لأول مرة يصادف أن تحظى جميع مسلسلات النجوم العرب التي قدموها داخل مصر خلال شهر رمضان بنسبة مشاهدة منخفضة، وذلك على عكس السنوات السابقة، حيث كانت أعمالهم الفنية تحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة.ولكن هذا العام تغير الوضع تماما بالرغم من أن بعض المنتجين راهنوا على بعض أعمالهم وتوقعوا لها نسبة مشاهدة مرتفعة. وكان أبرز هؤلاء النجوم الفنان السوري تيم حسن الذي عرفه الجمهور المصري من خلال مسلسل الملك فاروق واستطاع من خلاله أن يحقق نجاحا كبيرا. أما هذا العام فقد توقع كثير من النقاد أن يحظى مسلسل "عابد كرمان" الذي يقوم ببطولته تيم حسن بنسبة مشاهدة مرتفعة خاصة أن المسلسل ينتمي إلى نوعيه مسلسلات المخابرات، كما أن المسلسل منع من العرض العام الماضي، ولكن يبدو أن توقيت عرض المسلسل لم يكن مناسبا حيث دخل في منافسة شرسة مع أكثر من مسلسل جيد مثل "الريان "و"الكبير قوى "وربما لو عرض المسلسل في توقيت آخر لحقق نجاحا كبيرا. ويضاف إلى ذلك أن المسلسل به العديد من الأخطاء أولها أن المسلسل يدور حول شاب فلسطيني من عرب 48 يعيش في "حيفا"وتتمكن المخابرات المصرية من تجنيده ليساعدها في كشف أسرار الإسرائيليين، بينما يجد المشاهد بطل العمل تيم حسن يتحدث باللهجة المصرية وليست الفلسطينية. ويضاف إلى ذلك أن المسلسل تضمن لقطات لمبان حديثة مثل مترو الأنفاق ومطار "أورلى" في فرنسا وهى مبان لا تناسب تلك الفترة الزمنية التي تدور خلالها الأحداث . من ناحية أخري سار المسلسل علي نفس نهج وطريقة كتابة نفس مسلسلات الجاسوسية السابقة مثل "رأفت الهجان"، و"دموع في عيون وقحة"، و"العميل 1001" دون أي تجديد في الكتابة أو التكنيك الإخراجي برغم أن كل عمل مخابراتي وكل شخصية تعاملت مع المخابرات المصرية وتم تجنيدها كانت لها ظروف مختلفة وقصة غير متشابهة. أما الفنانة السورية سلاف فواخرجى التى حققت شهرة كبيرة عقب وصولها إلى مصر فقدمت فيلم "حليم" مع النجم الراحل أحمد زكى وبعدها قدمت فيلم "ليله البيبى دول" مع محمود عبدالعزيز، كما قدمت منذ ثلاث أعوام مسلسل "أسمهان" الذي أثار حوله الكثير من الجدل لتثبت سلاف أنها تستطيع تحمل البطولة المطلقة ، لكن هذا العام كان من الأفضل ألا تقدم أى أعمال فنية، حيث حقق مسلسلها "شهر زاد الحكاية الأخيرة" نسبة مشاهدة منخفضة جدا سواء في سوريا أو في مصر. فالمشاهد المصري مل من حكايات شهر زاد وألف ليلة وليلة، حيث قدم فاروق الفيشاوي ونيرمين الفقى منذ سنوات مسلسل "ألف ليلة وليلة"الذي حقق نسبة مشاهدة منخفضة جدا. أما في سوريا فقد حظي المسلسل بنسبة مشاهدة منخفضة جدا بسبب مساندتها للرئيس بشار الأسد ووصفها الثوار بالقلة المندسة والبلطجية وهو الأمر الذي تسبب في وضعها على رأس القوائم السوداء ومقاطعة جميع أعمالها. أما مسلسل "تلك الليلة" الذي يقوم ببطولته حسين فهمي والمطربة الأردنية مي سليم فقد حقق أيضا نسبة مشاهدة منخفضة حيث تاه وسط زحمه برامج ومسلسلات رمضان المسلسل حيث بلغ عدد مشاهدي أخر حلقة تم وضعها على موقع يوتيوب 403 مشاهدين فقط. مي سليم تجسد في المسلسل دور بنت فلاحة تعيش مع والدها وهدان الذي يجسد دوره الفنان حسين فهمي والذي يخاف عليها وتقع في حب شاب غريب عن المنطقة التي تعيش فيها وتهرب لتتزوج منه وبعدها تتعرض للعديد من المشاكل. المسلسل كان مقررا عرضه في رمضان الماضي ولكن الشركة المنتجة فشلت في تسويقه فتقرر عرضه هذا العام. أما مسلسل "في حضرة الغياب" الذي يقوم ببطولته الفنان السوري فراس إبراهيم والفنانة السورية سلاف فواخرجى فقد حظي بنسبة مشاهدة منخفضة بسبب الاعتراضات الكثيرة التي أثيرت حول المسلسل وأهمها أن المسلسل قدم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في صورة مبتذلة وركيكة كما صوره وكأنه زير نساء، برغم أنه معروف بأخلاقياته،إلى جانب أنه لا يتكلم سوى بالشعر، ويفتقد الصلابة، في الوقت الذي تدرس مواقفه في هذه المجالات. كما اتضح من خلال الحلقات أن المسلسل يواجه مشاكل لغوية مع