وزيرا الأوقاف والعمل ومحافظ القاهرة في رحاب مسجد السيدة نفيسة (صور)    وزير الخارجية البريطاني: لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي أبدا    لماذا لم يحضر ترامب حفل زفاف بيزوس؟.. الرئيس الأمريكي يكشف السبب    الأدب والحكايات الشعبية مفتاح للوحدة ويمنع الانقسام والتناحر في كتاب جديد    رغم الخروج المبكر.. مدرب العين فخور بمشوار فريقه في مونديال الأندية    فيديو يقود مباحث دار السلام لضبط "ديلر الاستروكس"    بوتين: العلاقات بين موسكو وواشنطن بدأت تتحسن    تعرف على موعد وفضل صيام يوم عاشوراء    بحضور النقيب.. افتتاح مصيف المهندسين بالمعمورة بعد تطويره في الإسكندرية    محافظ كفرالشيخ: انطلاق قافلة دعوية كبرى من مسجد الضبعة بالرياض    في أول جمعة من العام الهجري الجديد.. افتتاح مسجد "آل يعقوب" بقرية سفلاق بسوهاج    ثنائي الأهلي يزين التشكيل الأفريقى المثالى لمرحلة المجموعات فى مونديال الأندية    "القومي للطفولة" يحبط زواج طفلة 14 عاما بمحافظة قنا    نيوم يتوصل لاتفاق مع جالتييه لتدريب الفريق    الرقابة المالية تستعرض تجربتها الرائدة في إطلاق أول سوق كربون طوعي مراقب ومنظم أمام وفد ليبي يضم جهات حكومية    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث مروري بقنا    جميعهن فتيات.. ننشر أسماء ضحايا حادث الإقليمي بالمنوفية    مجلس الوزراء يكشف حقيقة اعتزام الدولة خصخصة الجامعات الحكومية    السيطرة على حريق بمحول كهرباء في كفر شكر بالقليوبية    "البترول": نجاح أعمال الحفر ببئر "ظهر 6" وإضافة 60 مليون قدم مكعب يوميًا إلى الإنتاج    الإثنين المقبل.. انطلاق فعاليات معرض الفيوم للكتاب    عبد المنعم المرصفي: التمثيل مصدر رزقي الوحيد.. وعايش على السلف لحد ما يجي لي شغل    أحمد رزق يحتفل بتخرج نجله من المدرسة.. وإيمان العاصي تعلق (صورة)    الإثنين المقبل.. المحطة الأخيرة لقانون الإيجار القديم قبل إقراره تحت قبة البرلمان    خطيب المسجد النبوي: صوم التطوع في شهر المحرم أفضل الصيام بعد رمضان    شحنة جديدة من الأدوية و15 كرسيا متحركا لتوزيعها على المستحقين بأسيوط    صحة الغربية تحقق في واقعة تبدل جثتين في مشرحة مستشفى زفتي العام    «الصحة» تطلق حملة قومية للتبرع بالدم في جميع المحافظات    نجاح أول عملية تكميم معدة لطفلة بالمنظار بمستشفى جامعة أسيوط    إيرادات الخميس.. «المشروع x» يحافظ على صدارة شباك التذاكر    كأس العالم للأندية| تفوق جديد ل صن داونز على الأهلي    ضبط قضايا اتجار غير مشروع في النقد الأجنبي ب4 ملايين جنيه    الحكومة تنفي خصخصة الجامعات الحكومية وتؤكد: "مملوكة للدولة"    الرئيس اللبناني يدين التصعيد الإسرائيلي على منطقتي النبطية وإقليم التفاح    انخفاض أسعار الذهب عالميًا ومحليًا وسط هدوء التوترات الجيوسياسية    الحكومة تحدد ضوابط العمرة الجديدة لعام 1447    نيللي كريم عن «هابي بيرث داي»: فكرته لمست قلبي والسيناريو عميق    مستوطنون يعتدون على منازل جنوب الخليل.. وإصابة فلسطينية في مسافر يطا    محافظ الجيزة يعتمد المخططات التفصيلية لأحياء الدقى والعمرانية وبولاق الدكرور    السيطرة على حريق نشب فى ثلاثة سيارات ملاكى بحى شرق أسيوط    حصيلة الانزلاق الأرضي في كولومبيا ترتفع إلى 16 قتيلا    النواب يوافق على اعتماد إضافي للموازنة ب 85 مليار جنيه (تفاصيل)    طب عين شمس: توزيع المهام.. وإدارة غرف العمليات باتت جزءًا من تقييم الأطباء    المراجعات النهائية للغة الإنجليزية الثانوية العامة 2025    أسعار اللحوم البلدية اليوم الجمعة 27-6-2025 فى الإسماعيلية    الدورى الجديد يتوقف 5 ديسمبر استعدادا