تساءلت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية في تقرير لها اليوم الخميس عن أسباب استمرار العديد من أفراد الشعب السوري على ولائهم للرئيس السوري بشار الأسد. وأوضحت الصحيفة - على موقعها الكتروني - أن الأسد تعرض لانتقادات جديدة من داخل الجامعة العربية والتي تطالبه بوقف فوري لما وصفه أحد المسئولين بآلة القتل التي تم نشرها لقمع المتظاهرين المناهضين للنظام في سوريا، لكن على الرغم من تعميق العزلة الدولية على النظام السوري فإن مؤيدي الرئيس الأسد في داخل البلاد من المحتمل أن يستخدموا نفوذهم للتأثير بشكل أكبر بكثير للمضي في نهجه. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المؤكد أن الأسد - الذي لطالما أحبه ونظر إليه السوريون على أنه المصلح - قد انخفضت قاعدة تأييده الشعبية بشكل سريع بعد حملته الوحشية ضد الثورة، التي تدخل الآن شهرها السابع وقتل خلالها أكثر من 2600 مدني منذ مارس الماضي وفقا لأرقام الأممالمتحدة، فضلا عن مقتل عدة مئات من الجنود. غير أن الصحيفة ألمحت إلى أن الأسد لايزال مسيطرا ويرجع الفضل في ذلك ولو بشكل جزئي إلى مجموعة من السوريين الذين لم ينقلبوا ضده، حتى الآن من رجال الأعمال الذين يعتمدون على النظام إلى الأقلية المسيحية التي تعيش في قلق من صعود القوى الإسلامية وسقوط الأسد .. ويوفر هذا التأييد حصنا للنظام ضد الضغوط الخارجية، مما يجعل من غير المرجح أن يرضخ النظام السوري أمام تهديدات الجامعة العربية أو الأطراف الدولية الفاعلة الآخرى ويترقب أن يلحق النظام الضرر بنفسه. ونقلت الصحيفة عن ستيفين هايدمان مؤلف كتاب "التسلط في سوريا" قوله "إن هذا التأييد يجعل من الصعب جعل النظام السوري يدرك أنه في حاجة إلى التحرك من أجل وضع إستراتيجية للخروج من الوضع الراهن"، مضيفا أن استمرار الدعم من المسئولين يبقيه قويا بينما إظهار الدعم من السوريين العاديين يوقف النظام من إدراك مدى خطورة هذه الأزمة. وقالت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) إن التأييد الذي يحظى به النظام السوري يتمركز بقوة في دمشق وحلب، حيث إن السكان هناك أكثر ثراء .. مضيفة أن بعض الدمشقيين يفخرون بارتداء القبعات التي تحمل صورة الأسد معلنين عن حبهم له. ومن جهة آخرى، تجد المصلحة الشخصية بالنسبة للاخرين هى المحرك الرئيسي الذي يربط ثروات المسئولين بما في ذلك الجيش ورجال الأعمال البارزين بالنظام الحالي، وأنهم لايزالون يراهنون على بقاء الأسد وتحديدا بعد تصاعد أعمال العنف خلال شهر رمضان المبارك وانخفاض حجم الاحتجاجات. وأوضحت الصحيفة أن الخوف مما سيأتي بعد سقوط الأسد هو عامل آخر لتجمع بعض المواطنين الذين يعيشون في ظل النظام والذي لربما يعني انهياره الدخول في حرب أهلية في البلاد، ولكن الثورة الإقليمية، نظرا لعلاقات الأسد الوطيدة بإيران وحزب الله اللبناني الشيعي وحركة حماس في فلسطين ، كما أن العديد وخصوصا الأغنياء يفضلون الاستقرار على الاضطراب، وأن المشاعر التي تنمو مع تزايد حالة عدم الاستقرار بدون عدم رؤية وجود نهاية للحالة التي عليها البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن الفسيفساء السورية من الأعراق والأديان يجعلها عرضة بشكل خاص لمثل هذه المخاوف ، وكثيرا ما يستشهد أنصار نظام الأسد الانقسام في الدول المجاورة مثل لبنان والعراق على حد سواء باعتبارها أمثلة على الدمار الذي تسبب فيه الصراع الطائفي، وأن النظام قد استغل هذا الأمر بشكل ناجح وخصوصا في جذب الأقليات السورية من المسيحيين والعلويين إلى جانبه.