«نشرة «المصرى اليوم» من الإسكندرية: كواليس مقتل لاعبة «جودو سموحة» على يد زوجها.. وأول فرع للجامعة في ماليزيا    لليوم الرابع.. "مستقبل وطن" يواصل اجتماعات لجنة ترشيحات النواب استعدادًا لانتخابات 2025    وزير العدل يوافق على إنشاء محكمة جديدة بالنوبارية.. وافتتاح أول مكتب شهر عقارى بقرى «حياة كريمة» بالبحيرة قريبًا    اللجنة العليا للسكان بشمال سيناء تبحث تنفيذ عدد من الأنشطة خلال اجتماعها الدوري    ارتفاع الأسهم الأوروبية وسط تفاعل إيجابي مع مباحثات ترامب وزيلينسكي    «التعليم» تتعاون مع شركة يابانية لتزويد المدارس الحكومية بالآلات الموسيقية    الرقابة على الصادرات: تقليص زمن الإفراج الجمركى إلى يومين بنهاية 2025    حملات ميدانية وإلكترونية.. "حماية المستهلك" يعلن تفاصيل رقابته على الأوكازيون الصيفي    آخر تطورات التصعيد في غزة ولبنان وعلاقات الصين والهند    تقارير: 200 طفل يصابون يوميا بسوء تغذية حاد    تعرف علي تشكيل فاركو أمام طلائع الجيش بالدوري    بالإجماع.. محمد مطيع يفوز برئاسة الاتحاد الإفريقي للسومو    مصدر في مسار: جاهزون للتحدي ولأي منافس.. وإعادة قرعة السيدات لا يغير من خططنا    بسبب البيع والشراء.. مشاجرة بين سمكري ومالك محل في حلوان    نقابة الموسيقيين تنعى يحيى عزمي أستاذ الإخراج بالمعهد العالي للسينما    الثلاثاء المقبل.. طرح أول أغنية من ألبوم ويجز الجديد    بعد طرح بوستر فيلم "جوازة في جنازة "تعرف على مواعيد عرضه بمصر والعالم العربي    محافظ أسوان يوجه بتوفير العلاج والتخفيف عن المواطنين بمركز صحة أول    كان بيعدي السكة.. وفاة شخص دهسا تحت عجلات القطار في أسيوط    فابريزيو رومانو يكشف موقف مانشستر سيتي من رحيل نجم الفريق    عائلات المحتجزين الإسرائيليين: نتنياهو يكذب ويضع شروطًا غير قابلة للتنفيذ لإفشال الصفقة    موجة حارة.. حالة الطقس غدًا الأربعاء 20 أغسطس في المنيا ومحافظات الصعيد    محامي بدرية طلبة يوضح حقيقة إحالتها للمحاكمة ب«إساءة استخدام السوشيال ميديا» (خاص)    أمين الفتوى ل الستات مايعرفوش يكدبوا: لا توجد صداقة بين الرجل والمرأة.. فيديو    مجهولون سرقوا دراجته النارية.. إصابة شخص بطلق ناري في أبوتشت ب قنا    لأول مرة «بإهناسيا التخصصى».. استئصال ورم كبير متضخم بالغدة الدرقية لمسنة تعاني صعوبة التنفس    محافظ الأقصر يلتقي وفد أهالي المدامود ويعلن زيارة ميدانية عاجلة للقرية    نفق وأعمال حفر إسرائيلية جديدة داخل ساحة البراق غرب المسجد الأقصى    مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يفتح باب المشاركة في دورته ال12    ستاندرد آند بورز: رسوم واشنطن توجه الصين نحو أسواق الجنوب    كيف تعرف أن الله يحبك؟.. الشيخ خالد الجندى يجيب    الشيخ خالد الجندى: افعلوا هذه الأمور ابتغاء مرضاة الله    ميلان يخسر خدمات رافاييل لياو في الجولة الأولى للدوري الإيطالي    الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يصدر إجراءات جديدة بشأن المكالمات الترويجية الإزعاجية    «التعليم العالي»: إعلان القائمة المبدئية للمرشحين لمنصب رؤساء 5 جامعات أهلية    أول تعليق من