إعلان الحصر العددي لأصوات الناخبين بالدائرة الأولى "دراو وأسوان وأبو سمبل"    أسعار البطاطس والطماطم الفاكهة اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 في أسواق الشرقية    طن الشعير اليوم.. أسعار الأرز والسلع الغذائية الأربعاء 12-11-2025 ب أسواق الشرقية    ترامب: أبنائي مؤهلون لرئاسة أمريكا وكل واحد منهم قد يصبح الرئيس مستقبلا    العناية الإلهية تنقذ 4 آسر من انهيار عقار الجمرك بالإسكندرية    تامر حسني يوجه رسالة إلى مي عز الدين بعد عقد قرانها على أحمد تيمور خليل    مستوطنون إسرائيليون يهاجمون قريتين فلسطينيتين في الضفة الغربية    «زى النهارده».. استخدام «البنج» لأول مرة في الجراحة 12 نوفمبر 1847    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    رئيس الوزراء: استثمارات قطرية تقترب من 30 مليار دولار في مشروع "علم الروم" لتنمية الساحل الشمالي    أمطار وانخفاض درجات الحرارة.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم وغدًا    موعد بداية ونهاية امتحانات الترم الأول للعام الدراسي الجديد 2025-2026.. متى تبدأ إجازة نصف السنة؟    نشأت الديهي: بن غفير يوزع حلوى مغموسة بدماء الفلسطينيين    مي سليم تطرح أغنية «تراكمات» على طريقة الفيديو كليب    تحقيق عاجل من التعليم في واقعة احتجاز تلميذة داخل مدرسة خاصة بسبب المصروفات    عيار 21 يسجل رقمًا قياسيًا.. سعر الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    الزراعة: السيطرة على حريق محدود ب "مخلفات تقليم الأشجار" في المتحف الزراعي دون خسائر    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم توك توك وتروسيكل بالخانكة    انقطاع التيار الكهربائي بشكل الكامل في جمهورية الدومينيكان    نيوسوم يهاجم ترامب في قمة المناخ ويؤكد التزام كاليفورنيا بالتكنولوجيا الخضراء    سبب استبعاد ناصر ماهر من منتخب حلمي طولان وحقيقة تدخل حسام حسن في إقصاء اللاعب    رسميًا.. موعد إعلان نتيجة انتخابات مجلس النواب 2025 المرحلة الأولى    استقرار نسبي في أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري مع تراجع طفيف للدولار    قلبهم جامد.. 5 أبراج مش بتخاف من المرتفعات    تسع ل10 آلاف فرد.. الجيش الأمريكي يدرس إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من غزة    موسكو تحذر من عودة النازية في ألمانيا وتؤكد تمسكها بالمبادئ    لتجنب زيادة الدهون.. 6 نصائح ضرورية للحفاظ على وزنك في الشتاء    حبس المتهم بالتسبب في وفاة والدته بعيار ناري أثناء لعبه بالسلاح بشبرا الخيمة    اتهام رجل أعمال مقرب من زيلينسكي باختلاس 100 مليون دولار في قطاع الطاقة    قبل غلق اللجان الانتخابية.. محافظ الأقصر يتفقد غرفة العمليات بالشبكة الوطنية    مواجهة قوية تنتظر منتخب مصر للناشئين ضد سويسرا في دور ال32 بكأس العالم تحت 17 سنة    مختصون: القراءة تُنمّي الخيال والشاشات تُربك التركيز.. والأطفال بحاجة إلى توازن جديد بين الورق والتقنية    جناح لجنة مصر للأفلام يجذب اهتماما عالميا فى السوق الأمريكية للأفلام بلوس أنجلوس    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواصل استعداداته لمواجهتي الجزائر (صور)    الحسيني أمينا لصندوق اتحاد المهن الطبية وسالم وحمدي أعضاء بالمجلس    النيابة تطلب تحريات سقوط شخص من الطابق ال17 بميامي في الإسكندرية    علشان تنام مرتاح.. 