البابا تواضروس الثانى يصلى الجمعة العظيمة فى الكاتدرائية بالعباسية..صور    500 جنيه بالمدن و125 جنيها بالقرى، اللائحة التنفيذية لقانون التصالح في مخالفات البناء    وزير الخارجية الأمريكي: لم ولن نؤيد أي هجوم إسرائيلي كبير على رفح    كهربا يهدد بالرحيل عن الأهلي بسبب موديست، وكولر كلمة السر    توخيل يلمح لإمكانية استمراره مع بايرن ميونخ    انتشال جثتي شخصين غرقا في نهر النيل بالمنيا    فتح البوابة الإلكترونية الخاصة بالتعليم الفني للطلبة المتخلفين عن تسجيل بياناتهم    غلطت إني صورت الحلقة، تعليق صادم من حورية فرغلي على أزمتها مع بسمة وهبة    أبرزها فريد خميس.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدا في الجمعة الأخيرة من شوال    الذهب يرتفع 15 جنيها في نهاية تعاملات اليوم الجمعة    محافظ المنوفية: مستمرون في دعم المشروعات المستهدفة بالخطة الاستثمارية    حركة تداول السفن والحاويات والبضائع العامة في ميناء دمياط    عضو «ابدأ»: المبادرة ساهمت باستثمارات 28% من إجمالي الصناعات خلال آخر 3 سنوات    الاستعدادات النهائية لتشغيل محطة جامعة الدول بالخط الثالث للمترو    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    نعم سيادة الرئيس    السفارة الروسية بالقاهرة تتهم بايدن بالتحريض على إنهاء حياة الفلسطينيين في غزة    المحكمة الجنائية الدولية تفجر مفاجأة: موظفونا يتعرضون للتهديد بسبب إسرائيل    حاكم فيينا: النمسا تتبع سياسة أوروبية نشطة    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    أمين اتحاد القبائل العربية: نهدف لتوحيد الصف ودعم مؤسسات الدولة    نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة التنمية المحلية.. إنفوجراف    تونس تدخل تعديلات على قوانين مكافحة المنشطات بعد صدور عقوبات ضدها    الغندور: حد يلعب في الزمالك ويندم إنه ما لعبش للأهلي؟    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    تشافي: نريد الانتقام.. واللعب ل جيرونا أسهل من برشلونة    "لم يحدث من قبل".. باير ليفركوزن قريبا من تحقيق إنجاز تاريخي    الشكاوى الحكومية: التعامُل مع 2679 شكوى تضرر من وزن الخبز وارتفاع الأسعار    وزارة الصحة توضح خطة التأمين الطبي لاحتفالات المصريين بعيد القيامة وشم النسيم    كشف ملابسات واقعة مقتل أحد الأشخاص خلال مشاجرة بالقاهرة.. وضبط مرتكبيها    إعدام 158 كيلو من الأسماك والأغذية الفاسدة في الدقهلية    خلعوها الفستان ولبسوها الكفن.. تشييع جنازة العروس ضحية حادث الزفاف بكفر الشيخ - صور    برواتب تصل ل7 آلاف جنيه.. «العمل» تُعلن توافر 3408 فرص وظائف خالية ب16 محافظة    تعرف على توصيات مؤتمر مجمع اللغة العربية في دورته ال90    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" يتراجع ويحتل المركز الثالث    في اليوم العالمي وعيد الصحافة.."