لأمم أفريقيا بالمغرب    محمد شريف ينتظر 48 ساعة لحسم مصيره مع الأهلى.. والزمالك يترقب موقفه    عادل إمام يتصدر تريند "جوجل".. تفاصيل    قتل 8 نساء ورجل.. اليابان تنفذ حكم الإعدام في "سفاح تويتر"    كريم محمود عبدالعزيز يتصدر تريند جوجل بسبب مملكة الحرير    ياسر ريان: طريقة لعب ريبيرو لا تناسب أفشة.. وكريم الديبس يحتاج إلى فرصة    "لازم واحد يمشي".. رضا عبدالعال يوجّه طلب خاص لإدارة الأهلى بشأن زيزو وتريزيجيه    قمة أوروبية.. الريال يضرب موعدًا مع يوفنتوس في دور ال16 بمونديال الأندية    حريق ضخم في منطقة استوديو أذربيجان فيلم السينمائي في باكو    الورداني: النبي لم يهاجر هروبًا بل خرج لحماية قومه وحفظ السلم المجتمعي    هل التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة؟.. الإفتاء توضح    الإيجار القديم والتصرف في أملاك الدولة، جدول أعمال مجلس النواب الأسبوع المقبل    المفتي: التطرف ليس دينيا فقط.. من يُبدد ويُدلس في الدين باسم التنوير متطرف أيضا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد آدم: أدهشني عدم هروب مبارك ومتحفظ علي أداء "شرف" والثورة القادمة ضد الأحزاب
نشر في بوابة الأهرام يوم 29 - 08 - 2011

وسط زحمة البرامج الرمضانية وتكرار الأفكار الحوارية والبحث والتفتيش والتنقيب عن 30 عاماً مضت في عمر مصر، ظهر الفنان الكوميدي أحمد آدم علي الجمهور ببرنامجه الشهير "بني آدم شو". لكن هذه المرة من تركيا، عبر فكرة بسيطة ومختلفة، حاول من خلالها وضع حلول لكثير من مشاكلنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وحمل فيها أمنياته لمصر كما يجب أن تكون.
كشف أحمد آدم فى حوار مع "بوابة الأهرام" ،اتسم بقليل من الفن وكثير من السياسة، أسباب اختياره للنموذج التركي في تقديم برنامجه، وعدم ظهوره في ميدان التحرير أثناء الثورة، ورفضه للنزول إلي مظاهرات مصطفي محمود. وأكد أن الثور القادمة ستكون ضد الأحزاب والتيارات السياسية. كما أوضح وجهة نظره في الثورة، والمحرضين علي الوقيعة بين الجيش والشعب، بالإضافة إلي توقعاته بانهيار الفن في مصر إذا تم تفعيل "القوائم السوداء"، وغيرها من التفاصيل في هذا الحوار ...
** لماذا اخترت تركيا بالتحديد لتقديم برنامج منها؟
كنا نبحث عن تقديم نموذج لدولة إسلامية، خاصة عقب زيادة هذه النزعة لدى الشعب بعد الثورة وظهور التيارات الدينية علي الساحة، فكان أمامنا 3 نماذج أفغانستان أو الصومال أو تركيا، فوقع اختيارنا علي الأخيرة، حيث يحكمها حزب إسلامي ولديهم ديمقراطية. كما أن الإسلام (حرية، عدالة، كرامة)، ومن يحقق الثلاثة يطبق الشريعة الإسلامية، "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون"، وهي أصلا مبادئ الثورة التي خرجت في 25 يناير، دون الدخول في جدل الاستفتاء علي الدستور وغيره.
** هل كانت رسالتك من البرنامج هي أن المشكلة في الشعب وليس فى حكامه؟
المشكلة مشتركة بين الاثنين، وبدون كلام نظري نحن أمام تجربة حقيقية وهي الثورة التي لم يبدأها حزب أو تيار، بل كانت ثورة شباب من الطبقة المتوسطة، وشعاراتها لم تكن فئوية بدليل أنه ليس لها زعيم، وكل الشباب الذي وقف حتى تنحي مبارك وعاد إلي منزله شعر بأنه حقق أهدافه، لأن الأغلبية ليس لها في السياسة والائتلافات إلي آخره، بل يبحث عن العمل أو هدف يلتف حوله، وبدون حكومة لا يستطيع أن ينفذ ذلك، والتجربة في ماليزيا وتركيا قامت بتطبيق القوانين علي الحكام والحكومة قبل الشعب، والنهوض بالدولة بعد القضاء علي الفساد دون زيادة أو نقصان في ميزانية البلد، الشعب يحتاج لنموذج وإذا وجد النموذج سنتقدم علي هذه الدول في 5 سنوات فقط، لأننا شعب مغرم بالمعجزات.