7 أعشاب طبيعية للتخلص من الكحة أثناء النوم    السياحة تصدر ضوابط ترخيص نمط جديد لشقق الإجازات Holiday Home    وفد السياحة يبحث استعدادات موسم الحج وخدمات الضيافة    «ستأخذ الطريق الخاطئ».. ميدو يحذر حسام عبد المجيد من الانتقال ل الأهلي    بيان رسمي من خوان بيزيرا بشأن تجاهل مصافحة وزير الرياضة بنهائي السوبر    منتخب مصر يستعد لأوزبكستان وديا بتدريبات مكثفة في استاد العين    كرة سلة - الأهلي يفوز على سبورتنج في ذهاب نهائي دوري المرتبط للسيدات    رياضة ½ الليل| الزمالك يشكو زيزو.. انتصار أهلاوي جديد.. اعتقال 1000 لاعب.. ومصر زعيمة العرب    نقيب الإعلاميين: الإعلام الرقمي شريك أساسي في التطوير.. والذكاء الاصطناعي فرصة لا تهديد.    المستشار بنداري يشيد بتغطية إكسترا نيوز وإكسترا لايف ووعي الناخبين بانتخابات النواب    لماذا نحب مهرجان القاهرة السينمائي؟    السفير التركي: العلاقات مع مصر تدخل مرحلة تعاون استراتيجي شامل    انتخابات مجلس النواب 2025.. بدء عمليات الفرز في لجان محافظة الجيزة    ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار فونج-وونج بالفلبين ل 25 قتيلا    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. روسيا تمنع 30 مواطنا يابانيا من دخول البلاد.. اشتباكات بين قوات الاحتلال وفلسطينيين فى طوباس.. وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلة يقدم استقالته لنتنياهو    انتخابات مجلس النواب 2025.. محافظ الفيوم يتابع أعمال غلق لجان التصويت في ختام اليوم الثاني    أخطاء تقع فيها الأمهات تُضعف العلاقة مع الأبناء دون وعي    أمين بدار الإفتاء يعلق على رسالة انفصال كريم محمود عبد العزيز: الكلام المكتوب ليس طلاقا صريحا    استجابة من محافظ القليوبية لتمهيد شارع القسم استعدادًا لتطوير مستشفى النيل    هل يجوز تنفيذ وصية أم بمنع أحد أبنائها من حضور جنازتها؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد آدم: أدهشني عدم هروب مبارك ومتحفظ علي أداء "شرف" والثورة القادمة ضد الأحزاب
نشر في بوابة الأهرام يوم 29 - 08 - 2011

وسط زحمة البرامج الرمضانية وتكرار الأفكار الحوارية والبحث والتفتيش والتنقيب عن 30 عاماً مضت في عمر مصر، ظهر الفنان الكوميدي أحمد آدم علي الجمهور ببرنامجه الشهير "بني آدم شو". لكن هذه المرة من تركيا، عبر فكرة بسيطة ومختلفة، حاول من خلالها وضع حلول لكثير من مشاكلنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وحمل فيها أمنياته لمصر كما يجب أن تكون.
كشف أحمد آدم فى حوار مع "بوابة الأهرام" ،اتسم بقليل من الفن وكثير من السياسة، أسباب اختياره للنموذج التركي في تقديم برنامجه، وعدم ظهوره في ميدان التحرير أثناء الثورة، ورفضه للنزول إلي مظاهرات مصطفي محمود. وأكد أن الثور القادمة ستكون ضد الأحزاب والتيارات السياسية. كما أوضح وجهة نظره في الثورة، والمحرضين علي الوقيعة بين الجيش والشعب، بالإضافة إلي توقعاته بانهيار الفن في مصر إذا تم تفعيل "القوائم السوداء"، وغيرها من التفاصيل في هذا الحوار ...