أشرف زكي بعد تعرض ألفت عمر للسرقة في باريس    موعد حفل توزيع جوائز الأفضل في إنجلترا.. محمد صلاح يتصدر السباق    بي بي سي ترصد طوابير شاحنات المساعدات عند معبر رفح بانتظار دخول غزة    صور.. النقل تحذر من هذه السلوكيات في المترو والقطار الخفيف LRT    من هم أبعد الناس عن ربنا؟.. أستاذ بالأزهر يجيب    تدريب المعلمين على تطبيقات الآلة الحاسبة.. بروتوكول جديد بين "التعليم" و"كاسيو"    "رقص ولحظات رومانسية"..منى زكي وأحمد حلمي في حفل عمرو دياب في الساحل الشمالي    بالصور- افتتاح مقر التأمين الصحي بواحة بلاط في الوادي الجديد    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    تأجيل محاكمة عاطل بتهمة سرقة طالب بالإكراه ل23 سبتمبر    مدير أوقاف الإسكندرية يترأس لجان اختبارات القبول بمركز إعداد المحفظين    تقديم الخدمات الطبية المجانية ل263 مريضاً بمحافظة كفر الشيخ    فنان شهير يفجر مفاجأة عن السبب الرئيسي وراء وفاة تيمور تيمور    صعود جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل جلسة اليوم    "الموعد والقناة الناقلة".. النصر يصطدم بالاتحاد في نصف نهائي السوبر السعودي    وزير الدولة للاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني: الاقتصاد المصري يحتل أهمية خاصة للاستثمارات    «الري»: منظومة إلكترونية لتراخيص الشواطئ لتسهيل الخدمات للمستثمرين والمواطنين    الداخلية تؤسس مركز نموذجي للأحوال المدنية فى «ميفيدا» بالقاهرة الجديدة    إلغاء إجازة اليوم الوطني السعودي ال95 للقطاعين العام والخاص حقيقة أم شائعة؟    «100 يوم صحة» تقدم 52.9 مليون خدمة طبية مجانية خلال 34 يومًا    عماد النحاس يكشف موقف الشناوي من مشاركة شوبير أساسيا    رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2025 بعد انتهاء تسجيل رغبات طلاب الثانوية العامة 2025 للمرحلتين الأولي والثانية    «ثغرة» بيراميدز تغازل المصري البورسعيدي.. كيف يستغلها الكوكي؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد آدم: أدهشني عدم هروب مبارك ومتحفظ علي أداء "شرف" والثورة القادمة ضد الأحزاب
نشر في بوابة الأهرام يوم 29 - 08 - 2011

وسط زحمة البرامج الرمضانية وتكرار الأفكار الحوارية والبحث والتفتيش والتنقيب عن 30 عاماً مضت في عمر مصر، ظهر الفنان الكوميدي أحمد آدم علي الجمهور ببرنامجه الشهير "بني آدم شو". لكن هذه المرة من تركيا، عبر فكرة بسيطة ومختلفة، حاول من خلالها وضع حلول لكثير من مشاكلنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وحمل فيها أمنياته لمصر كما يجب أن تكون.
كشف أحمد آدم فى حوار مع "بوابة الأهرام" ،اتسم بقليل من الفن وكثير من السياسة، أسباب اختياره للنموذج التركي في تقديم برنامجه، وعدم ظهوره في ميدان التحرير أثناء الثورة، ورفضه للنزول إلي مظاهرات مصطفي محمود. وأكد أن الثور القادمة ستكون ضد الأحزاب والتيارات السياسية. كما أوضح وجهة نظره في الثورة، والمحرضين علي الوقيعة بين الجيش والشعب، بالإضافة إلي توقعاته بانهيار الفن في مصر إذا تم تفعيل "القوائم السوداء"، وغيرها من التفاصيل في هذا الحوار ...
