خضع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لعلاج من مضاعفات داء سرطان المعدة في إحدى مصحات باريس استمر لأكثر من أسبوع، بعد إصابته بإغماء مفاجئ في الجزائر، وأبلغت مصادر جزائرية أن بوتفليقة(74 عامًا) نقل سرًا على متن طائرة خاصة من الجزائر إلى فرنسا، ما جعله يغيب عن أشغال الدورة ال66 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وعن افتتاح الصالون الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة بعد أن كان مقررًا أن يفتتحه شخصيًا. بحسب ذات المصادر فإن عبد العزيز بوتفليقة قضى في باريس أسبوعًا كاملًا عاد بعدها إلى الجزائر، ليبدأ فترة نقاهة جديدة ستبعده عن إدارة الشأن العام، لفترة حددها له الأطباء. رافق الرئيس الجزائري في رحلته العلاجية إلى فرنسا وفد يتكون من أربعة أشخاص: شقيقه عبد الرحيم المعروف ب"ناصر"، ومسئول التشريفات برئاسة الجمهورية عمار رقيق، وضابط برتبة جنرال من دائرة الاستعلام والأمن، وضابط عسكري آخر برتبة مقدم من الحرس الرئاسي الخاص. لم يرافق سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الجزائري، والرجل القوي في النظام شقيقه إلى باريس كما حدث العام 2005، بل ظل للإشراف على تسيير الأمور إلى حين عودة بوتفليقة الرئيس، وكان بوتفليقة قد عولج في ال 26 نوفمبر 2005 في مستشفى “فال دو غراس" العسكري بباريس. كان موقع " ويكيليكس" الكاشف للفضائح قد نشر برقيات مسربة من الخارجية الأمريكية، استند فيها دبلوماسيون أمريكيون إلى حديث رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، المرشح الرئاسي السابق سعيد السعدي، والذي يعمل أيضا كطبيب نفسي، كشف فيها إصابة الرئيس الجزائري بوتفليقة من سرطان المعدة في مراحلة الأخيرة، وأن نظام الحكم بات مهددًا، وفق ما دار في حديث السعدي إلى السفير الأمريكي روبرت فورد. من ناحية أخرى كان مصدر جزائري رفيع المستوى كشف أيضا أن بوتفليقة يعاني بالإضافة إلى سرطان المعدة، من مرض مزمن في كليتيه “يستلزم عمل غسيل منتظم لهما، فضلا عن تعاطي الأدوية التي تقلل من مضاعفات المرض وتعقيداته خاصة مع تقدم العمر". أضاف المصدر -الذي يرتبط بعلاقة شخصية مع بوتفليقة منذ الستينيات- أن المرض الذي يعاني منه منذ شبابه يسمى تكلس الكلى (kidney disease- polycystic) وهو مرض وراثي تتحول فيه خلايا الكلية إلى فقاعات، ما يفقدها القدرة تدريجيا على أداء وظائفها، وعادة ما يموت الأطفال الذين يولدون حاملين للمرض، أما الذين يصابون به لاحقا فإنهم يتعايشون معه لفترات طويلة. ظهر الرئيس بوتفليقة في آخر مناسبة بوجه شاحب يخفي الكثر من التعب، ما جعل البعض في الجزائر يعيد إلى الواجهة موضوع خلافة الرئيس العليل في قصر المرادية، ما أدى إلى تداول الشارع الجزائري لعدد من الأسماء والسيناريوهات بخصوص الخليفة المحتمل والمستقبل القريب من بينهم سعيد بوتفليقة شقيق عبد العزيز بوتفليقة أو ذراعه اليمني عبد العزيز بلخادم . و أصبح من “الأسرار الشائعة" في الجزائر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مصاب بسرطان خطير، ألزمه القعود والانعزال، وأرغم أجهزة الدولة على إعادة الحسابات حيال استقرار المؤسسات وتحديد هوية خليفته الآتي من بعده. و بحسب صحف جزائرية فإن المهتمين بصحة الرئيس، يعطونه مقوِّيات في غاية التركيز، حتى يتمكن من استقبال هذا الضيف أو ذاك أو حتى يتمكن من الظهور على شاشة التليفزيون الحكومي الوحيد، كي يُدفئ عواطف بعض الرأي العام المؤيد له أو كي يُعطي الانطباع بأن الأمور تسير على أحسن ما يرام. و تلتزم السلطات الجزائرية حتى الآن الصمت حول التطورات الصحية للرئيس،و لم تنف أو تؤكد ما نشرته الصحف الجزائرية.