الصحفيين العرب" يطالب بتحرير الصحافة والإعلام من البيروقراطية    عمر الشناوي ل"مصراوي": "الوصفة السحرية" مسلي وقصتي تتناول مشاكل أول سنة جواز    مواعيد وقنوات عرض فيلم الحب بتفاصيله لأول مرة على الشاشة الصغيرة    دعاء يوم الجمعة المستجاب مكتوب.. ميزها عن باقي أيام الأسبوع    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة.. فيديو    خطيب المسجد الحرام: العبادة لا تسقط عن أحد من العبيد في دار التكليف مهما بلغت منزلته    مديرية أمن بورسعيد تنظم حملة للتبرع بالدم بالتنسيق مع قطاع الخدمات الطبية    بعد واقعة حسام موافي.. بسمة وهبة: "كنت بجري ورا الشيخ بتاعي وابوس طرف جلابيته"    خطبة الجمعة اليوم.. الدكتور محمد إبراهيم حامد يؤكد: الأنبياء والصالحين تخلقوا بالأمانة لعظم شرفها ومكانتها.. وهذه مظاهرها في المجتمع المسلم    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    قوات أمريكية وروسية في قاعدة عسكرية بالنيجر .. ماذا يحدث ؟    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    محافظ المنوفية: 47 مليون جنيه جملة الاستثمارات بمركز بركة السبع    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    وزير الصحة: تقديم 10.6 آلاف جلسة دعم نفسي ل927 مصابا فلسطينيا منذ بداية أحداث غزة    نقيب المهندسين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية في    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطاقة النظيفة الأقل تكلفة ‮.. ‬خلال سنوات

الشمس هى مصدر الطاقة الأول لعالمنا،‮ ‬وعملية التمثيل الضوئى تختزن لنا هذه الطاقة التى نحصل عليها عند احتراق الوقود الأحفورى،‮ ‬والشمس هى التى تحرك الرياح والتيارات فى المحيطات والبحار‮. ‬كذلك فإن ساعة واحدة وربع الساعة من أشعة الشمس التى تخترق حجب السحاب والغيوم إلى أرضنا كفيلة بتوليد احتياجات جميع السكان من الكهرباء،‮ ‬وتسيير المركبات وتسخين الغلايات وأفران المصانع وغيرها من الأجهزة المنزلية والصناعية‮.‬
وعلى الرغم من كل هذا،‮ ‬فلا‮ ‬يزال نصيب الطاقة الشمسية من إنتاج الطاقة التجارية العالمية لا‮ ‬يتجاوز1%. ‬ولمدة طويلة كانت تعد محاولات استغلال الشمس كمصدر للطاقة نوعا من الرفاهية التى تستفيد منها الفئات الغنية فقط،‮ ‬وكانت ألمانيا هى الدولة التى تقود العالم فى استغلال الطاقة الشمسية على الرغم من أن متوسط عدد ساعات سطوع الشمس هناك لا‮ ‬يتجاوز‮ ‬5‮ ‬ساعات‮ ‬يوميا‮.‬
‮ ‬وتشير مجلة الإيكونومست إلى أن الطاقة الشمسية قد استحوذت على استثمارات تصل إلى نحو‮ 161 ‬مليار دولار فى عام‮ 5102 ‬فقط،‮ ‬ما‮ ‬يزيد علي‮ ‬حجم الاستثمارات التى حصل عليها الفحم والغاز مجتمعين‮. ‬والاهتمام بالطاقة الشمسية اتجاه بدأ فى دول شمال أوروبا التى تتميز بثبات الطلب على الكهرباء وكثرة السحب ولكن ما لبث أن انتشر الاتجاه فى الدول النامية التى تتميز باحتياج‮ ‬ينمو باطراد للطاقة وأشعة شمسية براقة وقوية‮. ‬وللمرة الأولى فى العام الماضي،‮ ‬استطاعت الدول النامية اجتذاب استثمارات للطاقات المتجددة تفوق تلك التى حصلت عليها الدول المتقدمة‮. ‬فقد أصبحت الدول الفقيرة من الصين وحتى شيلى تحصل على احتياجاتها من الكهرباء من حقول الألواح الشمسية المقامة فى الأماكن الجافة والمتصلة بالشبكات القومية للكهرباء فى هذه الدول‮.‬
