“السعودية ترحب بالعالم” هو شعار أطلقته وزارة الثقافة والإعلام السعودية قبيل بدء موسم الحج لهذا العام، وذلك في إطار سعي المملكة لتطوير السياحة الدينية التي تدرّ مليارات الدولارات، في الوقت الذي تتهاوى فيه أسعار النفط. وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد العواد دشن الحملة على حسابه في موقع تويتر بالقول“خدمة ضيوف الرحمن شرفٌ عظيمٌ تسعد المملكة بتأديته بكل فخر“، وترجمة هذه العبارة إلى عشرين لغة، من الأكثر تداولا في العالم، مثل الانجليزية والفرنسية ، وغيرها. ويلاحظ أن الاهتمام الواسع بإدارة الحج والحملة الإعلامية التي واكبت المناسك هذا العام، تأتي بعد الاعلان عن خطة طموحة للإصلاح عرفت باسم “رؤية السعودية 2030”. وتهدف “رؤية السعودية 2030” إلى تقديم تصور للسعودية ما بعد المرحلة النفطية، وتنويع مصادر دخل المملكة بعد انتهاء حقبة الذهب الأسود الذي تنحو معظم بلدان العالم الصناعي إلى التخلص من الاعتماد عليه تدريجيا واستبداله بالطاقة النظيفة. فقبل أن يسهم الذهب الأسود في دفع عجلة الاقتصاد السعودي كان لمكة والمدينة شأن عظيم في الدفع بعجلة السياحة الدينية والتجارة في أرض الحجاز، وشكل الحجيج ومايزال نوعا من الذهب الأبيض الذي يدر المليارات على المملكة. رئيس الغرفة التجارية أوضح أن “نفقات الحجاج [من الداخل والخارج] خلال هذا العام يمكن أن تبلغ 20 إلى 26 مليار ريال سعودي (مايعاد 6 مليارات دولار)، مقابل 14 مليار ريال ( 3.7 مليارات دولار) أنفقت في العام الماضي”. وبحسب ماهر جمال فإن الزيادة مردها “زيادة عدد الحجاج بنسبة 20 في المائة” هذا العام. وتترافق رغبة المملكة في استقبال المزيد من الحجاج بحلول 2030، بأشغال إعمارية كبيرة متواصلة منذ عشر سنوات، لذا تلاحظ الرافعات المنصوبة حول المسجد الحرام. وتشمل الأشغال التي انتقدها البعض، توسيع المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينةالمنورة. ولتسهيل طواف الحجاج بالكعبة تم بناء طابقين متقابلين يرتبطان بالمستوى الأرضي بسلم متحرك. ويؤدي الحجاج الطواف في ممرات مكيفة أو مجهزة بمراوح. وكانت المملكة دشنت في 2010 قطارا يربط اهم مشاعر الحج. ينفق كل حاج عدة آلاف من الدولارات لتغطية تكاليف السكن والتغذية والهدايا والتذكارات، فضلا عن مصاريف النقل الجوي ليصل إلى الأراضي المقدسة. وكانت المملكة خفضت في 2013 بسبب أشغال توسيع، بنسبة 20 بالمئة عدد الحجاج من خارج المملكة. أما حصة كل بلد مسلم من الحجاج فهي 10 في المائة من سكانه.