** لماذا اخترت تركيا بالتحديد لتقديم برنامج منها؟
كنا نبحث عن تقديم نموذج لدولة إسلامية، خاصة عقب زيادة هذه النزعة لدى الشعب بعد الثورة وظهور التيارات الدينية علي الساحة، فكان أمامنا 3 نماذج أفغانستان أو الصومال أو تركيا، فوقع اختيارنا علي الأخيرة، حيث يحكمها حزب إسلامي ولديهم ديمقراطية. كما أن الإسلام (حرية، عدالة، كرامة)، ومن يحقق الثلاثة يطبق الشريعة الإسلامية، "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون"، وهي أصلا مبادئ الثورة التي خرجت في 25 يناير، دون الدخول في جدل الاستفتاء علي الدستور وغيره.
** هل كانت رسالتك من البرنامج هي أن المشكلة في الشعب وليس فى حكامه؟
المشكلة مشتركة بين الاثنين، وبدون كلام نظري نحن أمام تجربة حقيقية وهي الثورة التي لم يبدأها حزب أو تيار، بل كانت ثورة شباب من الطبقة المتوسطة، وشعاراتها لم تكن فئوية بدليل أنه ليس لها زعيم، وكل الشباب الذي وقف حتى تنحي مبارك وعاد إلي منزله شعر بأنه حقق أهدافه، لأن الأغلبية ليس لها في السياسة والائتلافات إلي آخره، بل يبحث عن العمل أو هدف يلتف حوله، وبدون حكومة لا يستطيع أن ينفذ ذلك، والتجربة في ماليزيا وتركيا قامت بتطبيق القوانين علي الحكام والحكومة قبل الشعب، والنهوض بالدولة بعد القضاء علي الفساد دون زيادة أو نقصان في ميزانية البلد، الشعب يحتاج لنموذج وإذا وجد النموذج سنتقدم علي هذه الدول في 5 سنوات فقط، لأننا شعب مغرم بالمعجزات.
** البرنامج أثار التحفظات لدي البعض وكأنك "تبكيهم علي حالهم"؟
من يري أنني أبكيه علي حاله أقول له: "إذا كان ابنك راسب في الثانوية العامة، وابن جارك اللي متعرفوش حصل علي 95%، وابن أخوك ساقط، هتنصح ابنك يمشي مع مين؟"،"ولو ظهرت أمه وقالت خليه يمشي مع الفاشل عشان يعرف انه أحسن منه"، وقتها تأكدوا أننا بنضحك علي نفسنا.
** عرضت السلبيات في بلدنا من خلال مقارنات بسيطة بتركيا، ولكن دون حل؟
كل الحلقات التي قدمتها من تركيا تحمل حلولا لسلبياتنا، وأوضحت كيف يستخدمون رائحة القمامة (غاز الميثان) في توليد الطاقة لنصف اسطنبول. وللأسف الشديد هى حلول بسيطة ولدينا القدرة علي تنفيذ أفضل منها في أقل من 5 سنوات، وهذا كلام الأتراك وليس كلامي، وهناك حلول تضعها حكومات تقوم بالتنسيق بين وزاراتها لبحث الحلول، بدلاً من الحكومات السابقة التي كانت تعيش في جزر منفصلة.
** ما الفارق بين ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير؟
الجيش هو القاسم المشترك في الثورتين، فثورة 23 يوليو بعد رحيل الملك وأثناء التحضير لنظام جمهوري، اشتعلت الخلافات بين الأحزاب أكثر من مرة، الأمر الذي دفع الجيش والضباط الأحرار إلي قيادة البلد والحفاظ علي الاستقرار، نفس الأمر تكرر في ثورة يناير بعد انتفاضة الشعب، قام الجيش بحماية الثورة، وأكد علي مدنية الدولة في انتخابات حرة ثم يعود بعدها إلي ثكناته.