ومن الجدير بالذكر أن أمريكا تستهدف هذا العام زيادة قدرتها من الطاقة الشمسية التى تبلغ‮ ‬3‮ ‬جيجاوات التى أضافتها فى عام 2015 ‬بنحو 3 ‬أضعاف،‮ ‬بينما تخطط كل من الصين والهند إلى إضافة 100 ‬جيجاوات لكل وحدة فى‮ ‬غضون‮ ‬4‮ ‬و6 ‬سنوات قادمة لكل واحدة منهما بالترتيب‮. ‬
وربما تفسر الأسعار المنخفضة هذا التوسع الفائق،‮ ‬فقد هبطت أسعار الألواح الشمسية التى تنتج حصريا فى الصين بنحو‮ 08% ‬فى‮ ‬غضون الخمس سنوات الأخيرة،‮ ‬كذلك فإن أسلوب ونموذج العمل الجديد قد أثبت كفاءة،‮ ‬فقد قدم مشغلو الشبكات عقودا طويلة الأجل للشركات الخاصة لكى تنتج كميات ضخمة من الطاقة الشمسية مما‮ ‬يساعد هذه الشركات فى الحصول على تمويل أرخص‮ ‬يعينها على خفض الأسعار للمستهلك النهائي،‮ ‬فعلى سبيل المثال طرحت المكسيك مناقصة لإنتاج الكهرباء بسعر قياسى‮ ‬يصل إلى 40 ‬دولارا للجيجاوات ساعة وهو سعر أقل من أسعار الغاز الطبيعى والفحم‮.‬
وتعد هذه الأسعار خبرا جيدا للجميع فيما عدا شركات البترول،‮ ‬خاصة أن هذه الصناعة تزدهر فى الدول ذات المناخ الدافئ أو الحار بدون إغداق للدعم من جانب الحكومات‮. ‬والصين هى الحالة الاستثنائية فهى تخطط للحد من تعريفة التغذية فى أسرع وقت ربما شهر‮ ‬يونيو القادم‮. ‬ومن المعروف أن الشمس تمد بالطاقة أثناء النهار وهى الفترة التى‮ ‬يشتد فيها الطلب على الطاقة وعلى أجهزة التكييف التى باتت تعمل بكامل طاقاتها بسبب الاحتباس الحرارى،‮ ‬ولذلك فإن
الألواح الشمسية تعود بالنفع على كوكبنا وعلى ميزان مدفوعات الدول المستوردة للوقود الأحفورى‮.‬
مشاكل الطاقة الشمسية‮:‬
وبسبب نموذج العمل الذى تم طرحه،‮ ‬فلا بد لنا من توخى الحذر،‮ ‬فقد تكون المناقصات المطروحة للشركات المنتجة للطاقة المتجددة طموحة بأكثر من اللازم،‮ ‬وهناك مثلان على ذلك‮: ‬شركة صن إديسون وشركة أبنجوا وهما دليلان على خطورة التعاقد بأسعار منخفضة لبيع الكهرباء والاعتماد الزائد على المديونية بغرض التوسع السريع‮.‬
كذلك هناك مشاكل أخرى تتمثل فى وجود اختناقات تعانى منها بعض شبكات الكهرباء مما‮ ‬يجعلها لا تتحمل كميات إضافية من الطاقة الخضراء،‮ ‬وهنا لا بد للدول النامية أن تستثمر فى تجديد وتوسيع شبكاتها بحيث تتحمل جهودا أعلى وتستطيع الاتصال بالمحطات الشمسية وأخذ الكهرباء منها حتى إن كانت فى مناطق نائية فى الصحراء،‮ ‬كذلك‮ ‬يجب على الشركات التى تعمل فى مجال الطاقة الشمسية أن تركز ليس فقط على ضغط المصروفات وخفض التكلفة النهائية للمستهلك بل فى تطوير التكنولوجيات بحيث‮ ‬يمكن تحويل أكبر قدر من الطاقة الشمسية إلى كهرباء بل الاحتفاظ بها وتخزينها عند الحاجة إليها حتى بعد‮ ‬غروب الشمس‮. ‬
تجربة الدول النامية