** لماذا اخترت تركيا بالتحديد لتقديم برنامج منها؟
كنا نبحث عن تقديم نموذج لدولة إسلامية، خاصة عقب زيادة هذه النزعة لدى الشعب بعد الثورة وظهور التيارات الدينية علي الساحة، فكان أمامنا 3 نماذج أفغانستان أو الصومال أو تركيا، فوقع اختيارنا علي الأخيرة، حيث يحكمها حزب إسلامي ولديهم ديمقراطية. كما أن الإسلام (حرية، عدالة، كرامة)، ومن يحقق الثلاثة يطبق الشريعة الإسلامية، "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون"، وهي أصلا مبادئ الثورة التي خرجت في 25 يناير، دون الدخول في جدل الاستفتاء علي الدستور وغيره.
** هل كانت رسالتك من البرنامج هي أن المشكلة في الشعب وليس فى حكامه؟
المشكلة مشتركة بين الاثنين، وبدون كلام نظري نحن أمام تجربة حقيقية وهي الثورة التي لم يبدأها حزب أو تيار، بل كانت ثورة شباب من الطبقة المتوسطة، وشعاراتها لم تكن فئوية بدليل أنه ليس لها زعيم، وكل الشباب الذي وقف حتى تنحي مبارك وعاد إلي منزله شعر بأنه حقق أهدافه، لأن الأغلبية ليس لها في السياسة والائتلافات إلي آخره، بل يبحث عن العمل أو هدف يلتف حوله، وبدون حكومة لا يستطيع أن ينفذ ذلك، والتجربة في ماليزيا وتركيا قامت بتطبيق القوانين علي الحكام والحكومة قبل الشعب، والنهوض بالدولة بعد القضاء علي الفساد دون زيادة أو نقصان في ميزانية البلد، الشعب يحتاج لنموذج وإذا وجد النموذج سنتقدم علي هذه الدول في 5 سنوات فقط، لأننا شعب مغرم بالمعجزات.
** البرنامج أثار التحفظات لدي البعض وكأنك "تبكيهم علي حالهم"؟
من يري أنني أبكيه علي حاله أقول له: "إذا كان ابنك راسب في الثانوية العامة، وابن جارك اللي متعرفوش حصل علي 95%، وابن أخوك ساقط، هتنصح ابنك يمشي مع مين؟"،"ولو ظهرت أمه وقالت خليه يمشي مع الفاشل عشان يعرف انه أحسن منه"، وقتها تأكدوا أننا بنضحك علي نفسنا.
** عرضت السلبيات في بلدنا من خلال مقارنات بسيطة بتركيا، ولكن دون حل؟
كل الحلقات التي قدمتها من تركيا تحمل حلولا لسلبياتنا، وأوضحت كيف يستخدمون رائحة القمامة (غاز الميثان) في توليد الطاقة لنصف اسطنبول. وللأسف الشديد هى حلول بسيطة ولدينا القدرة علي تنفيذ أفضل منها في أقل من 5 سنوات، وهذا كلام الأتراك وليس كلامي، وهناك حلول تضعها حكومات تقوم بالتنسيق بين وزاراتها لبحث الحلول، بدلاً من الحكومات السابقة التي كانت تعيش في جزر منفصلة.
** ما الفارق بين ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير؟
الجيش هو القاسم المشترك في الثورتين، فثورة 23 يوليو بعد رحيل الملك وأثناء التحضير لنظام جمهوري، اشتعلت الخلافات بين الأحزاب أكثر من مرة، الأمر الذي دفع الجيش والضباط الأحرار إلي قيادة البلد والحفاظ علي الاستقرار، نفس الأمر تكرر في ثورة يناير بعد انتفاضة الشعب، قام الجيش بحماية الثورة، وأكد علي مدنية الدولة في انتخابات حرة ثم يعود بعدها إلي ثكناته.
