أكد بيرنادينو ليون المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبى لجنوب المتوسط أن الاتحاد ليست لديه أسرار أو أجندة خفية ويتعامل بشفافية كاملة مع مصر، وهناك مشاعر احترام متبادل ورغبة فى التعاون الحقيقى وبالتالي فإن مساعدة منظمات المجتمع المدنى أمر شرعى ويساعد مهمته. جاء ذلك فى مؤتمر صحفى عقده المبعوث الأوروبى الخاص لجنوب المتوسط اليوم على هامش زيارته الحالية للقاهرة، حيث كان بيرنادينو يرد على سؤال حول ما إذا كانت الاتهامات الموجهة للاتحاد الأوروبى بتمويل منظمات المجتمع المدني المصرى ستساعده فى أداء مهمته ومدى مشروعية هذا التمويل. وأعرب بيرنادينو ليون عن ثقته فى أن هذه المساعدات للمجتمع المدنى شرعية لأن الاتحاد الأوروبى لا يمكنه القيام بخطوات غير قانونية أو لا تتماشى مع القوانين المصرية على حد قوله، مضيفا أن مفوضية الاتحاد الأوروبى بالقاهرة تقوم بنشر كل المساعدات المقدمة من الاتحاد الأوروبى على موقع المفوضية الإلكترونى. وردًا على سؤال حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبى يتشاور مع الحكومة المصرية قبل منح التمويل للمنظمات المصرية غير الحكومية قال إن الجميع يعرف الشروط التى بمقتضاها يقدم الاتحاد الأوروبى مساعداته لمنظمات المجتمع المدنى، وهناك برامج كثيرة يتم تمويلها. من ناحية أخرى، أكد مبعوث الاتحاد الأوروبي أن المجتمع المصري هو الذى يحدد متطلباته، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبى يتعامل مع المجتمع المصرى خاصة بعد ثورة 25 يناير بكل احترام. وقال بيرناردينو إن مهمته تركز على التعامل مع دول جنوب المتوسط التى تمر بمرحلة انتقالية مثل مصر وتونس والمغرب والأردن وربما دول خليجية إضافة لإمكانية أن تتسع مهام عمله لدول أخرى مستقبلا إذا مرت بمراحل انتقالية من أجل عقد حوار أوروبي معها بشكل أكثر قوة وفاعلية. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي مهتم بشكل خاص بظاهرة الربيع العربي ودعم الفترة الانتقالية الحالية فى مصر للوصول إلى الديمقراطية والرخاء، مؤكدًا أن هذا الهدف سيتم من المجتمع المصرى من الداخل. وحول أسباب تركز مهمته على دول بعينها جنوب المتوسط دون غيرها قال بيرنادينو إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم يد العون والمساعدة لكل الدول خاصة الدول التى تحرز تقدما بالفعل وتمر بمراحل انتقالية منوها بأن هناك العديد من المبادرة الأوروبية التى بدأ تنفيذها لمساعدة دول جنوب المتوسط بالفعل. وردًا على سؤال بشأن قلق الاتحاد الأوروبي من تصاعد المد الإسلامي في مصر خاصة بعد مظاهرات 29 يوليو، قال المبعوث الأوروبي إنه يمكن التفرقة بين الحركات والأحزاب والرسائل المختلفة، وما رأيناه أخيرا من مظاهرات للسلفيين لا يجعلنا نخلط بين السلفيين وحركات الإسلام السياسى الأخرى فهم مختلفون ولديهم أجندات مختلفة كما أن أسلوب نظرتهم للحياة السياسية مختلف. وقال بيرنادينو إنه التقى ممثل حزب الحرية والعدالة محمد مرسى وكان لقاء جيدا وفرصة للاطلاع على آرائهم، وهم يسعون لبناء دور بناء وديمقراطية حقيقية فى مصر ونعلم أن هناك مجموعات أقلية لها آراء مختلفة وكان هناك بعض الأحداث ولكننا لسنا قلقين من تأثير تلك الأحداث ونأمل فى ألا تؤثر على الحياة السياسية المصرية لأننا نأمل الأفضل لمصر. وحول الرؤية الأوروبية للرفض المصري لوجود مراقبين أوروبيين للانتخابات القادمة، قال بيرنادينو ليون إن الاتحاد الأوروبي يحترم قرار الحكومة المصرية، مشيرا إلى أن هناك موافقة فى تونس على وجود مراقبة دولية للانتخابات لكن القرار المصرى مختلف.. وغير أننا نثق فى الحكومة المصرية والمجتمع المصرى وقدرتها على إدارة الانتخابات بشكل كفء، مشيرا