قصائد درويش، إلى جانب عدم قدرة الفنان فراس إبراهيم على عكس تنوع شخصية محمود درويش، لا من الناحية الجوهرية والنفسية ولا من ناحية الشكل. من ناحية أخرى، اعتبر غالبية النقاد أن نجاح مسلسل عن سيرة شخصية معروفة مرهون بالفنان الذي يؤدي الدور وبالكتابة وبالإخراج الجيدين، مشيرين إلى أن هذا المسلسل يفتقر إلى ذلك من حيث الكتابة والأداء خلافا للمسلسل الذي تناول الشاعر العربي الكبير نزار قباني قبل سنوات قليلة لأن تيم حسن استطاع تقديم شخصية نزار قباني لأنه عميق الموهبة ويجيد تمثيل هذه النوعية من الشخصيات وهو ما جعل من مسلسل نزار قباني الأهم في شهر رمضان الذي عرض خلاله. أما الفنان فراس إبراهيم الذي يقوم بدور محمود درويش في المسلسل فقد فشل على المستوى الشكلي والنفسي من أن يقترب من الحالة التي يمثلها محمود درويش. والمأزق الأكبر هو أن المشاهدين وضعوا فراس دائما في تلك المقارنة من خلال الإحساس وطريقة أداء درويش لقصائده وأداء فراس، ولم تكن هذه المقارنة لمصلحته ولا لمصلحة المسلسل بكل تأكيد. ولذلك درويش (في المسلسل) ليس حاضرا غائبا كما يشير العنوان المأخوذ من كتاب الشاعر البديع المسمى (في حضرة الغياب)، بل هو غائب تماما بصورة فاجعة، وقد وصف الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي المسلسل بأنه "مقزز من كل النواحي، فهو مقرف وتجاري وانتهازي وركيك. أما مسلسل" نور مريم" الذي تقوم ببطولته الفنانة اللبنانية نيكول سابا وياسر جلال ويوسف الشريف فقد حظي بنسبة مشاهدة منخفضة بسبب عدم وجود عنصر التشويق في المسلسل حيث تدور قصته حول" مريم "الطبيبة المتخصصة في جراحة القلب لدى الأطفال، والتي تهتم في عملها بالجانب الإنساني بشكل كبير لدرجة تجعلها تعالج الأطفال نفسيا قبل معالجتهم بدنيا، ولكن يلازمها سوء الحظ في حياتها الشخصية، لأنها تتزوج من محام انتهازي هو نور (يوسف الشريف) حيث يتعامل في قضايا التعويضات، وبسبب خلافهما يتم الطلاق بينهما، ولكنه يعذبها ويأخذ ابنتها منها ثم يكتشف في النهاية إصابته بالسرطان فيعطى لها ابنتها ويقرر السفر إلى أمريكا. المسلسل تعرض لانتقادات حادة أهمها المواصفات الملائكية أو كما يسميها البعض المثالية الزائدة التي تظهر بها مريم، حيث تجسد الجانب الخير الذي يقدم تضحيات مهما كلفها الأمر وهى شخصية غير موجودة في الواقع فالمثالية الزائدة لا توجد إلا في الخيال فقط. جدير بالذكر أن نيكول قدمت العام الماضي حلقتين في مسلسل "الكبير قوى" مع الفنان أحمد مكي واستطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا، أما هذا العام فأثبتت فشلها في خوض تجربة البطولة المطلقة في الدراما التليفزيونية. من جهة ثانية استطاع الفنان السوري جمال سليمان أن يحقق شهرة كبيرة منذ قدومه إلى مصر، حيث قدم العديد من الأعمال الناجحة بدءا بمسلسل "حدائق الشيطان" ومرورا ب-"أفراح إبليس" الذي قدمه مع عبلة كامل و"قصة حب" الذي قدمه العام الماضي مع الفنانة بسمه، أما هذا العام فلأول مرة يحقق مسلسله "الشوارع الخلفية"المأخوذ عن رواية الشوارع الخلفية للأديب عبدالرحمن الشرقاوي نسبة مشاهدة منخفضة، ويرجع السبب إلى وضعه هو والفنانة المصرية ليلى علوي على رأس القوائم السوداء لمعادتهما للثورتين المصرية والسورية. وربما لو عرض المسلسل قبل قيام ثورتي مصر وسوريا لحقق نجاحا كبيرا، كما أن الطريف أن جمال سليمان يقدم دور ضابط وطني يدعى "شكري عبدالعال"ويرفض إطلاق النار على الثوار وذلك عكس شخصيته في الواقع حيث التزم الصمت تجاه ثوره وطنه سوريا وهو الأمر الذي افقد العمل مصداقيته بغض النظر عن قدرته التمثيلية في تجسيد الدور. يذكر أن مؤلف العمل " مدحت العدل "عندما سئل عن سبب اختياره لجمال سليمان رغم موقفه السلبي تجاه الثورة السورية قال لو كان عبدالرحمن الشرقاوي صاحب الرواية موجودا ويبحث عن ممثل يجسد شخصية شكري عبدالعال بطل المسلسل فلن يجد أفضل من جمال سليمان سواء من حيث المرحلة العمرية أو الأسلوب والشخصية والقدرة على الأداء والتعبير.