** "ثورة بلا زعيم" هل تؤدي إلي دخول البلد في نفق مظلم بعد خلافات بين القوى السياسية؟
قد تؤدي حتما إلي هذا النفق إذا استمرت هذه الاختلافات، خاصة بعد أن فوجئنا بالمجتمع المدني يصرح بأنه غير مستعد للانتخابات البرلمانية، ثم تخرج التيارات والجماعات الإسلامية ترفض حكم العسكر، ثم تدور اختلافات حول الاستفتاء والمبادئ فوق الدستورية، ولكن الجيش لن يسمح بذلك، بعد أن قام بحماية ثورة يناير ومن قبلها ثورة 23 يوليو، فهل مطلوب من الجيش أن يجلس ويشاهد البلد تنهار حتى يتفقوا؟. هل هذه الاختلافات بدافع القصد لكى نتحول إلى الحكم العسكري أم أننا لا نتعلم من التاريخ، أم أن كل تيار وحزب لا يعمل إلا لمصلحته الشخصية فقط، والتنازع علي السلطة هو الهدف الآن. يقول نزار قباني، "في بلدتنا يذهب ديك ويأتي ديك والطغيان هو الطغيان" وكل من ينقض مبارك وديكتاتوريته إذا وصل الحكم سيصبح ديكتاتوراً أكثر منه، لا يوجد أحد يتحمل أن ينقضه أحد، وأصبح الاختلاف في الرأي "يفسد" للود قضية، فالعرب أحسن شعوب العالم تتكلم ولدينا تحاليل ليس لها مثيل في العالم، ولغة ثرية بكل الألفاظ والمعاني ولم نفعل شيئا.
** هل تتفق مع الرأى القائل أن الإخوان والتيارات الإسلامية حسمت نتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية بالايجاب؟.
هذا الكلام عار علي الصحة، والثورة أثبتت أن هذا الشعب لديه وعي شديد ويعرف كيف يختار بذكاء حاد، ونتيجة الاستفتاء حسمها "الاستقرار"، لأن الشعب المصري يبحث عن الاستقرار بطبعه منذ 7 آلاف سنة، والإخوان والتيارات "لماحين" وعرفوا جيدا أن الشعب يميل إلي هذه الكفة، فرفعوا شعاراتهم صوب الاستقرار واقرنوه بالدين.
** بعد الثورة انتشرت فوبيا الاتهامات لبعض الأشخاص والفئات بأنهم لم يشاركوا في أحداثها من داخل ميدان التحرير، فهل كانت الثورة من الميدان فقط؟
كل شخص وكل "عيل صغير" يمسك سكيناً أثناء الثورة كان يقف أمام منزله كأنه في ميدان التحرير، فإذا كان الثوار علي الجبهة بالميدان فنحن الجبهة الداخلية التي حمتهم، فلا أحد يستثني أحدا أو يتهمه أو يسأله "أنت كنت في التحرير؟"، اللي كان في التحرير الشهداء والمصابين، لكن من يزور الميدان ويرجع يأخذ (حمام) ويذهب للتصوير أمام كاميرات البرامج، ولم يصبه مكروه أو لديه شهيد لا يتاجر علي الشعب باسم الثورة، الشعب أخرج "لسانه" للنظام وسيطرنا علي الفوضى في ظل الانفلات الأمني بشعب محترم وجيش بواسل، وسوف نقضي علي هؤلاء "البايخين" الذين يمثلون حوالى 10% وظهروا خلال الثلاثين عاماً الماضية.
** من هم "البايخين"؟
كل من يقوم بأعمال ضد الدولة ويقول أنها في مصلحتها، وهو كل من يقتل أي موهبة يستشعر فيها أنها أفضل منه، وهو الشخص الذي لا يقدم الشرفاء ويضعهم في أول الصفوف، وهو الشخص الذي يبحث عن المظهر ولا يهتم بالجوهر والقضية، وهو الذي يقول ما لا يفعل، وأنا أحذرهم لأن الشعب المصري لديه من الوعي والقدرة علي معرفتهم، فثورة 25 يناير ثورة "المنخول والغربال" لأنها كشفت كل المزايدين والمنتفعين.
