عجز كبير فى ميزانية التأمين الصحى الحالى، يبلغ 4 مليارات جنيه فى العام، فى حين أن الاحتياج الفعلى يبلغ 16 مليار جنيه لتغطية احتياجات، وإذا قرر المنتفعون أن يستفيدوا جميعًا من خدماته، فلن يمكن للتأمين الصحى من الاستمرار أكثر من 3 شهور فى تقديم خدماته، وسيعجز بعدها تمامًا عن تقديم الخدمات. هذا ما كشفه الدكتور عبد الرحمن السقا، رئيس هيئة التأمين الصحى، مشيرًا إلى أن إحجام عدد كبير من المنتفعين عن خدمات التأمين الصحى رغم أنهم مشتركون بسبب تفضيلهم خدمة علاجية خاصة، يعطى الفرصة للآخرين الاستفادة من خدمات التأمين الصحى، وإذا قرر المنتفعون أن يستفيدوا جميعًا من خدماتها، فلن يمكن للتأمين الصحى أن يستمر لمدة 3 أشهر وسيعجز تمامًا عن تقديم الخدمات. واقترح السقا 4 نقاط فاصلة يمكن عن طريقها زيادة ميزانية التأمين الصحى الحالى إلى الضعف وتحسين مساره بشكل سريع وبدون تحميل المنتفعين أى زيادة، وأولها أن تتحمل الدولة نسبة 3٪ من أقساط موظفى الدولة المحالين على المعاش ولا تتوقف عن تسديدها، كما تتحمل نسبة 3٪ عن الأرملة، بالإضافة إلى تعديل قانون 32 إلى قانون 79، كما تتحمل الدولة 12 جنيها قسطا للطلبة دون السن الدراسى، مشيرًا إلى تلك الخطوة سوف تساعد كثيرًا فى الإحساس الملموس السريع لدى المنتفعين بجودة الخدمات الطبية فى التأمين الصحى، مما يعتبر تمهيدًا جيدًا لاستقبال قانون التأمين الصحى الاجتماعى الشامل الجديد بعد إقراره، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى اليوم للإعلان عن الاستعدادات والتجهيزات والخدمات الجديدة للتأمين الصحى لاستقبال العام الدراسى الجديد. وأضاف السقا أنه لأول مرة يتم تقديم عدد من الخدمات المتميزة للأطفال، حيث يتحمل التأمين الصحى بالكامل صرف عقار حديث للأطفال لعلاج مرض الثلاثيميا أو أنيميا البحر الأبيض المتوسط عن طريق أقراص أكساجيد لمنع ترسب الحديد، مما يصيبهم بفشل كلوى وكبدى، بتكلفة 10 ملايين جنيه سنويا لعلاج 6 آلاف طفل مصاب، حيث يصل سعر العلبة الواحدة (28 قرصًا) إلى 2000 جنيه فى الشهر، ذلك بدلًا من استخدام المضخة العلاجية والتى كان الطفل لا يتحملها نتيجة تركيبها لمدة 8 ساعات كل يوم فى ذراعه. وأضاف بأنه تم دعم علاج مرض التهاب الأعصاب المتناثر إلى 2000 جنيه ويتحمل المريض 2000 جنيه، وصرف علاج لمرضى السكر من خراطيش الأنسولين للحقن ب 21 ألف قلم سريع لنحو 15 ألف طالب بالإضافة إلى أجهزة تحليل السكر والشراط الخاصة بها. وأشار السقا إلى أن طلبة المدارس يمثلون 50٪ من مجموع مشتركى التأمين الصحى، وبالتالى تم الاستعداد بتطوير وتجهيز العيادات الخاصة داخل المدارس، حيث عقدت مناقصات لتجهيز 680 وحدة صحية مدرسية داخل 10 محافظات بمشاركة المجتمع المدنى