وقد أنشأت الأردن حقلا شمسيا بقدرة 160 ميجاوات على مساحة 5 كم 2 ‬فى الجنوب خارج مدينة معن الفقيرة،‮ ‬ومقرر افتتاحه هذا الصيف،‮ ‬والحقل‮ ‬يدشن جهود الأردن الحثيثة لتخفيض واردات الوقود الأحفورى التى تسهم فى إنتاج‮ ‬96٪‮ ‬من الطاقة هناك،‮ ‬وتتكلف 10% ‬من إجمالى الناتج المحلى فى الأردن حسب أرقام العام الماضي‮.‬
وتعد الخطوات الحذرة والإنجازات المتواضعة التى حققتها بيروقراطية الأردن فى مجال الطاقات المتجددة باهتة عند مقارنتها بدول أخرى سبقتها فى هذا المجال مثل ألمانيا،‮ ‬كما أنها تشير إلى جاذبية التكنولوجيا وأيضا إلى بعض المشاكل المترتبة على هذا الاتجاه‮. ‬فهناك دول مثل الصين مشهورة بسطوع الشمس‮ ‬بشكل‮ ‬يفوق دول شمال أوروبا،‮ ‬استطاعت إقامة حدائق‮ ‬غناء وواسعة منزرعة بنحو عشرات الآلاف من الألواح الشمسية التى تدور باتجاه أشعة الشمس تضخ الطاقة الخضراء فى عروق وشرايين شبكات الكهرباء بكميات وفيرة‮. ‬والحقيقة أن الصين قد دعمت قطاع الطاقة الشمسية بكرم وافر،‮ ‬ولكن هناك أيضا دول أصبحت فيها الطاقة المنتجة من الألواح الشمسية تنافسية بدون دعم مالى من الحكومات‮.‬
وفى عام‮ ‬2015‮ ‬تفوقت الصين على ألمانيا فى مجال انتاج الطاقة الشمسية،‮ ‬حيث استفادت من تفوقها وسيطرتها على صناعة الألواح الشمسية بالإضافة إلى سياسة فعالة انتهجتها للحد من الاعتماد على الوقود الأحفورى الملوث للبيئة مثل الفحم،‮ ‬حيث كانت الطاقة الشمسية تمثل نحو 3% فقط من خليط الطاقة هناك،‮ ‬ولكن الصين بصدد إقامة أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية فى صحراء جوبي،‮ ‬والمتوقع ان تنتج فى النصف الأول من العام الجارى‮ ‬12‮ ‬جيجاوات من الطاقة الشمسية،‮ ‬ما‮ ‬يزيد على ثلث ما تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية على مدار العام‮.‬
كذلك تستهدف الهند مضاعفة القدرات المنتجة من الطاقة الشمسية بنحو 20 ‬ضعفا لتصل إلى نحو‮ ‬100‮ ‬جيجا وات حتى‮ ‬2022،‮ ‬وعلى الرغم من كون هذه الأهداف شديدة الطموح،‮ ‬فإن توقعات شركة كى بى أم جى الاستشارية ترجح وصول نصيب الطاقة الشمسية فى خليط الطاقة فى الهند إلى‮ ‬12.‬5٪‮ ‬على الأقل بحلول‮ ‬2025‮ ‬ما‮ ‬يعد أعلى كثيرا من النسبة الحالية التى بالكاد تصل إلى‮ ‬1٪‮. ‬وتعتقد الشركة أن الطاقة الشمسية ستكون أرخص من الفحم فى عام‮ ‬2020،‮ ‬حتى إن شركة الفحم الهندية المملوكة للدولة تخطط للتعاقد على شراء جيجاوات واحد من الطاقة الشمسية للحد من فاتورة الطاقة لديها‮. ‬وقد وصل الاهتمام بالطاقة الشمسية إلى الحد الذى‮ ‬يحث فيه المسئولون الفلاحين فى إقليم البنجاب إلى تأجير أراضيهم لمطورى الطاقات الشمسية والتخلى عن النشاط الزراعي‮.‬