** هل طلب منك النزول إلي ميدان مصطفي محمود لتأييد مبارك أثناء الثورة؟
طلب مني عدد من الفنانين ذلك، واستشعرت أن هناك شيئا مريباً فرفضت، وقررت عدم نزول أي ميدان، خاصة أنني ضد أفكار بعض التيارات في التحرير ومختلف مع نظريات مصطفي محمود، ولست بصدد الدخول في مهاترات بسبب صورة بجوار شخص يساري أو آخر يرفع صورة لمبارك وغيرها من التيارات، فلم أكن يوماً مع الأحزاب ودائماً ضد المعارضة، وهناك فارق كبير بين النزول لهدف أو بطلب من أحد، ولن أسمح بأن أكون لعبة في يد أحد، الفنان دوره تحريضي فعادل إمام كان في التحرير بفيلم "الإرهاب والكباب".
** هل كان نزول الفنانين لمصطفي محمود بأوامر من الحزب الوطني؟
دعنا نتفق علي أن الشعب المصري كله كان متفقا علي رحيل مبارك، لكنه منقسم بين الرحيل الفوري والبقاء حتى الانتخابات في سبتمبر، وأصاب الرأي الأول، إلا أن الفريقين كان هدفهما مصر وكل منهما له طريقته، والاختلاف لا يجعلنا نتهم بعضنا.
** هل تعتقد أن أدوار وأداء الأحزاب السياسية اختلفت بعد الثورة؟
التاريخ يقول إن أنور السادات قام بتحويل البلاد من الاتحاد الاشتراكي والحزب الواحد إلي أحزاب متعددة، وقام السادات بإنشاء حزب مصر كنواة لحزبه وأمامه عدة أحزاب أخري، والتاريخ أيضا يقول أن كل من كانوا في الاتحاد الاشتراكي ومؤمنين بالاشتراكية هم الذين غزوا المنابر وهم من دخلوا حزب مصر. وقدمت العديد من المسرحيات في الجامعة التي تتحدث عن هذا النموذج، و"أكلت عيش كتير" عليه، وهذا الموضوع سوف يتكرر وسوف يعودون بأشكال أخري مختلفة.
** ما رأيك في الصراعات بين القوة السياسية والأحزاب والتيارات بعد الثورة ؟
كنا درسنا في الماضي أن الثورة قامت للقضاء علي الإقطاع والاستعمار وأعوانه والقضاء علي الأحزاب السياسية الفاسدة، لكن أشعر بأنني عدت 50 عاماً للوراء ومازلت أدرس مبادئ ثورة يوليو، بسبب وجود نفس الأحزاب السياسية الفاسدة التي تتصارع علي الحكم، والمصالح الشخصية، والكل يبحث كيف يأخذ ولا يعطي، وبدأت التورتة تتقطع وتقسم دون النظر لمصلحة الشعب الذي قام بالثورة، وأناشدهم بأن يتفقوا لمصلحة البلد، وإلا الثورة القادمة ستكون عليهم، كما يجب أن يتذكروا أن ثورة الشباب قامت علي النظام كله بمن فيه معارضيه. وثورة الشعب تختلف عن الأحزاب، لأن الأخيرة لديها أهداف سياسية.
** لكن هناك من يقول أن سقوط رأس النظام ليس كافياً لتطهير البلاد؟
كل من كان يعمل مع الحكومة ويتقاضى أجراً هو من النظام، من أكبر رأس حتى "الفراش" في أي جهة حكومية. وبالتالي فليس من المنطقي الحديث عن باقي النظام. والسؤال هو كيف يتم تفعيل القوانين الموجودة بالفعل التي تم تعطيلها بسبب الفساد؟. وأعتقد أن تفعيلها فقط سيقود لتدوير عجلة الإنتاج حتى الانتهاء من تجهيز دستور جديد. وكلمة "النظام ورأس النظام" سوف تضع الناس في حيرة، ونحن جميعاً جزء من النظام سواء كنت معه أو معارض له، يجب التوقف عن التخوين والنظر إلي المستقبل، فنحن نستحق أن نعود إلي مكانتنا.