** البرنامج أثار التحفظات لدي البعض وكأنك "تبكيهم علي حالهم"؟
من يري أنني أبكيه علي حاله أقول له: "إذا كان ابنك راسب في الثانوية العامة، وابن جارك اللي متعرفوش حصل علي 95%، وابن أخوك ساقط، هتنصح ابنك يمشي مع مين؟"،"ولو ظهرت أمه وقالت خليه يمشي مع الفاشل عشان يعرف انه أحسن منه"، وقتها تأكدوا أننا بنضحك علي نفسنا.
** عرضت السلبيات في بلدنا من خلال مقارنات بسيطة بتركيا، ولكن دون حل؟
كل الحلقات التي قدمتها من تركيا تحمل حلولا لسلبياتنا، وأوضحت كيف يستخدمون رائحة القمامة (غاز الميثان) في توليد الطاقة لنصف اسطنبول. وللأسف الشديد هى حلول بسيطة ولدينا القدرة علي تنفيذ أفضل منها في أقل من 5 سنوات، وهذا كلام الأتراك وليس كلامي، وهناك حلول تضعها حكومات تقوم بالتنسيق بين وزاراتها لبحث الحلول، بدلاً من الحكومات السابقة التي كانت تعيش في جزر منفصلة.
** ما الفارق بين ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير؟
الجيش هو القاسم المشترك في الثورتين، فثورة 23 يوليو بعد رحيل الملك وأثناء التحضير لنظام جمهوري، اشتعلت الخلافات بين الأحزاب أكثر من مرة، الأمر الذي دفع الجيش والضباط الأحرار إلي قيادة البلد والحفاظ علي الاستقرار، نفس الأمر تكرر في ثورة يناير بعد انتفاضة الشعب، قام الجيش بحماية الثورة، وأكد علي مدنية الدولة في انتخابات حرة ثم يعود بعدها إلي ثكناته.
** "ثورة بلا زعيم" هل تؤدي إلي دخول البلد في نفق مظلم بعد خلافات بين القوى السياسية؟
قد تؤدي حتما إلي هذا النفق إذا استمرت هذه الاختلافات، خاصة بعد أن فوجئنا بالمجتمع المدني يصرح بأنه غير مستعد للانتخابات البرلمانية، ثم تخرج التيارات والجماعات الإسلامية ترفض حكم العسكر، ثم تدور اختلافات حول الاستفتاء والمبادئ فوق الدستورية، ولكن الجيش لن يسمح بذلك، بعد أن قام بحماية ثورة يناير ومن قبلها ثورة 23 يوليو، فهل مطلوب من الجيش أن يجلس ويشاهد البلد تنهار حتى يتفقوا؟. هل هذه الاختلافات بدافع القصد لكى نتحول إلى الحكم العسكري أم أننا لا نتعلم من التاريخ، أم أن كل تيار وحزب لا يعمل إلا لمصلحته الشخصية فقط، والتنازع علي السلطة هو الهدف الآن. يقول نزار قباني، "في بلدتنا يذهب ديك ويأتي ديك والطغيان هو الطغيان" وكل من ينقض مبارك وديكتاتوريته إذا وصل الحكم سيصبح ديكتاتوراً أكثر منه، لا يوجد أحد يتحمل أن ينقضه أحد، وأصبح الاختلاف في الرأي "يفسد" للود قضية، فالعرب أحسن شعوب العالم تتكلم ولدينا تحاليل ليس لها مثيل في العالم، ولغة ثرية بكل الألفاظ والمعاني ولم نفعل شيئا.
** هل تتفق مع الرأى القائل أن الإخوان والتيارات الإسلامية حسمت نتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية بالايجاب؟.
هذا الكلام عار علي الصحة، والثورة أثبتت أن هذا الشعب لديه وعي شديد ويعرف كيف يختار بذكاء حاد، ونتيجة الاستفتاء حسمها "الاستقرار"، لأن الشعب المصري يبحث عن الاستقرار بطبعه منذ 7 آلاف سنة، والإخوان والتيارات "لماحين" وعرفوا جيدا أن الشعب يميل إلي هذه الكفة، فرفعوا شعاراتهم صوب الاستقرار واقرنوه بالدين.