كما تم تجهيز 680 آخرين من قبل التأمين الصحى بمفرده وتم افتتاحهم بالفعل، وبدأ الكشف الطبى على الطلبة الجدد فى مراحل الحضانة والثانوى والتجارى منذ شهر يوليو، لافتا إلى أن التطعيمات ضد الحمى الشوكيه سوف تبدأ خلال شهر أكتوبر لتشمل 6 ملايين طفل، والتيتانوس والدفتريا تشمل 3 ملايين طفل، كما تم توقيع بروتوكل مع مستشفى جامعة عين شمس التخصصى لعلاج 3000 طالب من مرض السكر، وذلك بهدف توسيع وتسهيل منافذ جديدة، كما يتم حاليا صرف هرمون النمو ل 1300 شهريًا طبقا للبروتوكول العلاجى الذى وضعه الاطباء. وعلى صعيد آخر، أعلن السقا عن إدراج علاج الأنترفيرون الأجنبى طويل المفعول إلى قائمة الأدوية بالتأمين الصحى، بحيث أصبح من حق المريض أن يختار فيما بين الأنترفيرون المصرى أو الأجنبى دون تحمل الفرق، مشيرًا إلى أن المصرى يتكلف 200 جنيه، والأجنبى يتكلف 250 جنيهًا، لافتا إلى أن 17 ألف مريض يتم علاجهم بالأنترفيرون المصرى وقد حقق نسب نجاح متساويه مع العلاج الأجنبى. وأضاف أنه لا توجد قوائم انتظار للعمليات الجراحية وخاصة القلب المفتوح، باستثناء عمليات القلب المفتوح للاطفال، ويصل الانتظار إلى 4 أسابيع، مشيرًا إلى أن التأمين الصحى لديه 37 مستشفى و630 عيادة و6231 عيادة مدرسية و74 مركز إصابات عمل و34 لجنة طبية عامة و640 مستشفى متعاقدًا و3286 وحدة ريفية. ومن ناحية أخرى أعلن أنه لأول مرة سيتم التعاون مع مستشفيات الشرطة من خلال برتوكول تم توقيعه لعلاج جنود الشرطة وبعض الضباط فى المحافظات داخل مستشفيات الشرطة أو مستشفيات التأمين الصحى بدلًا من النظام القديم الذى كان يلزم علاجهم فى مستشفيات التأمين الصحى فقط. وفى نهاية المؤتمر أعلن د.عبد الرحمن السقا، أن التأمين الصحى لديه أحدث معمل توافق الأنسجة وهو مسئول عن زرع النخاع والكلى ومجهز بأحدث الأجهزة فى مصر وبعض الدول العربية تلجأ إليه للعلاج، كما تم إجراء 340 ألف عملية خلال العام الماضى داخل مستشفيات التأمين الصحى من بينها 5000 عمليه قلب مفتوح بتكلفة 18 ألف جنيه للعملية الواحدة، و35 ألف قسطرة تشخيصية وتتكلف 500 جنيه الواحده ، 7176 قسطرة علاجية وتتكلف نحو 12 ألف جنيه الواحدة، وجلسات الغسيل الكلوى 150 ألفًا لعلاج 13 ألف مريض، وعلاج 34 ألف مريض أورام فيما يتردد على العيادات 197 ألفًا، زرع القرنية 234 حالة و 209 عمليات زرع نخاع عظمى بتكلفة 75 ألف جنيه، 102 زرع قوقعة بتكلفة 45 ألف جنيه لكل حالة، 73 زرع كبد بتكلفة 75 ألف جنيه مساهمة للحالة الواحدة. ولفت د. السقا إلى أنه رغم هذا الحجم من العمل، فالمريض لديه انطباع بأن الخدمة غير جيدة، ومن يعطى لنفسه الفرصة أن يجرب الخدمة من جديد سوف يجدها تغيرت نظرًا لأن الهيئة متعاقدة مع أكبر أساتذة فى مصر.