خفضت المفوضية الأوروبية من توقعاتها بالنسبة لنمو دول منطقة اليورو، وذلك على خلفية الغموض حول الاستفتاء بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ومعاناة فرنسا وإسبانيا لجعل نسب عجز الموازنة بهما متوائمة مع أهداف الاتحاد. ويشار إلى أن دول اليورو تواجه صعوبة لإنعاش اقتصادها منذ أن خرجت من الركود عام 2013 . وتواجه الدول ارتفاع نسب البطالة وانخفاض معدل التضخم ومؤخرا أزمة الهجرة التى تؤرق حكومات الاتحاد الأوروبى مع ما تعانيه من مشكلات مالية. وقالت المفوضية فى توقعاتها الاقتصادية إنه من المتوقع أن ينمو اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 1.6 ٪ هذا العام و بنسبة 1.8 ٪ العام المقبل، ذلك بعدما خفضت من توقعاتها السابقة. وحذرت المفوضية من أن الاستفتاء الذى سوف يجرى على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى يونيو المقبل، بالإضافة إلى مخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادى الصينى والتوترات الجيوسياسية - كل ذلك يخلق غموضا حقيقيا.وعلى الرغم من أن السياسة النقدية لمنطقة اليورو مواتية للاستثمار، حذرت المفوضية من أن الارتفاع الأخير فى قيمة العملة وارتفاع أسعار النفط يمكن أن يعرقل اقتصاد الاتحاد الأوروبي. وقال نائب رئيس المفوضية فالديس دومبروفسكس ان النمو المستقبلى سوف يعتمد بصورة متزايدة على الفرص الناجمة عن الجهود البشرية داعيا الدول الأعضاء لتعزيز جهودها لإصلاح اقتصادها وخفض الديون العامة والخاصة. ويشار إلى أنه يبدو أن إسبانيا، على وجه التحديد، سوف لا تفى بأهدافها الاقتصادية، حيث من المتوقع أن تبلغ نسبة عجز الموازنة لديها 3.9 ٪ من إجمالى الناتج المحلى هذا العام و3.1 ٪ خلال عام 2017، وذلك على الرغم من إبلاغها بأنه عليها أن تعمل على أن تصل نسبة العجز لديها إلى 3 ٪ بحلول عام 2016، وهو الحد الذى وضعه الاتحاد الأوروبي. كما سوف يتعين على فرنسا بذل مزيد من الجهود للإيفاء بأهداف موازنة الاتحاد الأوروبى حيث أظهرت توقعات مؤخرا أن نسبة عجز الموازنة سوف تصل إلى 3.4 ٪ هذا العام و3.2 ٪ عام 2017. ومن ناحية أخرى، أظهرت البيانات أن البرتغال حققت تطورا إيجابيا عقب أن تلقت تحذيرا فى مطلع هذا العام لكى توائم نسبة العجز لديها مع القواعد المالية للكتلة الأوروبية. ومن المتوقع أن تسجل البرتغال نسبة عجز تبلغ 2.7 ٪ هذا العام و2.3 ٪ العام المقبل.