** بعد الثورة انتشرت فوبيا الاتهامات لبعض الأشخاص والفئات بأنهم لم يشاركوا في أحداثها من داخل ميدان التحرير، فهل كانت الثورة من الميدان فقط؟
كل شخص وكل "عيل صغير" يمسك سكيناً أثناء الثورة كان يقف أمام منزله كأنه في ميدان التحرير، فإذا كان الثوار علي الجبهة بالميدان فنحن الجبهة الداخلية التي حمتهم، فلا أحد يستثني أحدا أو يتهمه أو يسأله "أنت كنت في التحرير؟"، اللي كان في التحرير الشهداء والمصابين، لكن من يزور الميدان ويرجع يأخذ (حمام) ويذهب للتصوير أمام كاميرات البرامج، ولم يصبه مكروه أو لديه شهيد لا يتاجر علي الشعب باسم الثورة، الشعب أخرج "لسانه" للنظام وسيطرنا علي الفوضى في ظل الانفلات الأمني بشعب محترم وجيش بواسل، وسوف نقضي علي هؤلاء "البايخين" الذين يمثلون حوالى 10% وظهروا خلال الثلاثين عاماً الماضية.
** من هم "البايخين"؟
كل من يقوم بأعمال ضد الدولة ويقول أنها في مصلحتها، وهو كل من يقتل أي موهبة يستشعر فيها أنها أفضل منه، وهو الشخص الذي لا يقدم الشرفاء ويضعهم في أول الصفوف، وهو الشخص الذي يبحث عن المظهر ولا يهتم بالجوهر والقضية، وهو الذي يقول ما لا يفعل، وأنا أحذرهم لأن الشعب المصري لديه من الوعي والقدرة علي معرفتهم، فثورة 25 يناير ثورة "المنخول والغربال" لأنها كشفت كل المزايدين والمنتفعين.
** هل طلب منك النزول إلي ميدان مصطفي محمود لتأييد مبارك أثناء الثورة؟
طلب مني عدد من الفنانين ذلك، واستشعرت أن هناك شيئا مريباً فرفضت، وقررت عدم نزول أي ميدان، خاصة أنني ضد أفكار بعض التيارات في التحرير ومختلف مع نظريات مصطفي محمود، ولست بصدد الدخول في مهاترات بسبب صورة بجوار شخص يساري أو آخر يرفع صورة لمبارك وغيرها من التيارات، فلم أكن يوماً مع الأحزاب ودائماً ضد المعارضة، وهناك فارق كبير بين النزول لهدف أو بطلب من أحد، ولن أسمح بأن أكون لعبة في يد أحد، الفنان دوره تحريضي فعادل إمام كان في التحرير بفيلم "الإرهاب والكباب".
** هل كان نزول الفنانين لمصطفي محمود بأوامر من الحزب الوطني؟
دعنا نتفق علي أن الشعب المصري كله كان متفقا علي رحيل مبارك، لكنه منقسم بين الرحيل الفوري والبقاء حتى الانتخابات في سبتمبر، وأصاب الرأي الأول، إلا أن الفريقين كان هدفهما مصر وكل منهما له طريقته، والاختلاف لا يجعلنا نتهم بعضنا.
** هل تعتقد أن أدوار وأداء الأحزاب السياسية اختلفت بعد الثورة؟
التاريخ يقول إن أنور السادات قام بتحويل البلاد من الاتحاد الاشتراكي والحزب الواحد إلي أحزاب متعددة، وقام السادات بإنشاء حزب مصر كنواة لحزبه وأمامه عدة أحزاب أخري، والتاريخ أيضا يقول أن كل من كانوا في الاتحاد الاشتراكي ومؤمنين بالاشتراكية هم الذين غزوا المنابر وهم من دخلوا حزب مصر. وقدمت العديد من المسرحيات في الجامعة التي تتحدث عن هذا النموذج، و"أكلت عيش كتير" عليه، وهذا الموضوع سوف يتكرر وسوف يعودون بأشكال أخري مختلفة.
