أكثر من عمل درامى يقدم هذا العام ويرصد من خلاله عدد من السير الذاتية لشخصيات شهيرة مازالت تعيش وتثير الضجيج وترى نفسها على دراما الشاشة تتجسد "عينى عينك" أو كما يقول المثل البلدى "على حياة عينهم". منهم مسلسل "الريان" والذى يجسد السيرة الذاتية لرجل الأعمال وصاحب شركات توظيف الأموال أحمد الريان ويلعب دوره الفنان خالد صالح و"الشحرورة" والذى يرصد السيرة الذاتية للفنانة صباح وتقوم بتجسيد دورها كارول سماحة. هذا عن الأحياء، أما عن الراحلين، فهناك أيضاً مسلسل "في حضرة الغايب" والذى يرصد السيرة الذاتية للشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش ويجسد دوره الفنان السورى فراس إبراهيم، هذا بالإضافة إلى مسلسل "مصطفي مشرفة" والذى يرصد أحد كبار العلماء الذين مروا على تاريخ مصر ويقوم بدوره الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف وأخيراً مسلسل "الحسن والحسين" والذى يرصد سيرة أحفاد رسول الله، ويقوم ببطولته كل من الفنان رشيد عساف، والأردنى محمد المجالى. ورغم أن أعمال السير الذاتية عادة تسبب عددا كبيرا من المشاكل بين أبطالها وأصحابها الحقيقيين، نظراً للتحريف الذي قد يرونه في الأعمال المقدمة عن حياتهم ومنها مثلاً، أن الفنانة صباح أبدت استياءها من بعض الأحداث المختلقة في أحداث مسلسل "الشحرورة" من بينها الإكثار من مشاهد قسوة والدها في التعامل معها وذلك حسبما أكدت في تصريحات ل "بوابة الأهرام" سابقاً. كذلك رجل الأعمال أحمد الريان والذى أبدى اعتراضه على بعض الأحداث التى تم إقحامها على المسلسل والتى تبعد عن واقع حياته هذا بالإضافة إلى حملات المقاطعة والمطالبة بوقف عرض مسلسل "الحسن والحسين" وأيضاً الحملات التى واجهت مسلسل "في حضرة الغايب" وأدت إلى خلاف بين مؤسسة محمود درويش وبطل العمل فراس إبراهيم، ليصبح بذلك الأحسن حظاً من بين أعمال السير الذاتية هو مسلسل "مشرفة" والسبب في ذلك أن الجمهور لايعرف شيئاً عن حياة هذا الرجل، كما أنه لم يره من الأساس، لكونه من عصر مضى، إضافة إلى تألق مخرجة العمل إنعام محمد على في تقديمه برؤية جديدة ومختلفة عما سبق وقدمته في أعمالها الدرامية. ومابين حملات الهجوم والنقد هناك بعض الفنانين الذين نجحوا في تقديم شخصيات السير الذاتية هذا العام، بل ساهموا في حب الجمهور لها رغم عدم معرفتهم بهم في حين جاء أداء آخرين مفسداً لروح الشخصيات التى قدموها. من الفنانين الذين نجحوا هذا العام خالد صالح والذى ساهم في تقريب الجمهور من حياة أحمد الريان صاحب شركات توظيف الأموال والذى سجن لسنوات طويلة ولم يعرف أحد عن حياته شيئاً، حيث تميز صالح بتقديم للشخصية التى تمزج بين خفة الظل والذكاء الشديد الذى استخدمه الريان في كل تعاملاته التجارية. أيضاً أحمد شاكر عبد اللطيف والذى قدم شخصية العالم "مصطفي مشرفة" بشكل مزج فيه بين جدية وإصرار هذا العالم في حصوله على الدكتوراة واستمرار رحلته في النجاح وبين رومانسيته التى لم ينساها وسط كفاحه العلمى. وذلك على عكس ماحدث في مسلسل "الشحرورة" والتى لم تكن كارول سماحه موفقة فيها، فالمعروف أن "الشحرورة" فنانة صاحبة خفة الظل ودلع فهى الوحيدة من بين الفنانات القدامى التى تتميز "بكاركتر" خاص في حين أن أداء كارول في المسلسل لم يصل بأى شكل من الأشكال لروح صباح، خاصة وأن الجمهور يعرف الكثير عن شخصية هذه الفنانة كما جاء ظهور كارول في عمر ال 18 في مسلسل "الشحرورة" لم يكن مقنعاً إلى حد كبير. وبعد انتظار الكثيرين للمسلسل أصبحت هناك حملات مقاطعة له على موقع "فيسبوك" تحت اسم"مقاطعة مسلسل الشحرورة". وبالنسبة لمسلسل "الحسن الحسين" فلم يكن على المستوى المتوقع منه، فرغم أن شخصيات سلالة النبى " صلى الله عليه وسلم" لم يرها أحد من قبل، إلا أن المسلسل لم يسهم في معرفة الجمهور برحلة أحفاد الرسول خاصة أن أبطاله لم يحمل أداؤهم شكلاً مميزاً لكى يستطيعوا جذب الأنظار إليهم، ومن هنا بدأت أيضاً حملات المقاطعة تنتشر للمطالبة بوقف عرضه نظراً لإفساد أبطاله للعمل، إضافة إلى ما يحمله من مغالطات تاريخية.