** هل تعتقد أن كثرة الضغط بالاعتصامات أدت إلى حدوث نتائج إيجابية؟
الثورة قامت علي قلب رجل واحد ومطالب واحدة وهي إعادة حقوق الجميع، ولذلك نجحت، لكن عودة المطالب الفئوية مرة أخري مرفوض بالرغم من أحقية كل فئة في عودة حقوقها. فقد أصبحت لدينا فرصة لتحقيق هدف واحد "مصر"، فهي تحتاج إلي صبر وجهد وعمل وإخلاص واستقرار، وإذا لم نساعد علي أن نكون أكثر استقراراً، وقتها سنخدم مبارك وأعوانه، وعلي الحكومة أن تفتح أوراقها أمام الشعب حتى يشاركها الحل.
** كيف كان شعورك عندما شاهدت مبارك خلف القضبان؟
مشهد غريب علي أي شخص في الدنيا، حيث تتجلي فيه عظمة ربنا وتري أية تتحقق أمامك "يؤتي الملك لمن يشاء وينزع الملك عمن يشاء"، والدقة في ينزع الملك، بالإضافة إلي أن مصر لأول مرة في التاريخ تحاكم حاكمها، لكن الغريب والمدهش أيضاً أن مبارك الذي كان يتحدث عن القانون وسيادة القانون، هو نفسه إلتزم بالمثول خلف القضبان ، وكان لديه القدرة علي الهروب أثناء الثورة كما فعل الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على.
** هل يرضيك سير المحاكمات حتى الآن؟
يجب أن نحترم القضاء وسيادته، وألا نقيم محاكم ثورية ونتبادل الاتهامات، وندخل في مذبحة شعبية كما حدث في الثورة الفرنسية. فنحن نعطي درساً للعالم كله لشعب قام بثورة وترك حكامه في يد القانون وأمام محاكم مدنية، حتى طالب الشعب الإنجليزي بمحاكمة "كاميرون" رئيس الوزراء الحالى أسوة بالمصريين.
** ما رأيك في انتقاد المجلس العسكري وفصل أدائه المدني عن الجيش؟
ضد هذه المقولة تماماً، فالمجلس العسكري كان من الممكن أن يأمر جنوده بفتح النار علي المتظاهرين، كما يحدث في ليبيا وغيرها، فكيف نفصلهم عن بعض؟. بالإضافة إلي أنني أتمني مشاهدة كل من ينتقد المجلس العسكري متفقين ومنظمين في حديثهم وأفكارهم. كما أشاهد المجلس العسكري، بالإضافة إلي تأكيده علي مدنية الدولة وعودته إلي ثكناته، وأي وقيعة بين الجيش والشعب يعد عمالة لإسرائيل وإيران وأي دولة لا تريد الاستقرار لمصر.
** ما رأيك في أداء حكومة شرف؟
لدي تحفظات بسبب البطء في القرارات، لكن أي حكومة في العالم تحتاج إلي دعم وثقة من الشعب، وحكومة شرف مطالب منها تغيير وزير ومحافظ كل يوم، فكيف نطالب منها حلولا في فترة زمنية معينة أو نضع خططا انتقالية. وهناك حالة من عدم الاستقرار، بالإضافة إلي أننا نتعجل الأمور ولا ننسى أنه لم يمر علي ثورتنا أكثر من 6 أشهر.