** "ثورة بلا زعيم" هل تؤدي إلي دخول البلد في نفق مظلم بعد خلافات بين القوى السياسية؟
قد تؤدي حتما إلي هذا النفق إذا استمرت هذه الاختلافات، خاصة بعد أن فوجئنا بالمجتمع المدني يصرح بأنه غير مستعد للانتخابات البرلمانية، ثم تخرج التيارات والجماعات الإسلامية ترفض حكم العسكر، ثم تدور اختلافات حول الاستفتاء والمبادئ فوق الدستورية، ولكن الجيش لن يسمح بذلك، بعد أن قام بحماية ثورة يناير ومن قبلها ثورة 23 يوليو، فهل مطلوب من الجيش أن يجلس ويشاهد البلد تنهار حتى يتفقوا؟. هل هذه الاختلافات بدافع القصد لكى نتحول إلى الحكم العسكري أم أننا لا نتعلم من التاريخ، أم أن كل تيار وحزب لا يعمل إلا لمصلحته الشخصية فقط، والتنازع علي السلطة هو الهدف الآن. يقول نزار قباني، "في بلدتنا يذهب ديك ويأتي ديك والطغيان هو الطغيان" وكل من ينقض مبارك وديكتاتوريته إذا وصل الحكم سيصبح ديكتاتوراً أكثر منه، لا يوجد أحد يتحمل أن ينقضه أحد، وأصبح الاختلاف في الرأي "يفسد" للود قضية، فالعرب أحسن شعوب العالم تتكلم ولدينا تحاليل ليس لها مثيل في العالم، ولغة ثرية بكل الألفاظ والمعاني ولم نفعل شيئا.
** هل تتفق مع الرأى القائل أن الإخوان والتيارات الإسلامية حسمت نتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية بالايجاب؟.
هذا الكلام عار علي الصحة، والثورة أثبتت أن هذا الشعب لديه وعي شديد ويعرف كيف يختار بذكاء حاد، ونتيجة الاستفتاء حسمها "الاستقرار"، لأن الشعب المصري يبحث عن الاستقرار بطبعه منذ 7 آلاف سنة، والإخوان والتيارات "لماحين" وعرفوا جيدا أن الشعب يميل إلي هذه الكفة، فرفعوا شعاراتهم صوب الاستقرار واقرنوه بالدين.
** بعد الثورة انتشرت فوبيا الاتهامات لبعض الأشخاص والفئات بأنهم لم يشاركوا في أحداثها من داخل ميدان التحرير، فهل كانت الثورة من الميدان فقط؟
كل شخص وكل "عيل صغير" يمسك سكيناً أثناء الثورة كان يقف أمام منزله كأنه في ميدان التحرير، فإذا كان الثوار علي الجبهة بالميدان فنحن الجبهة الداخلية التي حمتهم، فلا أحد يستثني أحدا أو يتهمه أو يسأله "أنت كنت في التحرير؟"، اللي كان في التحرير الشهداء والمصابين، لكن من يزور الميدان ويرجع يأخذ (حمام) ويذهب للتصوير أمام كاميرات البرامج، ولم يصبه مكروه أو لديه شهيد لا يتاجر علي الشعب باسم الثورة، الشعب أخرج "لسانه" للنظام وسيطرنا علي الفوضى في ظل الانفلات الأمني بشعب محترم وجيش بواسل، وسوف نقضي علي هؤلاء "البايخين" الذين يمثلون حوالى 10% وظهروا خلال الثلاثين عاماً الماضية.
** من هم "البايخين"؟
كل من يقوم بأعمال ضد الدولة ويقول أنها في مصلحتها، وهو كل من يقتل أي موهبة يستشعر فيها أنها أفضل منه، وهو الشخص الذي لا يقدم الشرفاء ويضعهم في أول الصفوف، وهو الشخص الذي يبحث عن المظهر ولا يهتم بالجوهر والقضية، وهو الذي يقول ما لا يفعل، وأنا أحذرهم لأن الشعب المصري لديه من الوعي والقدرة علي معرفتهم، فثورة 25 يناير ثورة "المنخول والغربال" لأنها كشفت كل المزايدين والمنتفعين.