** ما رأيك في الصراعات بين القوة السياسية والأحزاب والتيارات بعد الثورة ؟
كنا درسنا في الماضي أن الثورة قامت للقضاء علي الإقطاع والاستعمار وأعوانه والقضاء علي الأحزاب السياسية الفاسدة، لكن أشعر بأنني عدت 50 عاماً للوراء ومازلت أدرس مبادئ ثورة يوليو، بسبب وجود نفس الأحزاب السياسية الفاسدة التي تتصارع علي الحكم، والمصالح الشخصية، والكل يبحث كيف يأخذ ولا يعطي، وبدأت التورتة تتقطع وتقسم دون النظر لمصلحة الشعب الذي قام بالثورة، وأناشدهم بأن يتفقوا لمصلحة البلد، وإلا الثورة القادمة ستكون عليهم، كما يجب أن يتذكروا أن ثورة الشباب قامت علي النظام كله بمن فيه معارضيه. وثورة الشعب تختلف عن الأحزاب، لأن الأخيرة لديها أهداف سياسية.
** لكن هناك من يقول أن سقوط رأس النظام ليس كافياً لتطهير البلاد؟
كل من كان يعمل مع الحكومة ويتقاضى أجراً هو من النظام، من أكبر رأس حتى "الفراش" في أي جهة حكومية. وبالتالي فليس من المنطقي الحديث عن باقي النظام. والسؤال هو كيف يتم تفعيل القوانين الموجودة بالفعل التي تم تعطيلها بسبب الفساد؟. وأعتقد أن تفعيلها فقط سيقود لتدوير عجلة الإنتاج حتى الانتهاء من تجهيز دستور جديد. وكلمة "النظام ورأس النظام" سوف تضع الناس في حيرة، ونحن جميعاً جزء من النظام سواء كنت معه أو معارض له، يجب التوقف عن التخوين والنظر إلي المستقبل، فنحن نستحق أن نعود إلي مكانتنا.
** هل تعتقد أن كثرة الضغط بالاعتصامات أدت إلى حدوث نتائج إيجابية؟
الثورة قامت علي قلب رجل واحد ومطالب واحدة وهي إعادة حقوق الجميع، ولذلك نجحت، لكن عودة المطالب الفئوية مرة أخري مرفوض بالرغم من أحقية كل فئة في عودة حقوقها. فقد أصبحت لدينا فرصة لتحقيق هدف واحد "مصر"، فهي تحتاج إلي صبر وجهد وعمل وإخلاص واستقرار، وإذا لم نساعد علي أن نكون أكثر استقراراً، وقتها سنخدم مبارك وأعوانه، وعلي الحكومة أن تفتح أوراقها أمام الشعب حتى يشاركها الحل.
** كيف كان شعورك عندما شاهدت مبارك خلف القضبان؟
مشهد غريب علي أي شخص في الدنيا، حيث تتجلي فيه عظمة ربنا وتري أية تتحقق أمامك "يؤتي الملك لمن يشاء وينزع الملك عمن يشاء"، والدقة في ينزع الملك، بالإضافة إلي أن مصر لأول مرة في التاريخ تحاكم حاكمها، لكن الغريب والمدهش أيضاً أن مبارك الذي كان يتحدث عن القانون وسيادة القانون، هو نفسه إلتزم بالمثول خلف القضبان ، وكان لديه القدرة علي الهروب أثناء الثورة كما فعل الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على.
** هل يرضيك سير المحاكمات حتى الآن؟
يجب أن نحترم القضاء وسيادته، وألا نقيم محاكم ثورية ونتبادل الاتهامات، وندخل في مذبحة شعبية كما حدث في الثورة الفرنسية. فنحن نعطي درساً للعالم كله لشعب قام بثورة وترك حكامه في يد القانون وأمام محاكم مدنية، حتى طالب الشعب الإنجليزي بمحاكمة "كاميرون" رئيس الوزراء الحالى أسوة بالمصريين.
** ما رأيك في انتقاد المجلس العسكري وفصل أدائه المدني عن الجيش؟
ضد هذه المقولة تماماً، فالمجلس العسكري كان من الممكن أن يأمر جنوده بفتح النار علي المتظاهرين، كما يحدث في ليبيا وغيرها، فكيف نفصلهم عن بعض؟. بالإضافة إلي أنني أتمني مشاهدة كل من ينتقد المجلس العسكري متفقين ومنظمين في حديثهم وأفكارهم. كما أشاهد المجلس العسكري، بالإضافة إلي تأكيده علي مدنية الدولة وعودته إلي ثكناته، وأي وقيعة بين الجيش والشعب يعد عمالة لإسرائيل وإيران وأي دولة لا تريد الاستقرار لمصر.