** ما رأيك في المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية؟
لم يفصح أحد منهم عن برنامجه حتى أختار أحدهم. وللأسف الشديد جميعهم في سن "مبارك" بخلاف إثنين أو ثلاثة. والمرشحون أنفسهم والشعب المصري كله يبحث عن رئيس في سن ال 50، وأتمني أن نتدارك هذه المشكلة في الدورة التالية، بخروج الموظفين للمعاش في سن ال 50، وإفساح المجال للشباب وظهور كوادر جديدة تقود المستقبل.
** ما رأيك في سياسة التخوين بين الفنانين بسبب الثورة؟
الفنان يجب أن يكون القدوة التي تقول "أنا اختلف معك في الرأي ، لكن علي استعداد أن أضحي بحياتي في سبيل الدفاع عن رأيك"، فلدي تحفظات علي طلعت زكريا ومختلف مع بعض أفكار عمرو واكد والكاتب علاء الأسواني والاختلاف ليس معناه أنني ضد الثورة، "بلاش حد يتمحك في الثورة واللي عايز يتكلم عنها يقدم شهادة إصابته"، نحن في عصر الديجيتال والسنوات العشر الأخيرة مسجلة لكل شخص بالصوت والصورة، فلا أحد يزايد علي الأخر.
** الاتهامات بين الفنانين أثناء الثورة وصلت إلي حد التصريحات بعدم قبول العمل مع من تم وضعهم في "القوائم السوداء"، فما تعليقك؟
إذا دخلت الآراء السياسية الشخصية في الفن "فسينهار"، بالإضافة إلي أنني ضد القوائم السوداء، فمن المسئول عن وضعها ونحن في ثورة بلا قائد؟، وإذا زايد عمرو واكد علي طلعت زكريا، فالأخير من الممكن أن يتهمه بالتعاون مع فنانة إسرائيلية ويتاجر بالبطولة، فلا يدعي أحد أن لديه جناحين والكل يخطئ.
** هل تخشي التعاون مع طلعت زكريا في عمل واحد؟
إذا كان السيناريو يفرض علينا التعاون في عمل مشترك فما المانع، ونجاح أي عمل يستوجب أن تضع الفنان المناسب في المكان المناسب، والجمهور يعي تماما الفرق بين الاتجاهات والآراء الشخصية للفنان وبين العمل الفني.
** هل طالت الثورة الفن؟
أتمني أن نستغل الثورة ونثور علي أنفسنا، ونتوقف عن المزايدات والنرجسية الفنية والتصريحات "الجهنمية" بأن أعمالنا ليس لها مثيل في العالم، ونتوقف عن المهرجانات القائمة علي المجاملات، وزج العلاقات الشخصية بالفن، ونتوجه للنقد البناء القائم علي "التميز والتحفيز لا إلي التقريظ".
** ما هي خطواتك الفنية القادمة؟
لم أحدد وجهتي إلي الآن، وكان لدي مشروع فيلم مع أحمد السبكي، ولكن أحداث الثورة الغت الفكرة تماماً، ونستعد لتحضير عمل آخر يوضح مصر قبل وبعد 25 يناير.
** هل لديك تفاؤل بالفترة القادمة؟
الفنان لا يستطيع أن يعيش بدون تفاؤل، والشعب المصري جزء من ثقافته التفاؤل والصبر والسخرية، ولدي تفاؤل لأننا شعب المعجزات وعندما تشعر أنه شاخ تجده "لسه شباب"، وعندما تقول أنه سلبي يفاجئ العالم بثورة لم تحدث مثلها في التاريخ، مصر أعظم من "شوية بايخين يضيعوها"، فنحن الآن أمام مفترق طرق ومرحلة تاريخية غاية في الدقة ما بين الذهاب إلي الصومال أو أوروبا، وأعتقد أننا في أقل من 10 سنوات ممكن نصدر إلي العالم ديمقراطية أسمها "الديمقراطية المصرية"، وسوف نصدر لأمريكا حقوق الإنسان والمرأة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.