وبفضل المشروعات الكبيرة فى كل من الصين والهند زادت قدرات الطاقة الشمسية العالمية بنحو 26% ‬هذا العام والأكثر لفتا للنظر هو خفض التكلفة،‮ ‬حيث تقدر الدراسات أن صافى القيمة الحالية لتكلفة توليد الطاقة من الشمس مقسومة على الإنتاج المتوقع للطاقة طيلة فترة عمل وحياة المشروع تقترب من الفحم والغاز الطبيعى كمصادر رخيصة للطاقة،‮ ‬وتبرهن المناقصات للعقود طويلة الأجل لشراء الطاقة الشمسية فى الدول النامية مثل جنوب إفريقيا والإمارات العربية وبيرو والمكسيك أن هذه الافتراضات قد تكون اكثر تحفظا من الواقع،‮ ‬ففى المناطق المشمسة تعد الطاقة الشمسية ندا للطاقة المنتجة من الغاز والفحم والرياح كما‮ ‬يرى سيدرك فيليبرت من الوكالة الدولية للطاقة،‮ ‬ويشير إلى أنه منذ أن وافقت حكومة دبى على بناء محطة للطاقة الشمسية بإجمالى قدرة 200 ‬ميجاوات بأقل من 60 ‬دولارا للميجاوات ساعة زادت تنافسية المناقصات بصورة كبيرة‮.‬
والحقيقة أن هناك العديد من مطورى الطاقات الشمسية‮ ‬يكتسبون شهرة عالمية بسبب تحطيم الأرقام القياسية،‮ ‬فقد نجحت شركة أكواباور السعودية التى حققت نجاحا فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا فى الفوز بمناقصة دبى‮ - ‬على الرغم من أن هذه المشاريع قد لا‮ ‬يكون لها الأفضلية فى المملكة الغنية بالنفط‮. ‬كما أنها استطاعت الانتهاء بناء المرحلة الأولى من المحطة الشمسية الحرارية فى المغرب،‮ ‬التى تعد أكبر محطة على مستوى العالم تستخدم مرايا عاكسة لتوليد حرارة كافية لدفع توربينات الكهرباء،‮ ‬وتقدر شركة مودى للتقييم أنه باستكمال المحطة سوف تحقق المغرب خفضا فى فاتورة صادراتها من الوقود الأحفورى بنحو0.3% من إجمالى الناتج المحلي‮.‬
وهناك ايضا شركة إينل الإيطالية للطاقة الخضراء التى بدأت تلفت الانتباه خاصة بعد فوزها بمناقصة لإمداد بيرو بالطاقة الشمسية لمدة‮ 02 عاما باستخدام الخلايا الفوتوفلتية بسعر أقل من‮ 84 ‬دولارا للميجاوات ساعة،‮ ‬وبعد نحو شهر واحد استطاعت نفس الشركة الحصول على عقد مماثل لتوليد الطاقة الشمسية فى الجزء الشمالى من ولاية كواهيولا بسعر أقل من‮ 04 ‬دولارا للميجاوات ساعة الذى علقت عليه وكالة بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة بأنه‮ ‬يعد ارخص عقد لإنتاج الطاقة الشمسية بدون دعم حكومي،‮ ‬كما أشارت الوكالة إلى أن هناك اتجاها واضحا لخفض الأسعار والشركات تحاول الاستفادة منه‮. ‬
وتؤكد الوكالة العالمية للطاقات المتجددة أن السبب الرئيسى وراء انخفاض الأسعار هو هبوط تكلفة الألواح الشمسية بنحو‮ ‬80٪،‮ ‬فى الوقت الذى‮ ‬يتبنى فيه المحللون وجهة نظر أخرى مفادها ان العديد من المناقصات قد تمت بأسعار شديدة التنافسية أكثر من اللازم وقد تفرض على الشركات الفائزة عقوبات مالية صارمة فى حالة عدم اتمامها للعقد‮. ‬كما أن بعض العقود قد تفسخ بسبب عدم مقدرة الشركات الحصول على التمويل الملائم‮.‬
وتقول جينى تشيس من وكالة بلومبرج لتمويل الطاقات الجديدة إنه فى بعض الأحيان‮ ‬يكون النموذج قد وصل إلى الحد الأقصى،‮ ‬حيث تقوم الشركات الهندية باحتساب تكلفة التطوير بأقل كثيرا من الأسعار القياسية العالمية المتعارف عليها وأكدت أنه فى حالة نجاح الشركات فى إقامة هذه المشاريع،‮ ‬فلا بد ان‮ ‬يكون ذلك على حساب أشياء أخرى‮!‬.