** ما رأيك في أداء حكومة شرف؟
لدي تحفظات بسبب البطء في القرارات، لكن أي حكومة في العالم تحتاج إلي دعم وثقة من الشعب، وحكومة شرف مطالب منها تغيير وزير ومحافظ كل يوم، فكيف نطالب منها حلولا في فترة زمنية معينة أو نضع خططا انتقالية. وهناك حالة من عدم الاستقرار، بالإضافة إلي أننا نتعجل الأمور ولا ننسى أنه لم يمر علي ثورتنا أكثر من 6 أشهر.
** ما رأيك في المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية؟
لم يفصح أحد منهم عن برنامجه حتى أختار أحدهم. وللأسف الشديد جميعهم في سن "مبارك" بخلاف إثنين أو ثلاثة. والمرشحون أنفسهم والشعب المصري كله يبحث عن رئيس في سن ال 50، وأتمني أن نتدارك هذه المشكلة في الدورة التالية، بخروج الموظفين للمعاش في سن ال 50، وإفساح المجال للشباب وظهور كوادر جديدة تقود المستقبل.
** ما رأيك في سياسة التخوين بين الفنانين بسبب الثورة؟
الفنان يجب أن يكون القدوة التي تقول "أنا اختلف معك في الرأي ، لكن علي استعداد أن أضحي بحياتي في سبيل الدفاع عن رأيك"، فلدي تحفظات علي طلعت زكريا ومختلف مع بعض أفكار عمرو واكد والكاتب علاء الأسواني والاختلاف ليس معناه أنني ضد الثورة، "بلاش حد يتمحك في الثورة واللي عايز يتكلم عنها يقدم شهادة إصابته"، نحن في عصر الديجيتال والسنوات العشر الأخيرة مسجلة لكل شخص بالصوت والصورة، فلا أحد يزايد علي الأخر.
** الاتهامات بين الفنانين أثناء الثورة وصلت إلي حد التصريحات بعدم قبول العمل مع من تم وضعهم في "القوائم السوداء"، فما تعليقك؟
إذا دخلت الآراء السياسية الشخصية في الفن "فسينهار"، بالإضافة إلي أنني ضد القوائم السوداء، فمن المسئول عن وضعها ونحن في ثورة بلا قائد؟، وإذا زايد عمرو واكد علي طلعت زكريا، فالأخير من الممكن أن يتهمه بالتعاون مع فنانة إسرائيلية ويتاجر بالبطولة، فلا يدعي أحد أن لديه جناحين والكل يخطئ.
** هل تخشي التعاون مع طلعت زكريا في عمل واحد؟
إذا كان السيناريو يفرض علينا التعاون في عمل مشترك فما المانع، ونجاح أي عمل يستوجب أن تضع الفنان المناسب في المكان المناسب، والجمهور يعي تماما الفرق بين الاتجاهات والآراء الشخصية للفنان وبين العمل الفني.
** هل طالت الثورة الفن؟
أتمني أن نستغل الثورة ونثور علي أنفسنا، ونتوقف عن المزايدات والنرجسية الفنية والتصريحات "الجهنمية" بأن أعمالنا ليس لها مثيل في العالم، ونتوقف عن المهرجانات القائمة علي المجاملات، وزج العلاقات الشخصية بالفن، ونتوجه للنقد البناء القائم علي "التميز والتحفيز لا إلي التقريظ".
** ما هي خطواتك الفنية القادمة؟
لم أحدد وجهتي إلي الآن، وكان لدي مشروع فيلم مع أحمد السبكي، ولكن أحداث الثورة الغت الفكرة تماماً، ونستعد لتحضير عمل آخر يوضح مصر قبل وبعد 25 يناير.
** هل لديك تفاؤل بالفترة القادمة؟
الفنان لا يستطيع أن يعيش بدون تفاؤل، والشعب المصري جزء من ثقافته التفاؤل والصبر والسخرية، ولدي تفاؤل لأننا شعب المعجزات وعندما تشعر أنه شاخ تجده "لسه شباب"، وعندما تقول أنه سلبي يفاجئ العالم بثورة لم تحدث مثلها في التاريخ، مصر أعظم من "شوية بايخين يضيعوها"، فنحن الآن أمام مفترق طرق ومرحلة تاريخية غاية في الدقة ما بين الذهاب إلي الصومال أو أوروبا، وأعتقد أننا في أقل من 10 سنوات ممكن نصدر إلي العالم ديمقراطية أسمها "الديمقراطية المصرية"، وسوف نصدر لأمريكا حقوق الإنسان والمرأة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.