** هل طلب منك النزول إلي ميدان مصطفي محمود لتأييد مبارك أثناء الثورة؟
طلب مني عدد من الفنانين ذلك، واستشعرت أن هناك شيئا مريباً فرفضت، وقررت عدم نزول أي ميدان، خاصة أنني ضد أفكار بعض التيارات في التحرير ومختلف مع نظريات مصطفي محمود، ولست بصدد الدخول في مهاترات بسبب صورة بجوار شخص يساري أو آخر يرفع صورة لمبارك وغيرها من التيارات، فلم أكن يوماً مع الأحزاب ودائماً ضد المعارضة، وهناك فارق كبير بين النزول لهدف أو بطلب من أحد، ولن أسمح بأن أكون لعبة في يد أحد، الفنان دوره تحريضي فعادل إمام كان في التحرير بفيلم "الإرهاب والكباب".
** هل كان نزول الفنانين لمصطفي محمود بأوامر من الحزب الوطني؟
دعنا نتفق علي أن الشعب المصري كله كان متفقا علي رحيل مبارك، لكنه منقسم بين الرحيل الفوري والبقاء حتى الانتخابات في سبتمبر، وأصاب الرأي الأول، إلا أن الفريقين كان هدفهما مصر وكل منهما له طريقته، والاختلاف لا يجعلنا نتهم بعضنا.
** هل تعتقد أن أدوار وأداء الأحزاب السياسية اختلفت بعد الثورة؟
التاريخ يقول إن أنور السادات قام بتحويل البلاد من الاتحاد الاشتراكي والحزب الواحد إلي أحزاب متعددة، وقام السادات بإنشاء حزب مصر كنواة لحزبه وأمامه عدة أحزاب أخري، والتاريخ أيضا يقول أن كل من كانوا في الاتحاد الاشتراكي ومؤمنين بالاشتراكية هم الذين غزوا المنابر وهم من دخلوا حزب مصر. وقدمت العديد من المسرحيات في الجامعة التي تتحدث عن هذا النموذج، و"أكلت عيش كتير" عليه، وهذا الموضوع سوف يتكرر وسوف يعودون بأشكال أخري مختلفة.
** ما رأيك في الصراعات بين القوة السياسية والأحزاب والتيارات بعد الثورة ؟
كنا درسنا في الماضي أن الثورة قامت للقضاء علي الإقطاع والاستعمار وأعوانه والقضاء علي الأحزاب السياسية الفاسدة، لكن أشعر بأنني عدت 50 عاماً للوراء ومازلت أدرس مبادئ ثورة يوليو، بسبب وجود نفس الأحزاب السياسية الفاسدة التي تتصارع علي الحكم، والمصالح الشخصية، والكل يبحث كيف يأخذ ولا يعطي، وبدأت التورتة تتقطع وتقسم دون النظر لمصلحة الشعب الذي قام بالثورة، وأناشدهم بأن يتفقوا لمصلحة البلد، وإلا الثورة القادمة ستكون عليهم، كما يجب أن يتذكروا أن ثورة الشباب قامت علي النظام كله بمن فيه معارضيه. وثورة الشعب تختلف عن الأحزاب، لأن الأخيرة لديها أهداف سياسية.