إلى أن هذا القرار لن يؤدي إلى تغيير موقفنا الإيجابي تجاه الفترة الانتقالية التي تحدث فى مصر الآن. وفيما يتعلق بنظرة الاتحاد الأوروبي لمحاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، قال بيرنادينو إن الديمقراطية تعني احترام المؤسسات واستقلال القضاء ولدينا ثقة كبيرة فى القضاء المصري ونعلم أن تلك المحاكمة تاريخية وتمثل تحديا ولكننا نترك للقضاء المصري القيام بمهمته ونحترم قراراته، كما أبدى تقديره للمستشار أحمد رفعت رئيس الدائرة التى تحاكم مبارك ونجليه الذى يحمل على عاتقه مسئولية ضخمة فى إدارة هذه المحاكمة التاريخية. ومن جهة أخرى، وبشأن ما أعلنه الرئيس السوري بشار الأسد أمس بشأن اتخاذ إجراءات إصلاحية قال بيرنادينو إن الاتحاد الأوروبى كان يريد أن يرى تحركات مقبولة من الحكومة والجيش السورى ولكنه من الصعب الآن بعد المذابح التى تم ارتكابها أن تستمر الأمور وكأن شيئا لم يحدث. وشدد على ضرورة حدوث تغييرات من أجل وضع جديد بالكامل فى سوريا يعطى الحق للمعارضة لممارسة دورها فى مجتمع ديمقراطى، مؤكدا أن المجتمع الدولي سيستمر فى ممارسة الضغوط على الحكومة السورية، كما أن هناك ضغوطا عربية متمثلة فى التحركات من بعض الدول الخليجية وكذلك تصريحات أمين عام الجامعة العربية الأخيرة. وحول استمرار عدم ايجاد حل للقضية الفلسطينية وتأثيره على استقرار المنطقة قال بيرنادينو إن الاتحاد الأوروبي أصدر فى 1980 إعلانا تضمن أن حل الدولتين هو الحل الممكن للوصول الى تسوية للقضية الفلسطينية كما أكد الاتحاد عام 1999 مجددا على أهمية حل الدولتين وأن أوروبا مستعدة للاعتراف بدولة فلسطينية. وأضاف أن الجمود فى عملية السلام حاليا غير مقبول، ونحن نريد استئناف المفاوضات اعتمادا على حل الدولتين للوصول الى تسوية بالنسبة للسلام وحدود معترف بها وأمن ولكن عملية السلام ليست ضمن اختصاص مهمته وتفويضه. وعما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيساند التوجه الفلسطيني لإعلان دولة فلسطينية في سبتمبر المقبلقال بيرنادينو إن هناك أشياء كثيرة تحدث الآن وسيتخذ الاتحاد الأوروبى قراره فى مرحلة ما. وبخصوص اختلاف مواقف الحكومة عن منظمات المجتمع المدنى فيما يخص مراقبة الانتخابات المقبلة فى مصر قال المبعوث الأوروبى إن هذا الموضوع داخلى فى مصر ونحن لا نريد التدخل فى قرارات داخلية ونريد أن يتفهم الجميع وأن يتعاملوا بروح مصر الجديدة بعد الثورة وأن تتم مراعاة الأقليات سواء فى الانتخابات القادمة أو فى القرارات التى يتم اتخاذها. وأكد المبعوث الأوروبى أن قرار مراقبة الانتخابات المقبلة فى مصر هو شأن داخلى خاص للحكومة المصرية والمجتمع المصرى هو الذى يتخذ هذا القرار وعلى الجميع وعلينا احترامه. وحول حظر استيراد البذور المصرية من جانب الاتحاد الأوروبى وما إذا كان ذلك يتفق مع ما يردده الاتحاد الأوروبى من حرص على دعم الاقتصاد المصرى قال بيرنادينو إنه شخصيا من إسبانيا الدولة التى مرت بنفس التجربة كمصر ويتفهم غضب المصريين المصدرين لهذا الأمر ولكن القرار اتخذ من جانب هيئة أوروبية معنية بهذا الموضوع وهى هيئة مستقلة وتتخذ قراراتها بشكل مستقل ولا يمكننا أن نعارضه ومن المهم الآن إجراء حوار أوروبى مصرى خاصة أن هناك وفدا أوروبيا سيحضر لمصر قريبا لفتح الأسواق الأوروبية مجددا أمام البذور المصرية وكذلك ايجاد تبادل تجارى أكبر وفرص أكبر لتصدير المنتجات المصرية. وحول تقييمه لطبيعة المظاهرات التى تشهدها إسرائيل حاليا وهل بات الاتحاد الأوروبى يصنفها على أنها من دول الربيع كما هى الحال مع دول الربيع العربى، قال بيرنادينو ليون إن إسرائيل ليست ضمن نطاق مهمته وعمله وبالتأكيد فإن هذه المظاهرات التي حدثت في إسرائيل أمر مؤثر فيها.