والجدير بالذكر أن الأردن تعد حالة‮ ‬يجب النظر إليها،‮ ‬حيث وافقت شركة صان رايز وهى مطور‮ ‬يونانى أن تحدد 61 ‬دولارا ثمنا للميجاوات ساعة،‮ ‬حتى تتولى بناء محطة شمسية بقدرة 50 ‬ميجاوات شمال عمان،‮ ‬مما جعل العديد من المطورين المنافسين‮ ‬يعتقدون أنه ثمن بخس بسبب ارتفاع تكلفة التمويل فى الأردن‮. ‬وفى الشهر الماضى قامت شركة أكواباور بشراء الوحدة الأردنية لإنقاذ التعاقد،‮ ‬كما‮ ‬يؤكد المحللون أن جلب الأرباح من مثل هذا المشروع‮ ‬يعد أمرا صعب المنال،‮ ‬ولكن هذه اللفتة قد تسهل حصول شركة أكواباور على الفوز بمناقصات أخرى مستقبليا‮.‬
وتوجد فى المملكة أزمات خاصة بقطاع الطاقة،‮ ‬فعلى‮ ‬غرار كثير من الدول النامية التى لا تحسن التخطيط،‮ ‬لم تستطع الشركة القومية للكهرباء‮ “‬نبكو‮” ‬تمديد شبكة الكهرباء بالسرعة الكافية لتلاحق سرعة الشركات الخاصة التى ما لبثت ان نشرت الألواح الشمسية على أسطح المنازل،‮ ‬ذلك على الرغم من توافر التمويل لديها فى الوقت الحالى لبناء خطوط الجهد العالى لنقل الكهرباء من المحطات الشمسية إلى العاصمة عمان التى تعد المستهلك الأكبر للكهرباء هناك‮. ‬والمعروف ان هذه المشكلة تتشارك فيها البلاد مع الدولة الصينية مما‮ ‬يدفع شركات إنتاج الطاقة الشمسية والرياح الحد من الكهرباء المنتجة بسبب عدم قدرة الشبكة تحمل كميات الكهرباء المنقولة‮.‬
والحقيقة ان الأردن تتميز بطابع جغرافى‮ ‬يسمح لها بالانطلاق قدما فى مجال الطاقة الشمسية خاصة عند تغلبها على العقبات والمصاعب التى تواجهها،‮ ‬حيث‮ ‬يؤكد المهندسون أن المنطقة حول عدن تتميز بكونها من أفضل المناطق سطوعا ولمدة طويلة تصل إلى 330 ‬يوما فى العام،‮ ‬بالإضافة إلى طبيعة تضاريسها وارتفاعها الذى‮ ‬يبعدها عن الأتربة والتلوث بدرجة كبيرة مما لا‮ ‬يقلل من كفاءة الألواح الشمسية عند استخدامها مثلما‮ ‬يحدث فى دول عربية مجاورة مثل السعودية‮.‬
كذلك تحظى الطاقة الشمسية بالمساندة الفعالة من الملك عبد الله،‮ ‬حيث أمر الملك بإقامة الألواح الشمسية فوق أسطح القصور والمساجد،‮ ‬كما‮ ‬يستخدم معظم الوزراء سيارات تسلا الكهربائية‮.‬
وفى النهاية‮ ‬يمكننا القول إن اعتماد الأردن على قدراتها المحلية من أشعة نقية وساطعة خير لها من استيراد الوقود وتحمل الأعباء،‮ ‬وأن الاستمرار فى التحول إلى الطاقة الخضراء والتخلى عن بيروقراطية التعامل مع المشروعات سيتمخض عنه اقتصاد أكثر اشراقا وقوة تحظى فيه البلاد بقدر أكبر من الرفاهية‮. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.