وتصنيعه الطلاب (محمد هاني أبو بكر – ماجد محمود الوردي – محمد محمود سمرة – لينا محمود الجوهري – بسمة ممدوح عبد المجيب – منا محمد محمد صفوت)، وذلك من خلال مشروع التخرج الخاص بهم من قسم الاتصالات و الالكترونيات بكلية الهندسة بجامعة المنصورة. أجري المشروع تحت إشراف الدكتور شريف كشك الأستاذ بالقسم وأحد الخبراء المتخصصين في هذا المجال على المستوى المحلى و الدولي. وأكد الفريق أن الجهاز يتكون من دائرة تحكم إلكترونية توضع داخل سيارة الإسعاف، حيث تقوم باستقبال القياسات الطبية الحيوية الهامة للحالة مثل الحرارة وضغط الدم والنبض ورسم القلب وقياس نسبة الأكسجين في الدم، و يقوم هذا الجهاز (dsPIC) بمعالجة إشارات تلك القياسات رقمياً ثم إرسالها عبر البلوتوث إلى جهاز آخر داخل سيارة الإسعاف أيضاً هذا الجهاز مزود بنظام تشغيل (اندرويد) والذي قام ببرمجته الطلاب. ثم يقوم الجهاز بدوره باستقبال هذه البيانات وإرسالها في نفس الوقت عبر الانترنت باستخدام خادم محدد (server) إلى جميع المستشفيات التي تقع في منطقة البلاغ، حيث تتعرف تلك المستشفيات على حالة المريض من خلال شاشات تراقب حالة المرضى ويظهر عليها جميع القياسات الطبية الحيوية للمريض، مما يتيح لطبيب الطوارئ إرشاد المسعف لكيفية التعامل مع المريض حتى الوصول للمستشفى وتوجيه سيارة الإسعاف إلى المستشفى التي تتلاءم إمكانياته الطبية مع حالة المريض. جدير بالذكر أن هذا المشروع يمكن من خلاله توفير المتابعة الحية من داخل سيارة الإسعاف عن طريق بث البيانات الطبية الأساسية المطلوبة لتشخيص حالة المريض للطبيب الموجود بالمستشفى كما تُمكن الطبيب المعالج بالمستشفى إمكانية إمداد المسعف داخل سيارة الإسعاف لإرشادات اللازمة لتفادى حدوث مضاعفات للمريض. هذا بحانب جعل سيارة الإسعاف جزءا من المستشفى عن طريق بدء عملية تشخيص الحالة فور دخولها سيارة الإسعاف وإمكانية تحويلها إلى القسم المناسب لها مباشرة عند وصولها المستشفى ومتابعة وتحديد الوقت اللازم لوصول سيارة الإسعاف إلى المستشفى وبالتالي اتخاذ أي إجراءات لازمة أو عمل تحضيرات وتجهيزات من شأنها إنقاذ حياه المريض. وقد أكدت الدكتورة جيهان فؤاد مدير المركز الإعلامي بالجامعة أن جامعة المنصورة تحتل مكانة بارزة ومميزة على خريطة البحث العلمي في مصر والعالم باعتمادها على ما لديها من كوادر رفيعة المستوى . كما أشارت فؤاد إلى أن هذا الاكتشاف الطلابي يعد إضافة إلى سجل الانجازات العلمية لجامعة المنصورة يمكن من خلاله توفير جزء كبير من الوقت المستهلك في نظام الإسعاف الحالي وبالتالي إمكانية التعامل مع المريض بصورة جيدة خلال الساعات الأولى من الإصابة مباشرة وتقديم الرعاية الطبية العاجلة وبذلك تقل أعداد الوفيات بسبب الحوادث يعد هذا الإنجاز نتاج تدعيم الجامعة للمشروعات الطلابية التنافسية التي يقدمها الطلاب والتي تساهم في حل للمشكلات البيئية والصناعية للمجتمع.