** لكن هناك من يقول أن سقوط رأس النظام ليس كافياً لتطهير البلاد؟
كل من كان يعمل مع الحكومة ويتقاضى أجراً هو من النظام، من أكبر رأس حتى "الفراش" في أي جهة حكومية. وبالتالي فليس من المنطقي الحديث عن باقي النظام. والسؤال هو كيف يتم تفعيل القوانين الموجودة بالفعل التي تم تعطيلها بسبب الفساد؟. وأعتقد أن تفعيلها فقط سيقود لتدوير عجلة الإنتاج حتى الانتهاء من تجهيز دستور جديد. وكلمة "النظام ورأس النظام" سوف تضع الناس في حيرة، ونحن جميعاً جزء من النظام سواء كنت معه أو معارض له، يجب التوقف عن التخوين والنظر إلي المستقبل، فنحن نستحق أن نعود إلي مكانتنا.
** هل تعتقد أن كثرة الضغط بالاعتصامات أدت إلى حدوث نتائج إيجابية؟
الثورة قامت علي قلب رجل واحد ومطالب واحدة وهي إعادة حقوق الجميع، ولذلك نجحت، لكن عودة المطالب الفئوية مرة أخري مرفوض بالرغم من أحقية كل فئة في عودة حقوقها. فقد أصبحت لدينا فرصة لتحقيق هدف واحد "مصر"، فهي تحتاج إلي صبر وجهد وعمل وإخلاص واستقرار، وإذا لم نساعد علي أن نكون أكثر استقراراً، وقتها سنخدم مبارك وأعوانه، وعلي الحكومة أن تفتح أوراقها أمام الشعب حتى يشاركها الحل.
** كيف كان شعورك عندما شاهدت مبارك خلف القضبان؟
مشهد غريب علي أي شخص في الدنيا، حيث تتجلي فيه عظمة ربنا وتري أية تتحقق أمامك "يؤتي الملك لمن يشاء وينزع الملك عمن يشاء"، والدقة في ينزع الملك، بالإضافة إلي أن مصر لأول مرة في التاريخ تحاكم حاكمها، لكن الغريب والمدهش أيضاً أن مبارك الذي كان يتحدث عن القانون وسيادة القانون، هو نفسه إلتزم بالمثول خلف القضبان ، وكان لديه القدرة علي الهروب أثناء الثورة كما فعل الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على.
** هل يرضيك سير المحاكمات حتى الآن؟
يجب أن نحترم القضاء وسيادته، وألا نقيم محاكم ثورية ونتبادل الاتهامات، وندخل في مذبحة شعبية كما حدث في الثورة الفرنسية. فنحن نعطي درساً للعالم كله لشعب قام بثورة وترك حكامه في يد القانون وأمام محاكم مدنية، حتى طالب الشعب الإنجليزي بمحاكمة "كاميرون" رئيس الوزراء الحالى أسوة بالمصريين.
** ما رأيك في انتقاد المجلس العسكري وفصل أدائه المدني عن الجيش؟
ضد هذه المقولة تماماً، فالمجلس العسكري كان من الممكن أن يأمر جنوده بفتح النار علي المتظاهرين، كما يحدث في ليبيا وغيرها، فكيف نفصلهم عن بعض؟. بالإضافة إلي أنني أتمني مشاهدة كل من ينتقد المجلس العسكري متفقين ومنظمين في حديثهم وأفكارهم. كما أشاهد المجلس العسكري، بالإضافة إلي تأكيده علي مدنية الدولة وعودته إلي ثكناته، وأي وقيعة بين الجيش والشعب يعد عمالة لإسرائيل وإيران وأي دولة لا تريد الاستقرار لمصر.
** ما رأيك في أداء حكومة شرف؟
لدي تحفظات بسبب البطء في القرارات، لكن أي حكومة في العالم تحتاج إلي دعم وثقة من الشعب، وحكومة شرف مطالب منها تغيير وزير ومحافظ كل يوم، فكيف نطالب منها حلولا في فترة زمنية معينة أو نضع خططا انتقالية. وهناك حالة من عدم الاستقرار، بالإضافة إلي أننا نتعجل الأمور ولا ننسى أنه لم يمر علي ثورتنا أكثر من 6 أشهر.
** ما رأيك في المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية؟
لم يفصح أحد منهم عن برنامجه حتى أختار أحدهم. وللأسف الشديد جميعهم في سن "مبارك" بخلاف إثنين أو ثلاثة. والمرشحون أنفسهم والشعب المصري كله يبحث عن رئيس في سن ال 50، وأتمني أن نتدارك هذه المشكلة في الدورة التالية، بخروج الموظفين للمعاش في سن ال 50، وإفساح المجال للشباب وظهور كوادر جديدة تقود المستقبل.
** ما رأيك في سياسة التخوين بين الفنانين بسبب الثورة؟
الفنان يجب أن يكون القدوة التي تقول "أنا اختلف معك في الرأي ، لكن علي استعداد أن أضحي بحياتي في سبيل الدفاع عن رأيك"، فلدي تحفظات علي طلعت زكريا ومختلف مع بعض أفكار عمرو واكد والكاتب علاء الأسواني والاختلاف ليس معناه أنني ضد الثورة، "بلاش حد يتمحك في الثورة واللي عايز يتكلم عنها يقدم شهادة إصابته"، نحن في عصر الديجيتال والسنوات العشر الأخيرة مسجلة لكل شخص بالصوت والصورة، فلا أحد يزايد علي الأخر.
** الاتهامات بين الفنانين أثناء الثورة وصلت إلي حد التصريحات بعدم قبول العمل مع من تم وضعهم في "القوائم السوداء"، فما تعليقك؟
إذا دخلت الآراء السياسية الشخصية في الفن "فسينهار"، بالإضافة إلي أنني ضد القوائم السوداء، فمن المسئول عن وضعها ونحن في ثورة بلا قائد؟، وإذا زايد عمرو واكد علي طلعت زكريا، فالأخير من الممكن أن يتهمه بالتعاون مع فنانة إسرائيلية ويتاجر بالبطولة، فلا يدعي أحد أن لديه جناحين والكل يخطئ.
** هل تخشي التعاون مع طلعت زكريا في عمل واحد؟
إذا كان السيناريو يفرض علينا التعاون في عمل مشترك فما المانع، ونجاح أي عمل يستوجب أن تضع الفنان المناسب في المكان المناسب، والجمهور يعي تماما الفرق بين الاتجاهات والآراء الشخصية للفنان وبين العمل الفني.
** هل طالت الثورة الفن؟
أتمني أن نستغل الثورة ونثور علي أنفسنا، ونتوقف عن المزايدات والنرجسية الفنية والتصريحات "الجهنمية" بأن أعمالنا ليس لها مثيل في العالم، ونتوقف عن المهرجانات القائمة علي المجاملات، وزج العلاقات الشخصية بالفن، ونتوجه للنقد البناء القائم علي "التميز والتحفيز لا إلي التقريظ".
** ما هي خطواتك الفنية القادمة؟
لم أحدد وجهتي إلي الآن، وكان لدي مشروع فيلم مع أحمد السبكي، ولكن أحداث الثورة الغت الفكرة تماماً، ونستعد لتحضير عمل آخر يوضح مصر قبل وبعد 25 يناير.
** هل لديك تفاؤل بالفترة القادمة؟
الفنان لا يستطيع أن يعيش بدون تفاؤل، والشعب المصري جزء من ثقافته التفاؤل والصبر والسخرية، ولدي تفاؤل لأننا شعب المعجزات وعندما تشعر أنه شاخ تجده "لسه شباب"، وعندما تقول أنه سلبي يفاجئ العالم بثورة لم تحدث مثلها في التاريخ، مصر أعظم من "شوية بايخين يضيعوها"، فنحن الآن أمام مفترق طرق ومرحلة تاريخية غاية في الدقة ما بين الذهاب إلي الصومال أو أوروبا، وأعتقد أننا في أقل من 10 سنوات ممكن نصدر إلي العالم ديمقراطية أسمها "الديمقراطية المصرية"، وسوف نصدر لأمريكا حقوق الإنسان والمرأة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.