دراسة انشاء غرفة مستقلة للصناعات الطبية تضم "الدواء والتجميل والرعاية الصحية" كشف الدكتور شريف عزت رئيس شعبة الاجهزة والمستلزمات الطبية بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات عن أنه من المتوقع ان تصل نسبة مساهمة الصناعة الوطنية في المناقصة العالمية التي من المقرر أن تجريها وزارة الصحة شهر اكتوبر المقبل لشراء المستلزمات الطبية للمستشفيات العامة ، ما يترواح بين 20 و30 %، هذا العام، وذلك مقارنة بنسبة ضئيلة ولا تذكر العام الماضي، وذلك بفضل نجاح معرض الاجهزة والمستلزمات الطبية الذي اقيم مؤخرا تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء. وأوضح عزت ، في تصريحات خاصة ل"الاهرام الاقتصادي" على هامش أن أول معرض للمستلزمات الطبية الذي اقيم مؤخرا بمقر الصندوق الاجتماعي للتنمية بارض المعارض، بمشاركة نحو 55 شركة محلية، ساهم في تحقيق أحد اهم اهداف صناعة المستلزمات الطبية واصعبها، وهو التعريف بقدرة المنتجات المحلية واماكنياتها التنافسية، ما يؤهلها للاعتماد عليها في مناقصات وزارة الصحة لشراء مستلزمات المستشفيات، والذي يعد الحدث الاهم في قطاع صناعة المستلزمات الطبية، لما لها من تأثير مباشر على مبيعات ونشاط الشركات طوال العام. وأضاف أن الشركات المحلي استطاعت من خلال المعرض ان تكشف عن قدراتها الانتاجية العالية بجودة متميزة، وفق مطابقتها للمواصفات الاوروبية، كذلك قدراتها التنافسية السعرية، وهو ما اشادت بها لجنة الشراء الموحد - والمسئولة عن تنظيم المناقصة الدولية والتي تضم تمثل كافة الجهات الحكومية في شراء الاجهزة الطبية - بشكل واضح خلال جولتها بالمعرض، ما يسمح بالتفاؤل بتواجد محلي قوي في مناقصة هذا العام. وأوضح ان مناقصة وزارة الصحة المرتقبة، هي مناقصة سنوية تقام على مستوى عالمي تنظمها كل من وزارة الصحة وللجنة الشراء الموحد والمجلس الاعلى للجامعات، بهدف شراء مستلزمات والاجهزة الطبية لتغطية كافة احتياجات المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، وذلك وفق افضل سعر وافضل جودة، مشيرا الى انه قد تشمل المناقصة هذا العام تغطية احتياجات بعض المستشفيات الخاصة ايضا. وكشف رئيس شعبة المستلزمات الطبية عن انه تقرر عقد المعرض بشكل دوري كل عام، واقامته على مستوى عالمي يتضمن دعوة شركات وخبراء دوليين، وذلك لما اثبته المعرض من قدرة على الترويج لمنتجات الصناعة الوطنية، ليس فقط صناعة المستلزمات الطبية وانما كافة الصناعات الطبية من ادوية ورعاية صحية، ومساندتها في ايجاد اسواق محلية وتصديريه كذلك. ولفت الى ان حجم استثمار صناعة المستلزمات الطبية تقدر بنحو 4 مليارات جنيه من خلال 230 شركة، تغطي 30 % من احتياجات السوق المحلي بواقع 900 مليون دولار، فيما تصل صادراتها لنحو 250 مليون دولار سنويا. في السياق نفسه، كشف عزت عن الملامح الاولوية لاستراتيجية تطوير صناعة المستلزمات والاجهزة الطبية، موضحا ان تقوم على 4 محاور رئيسية، الاول اعادة هيكلة قطاع المستلزمات الطبية داخل اتحاد الصناعات، وذلك منعا لتشتت الشركات بين اكثر من شعبة وغرفة، لذلك تقدمت الشعبة بمقترح لرئيس اتحاد الصناعات المهندس محمد السويدي بانشاء غرفة مستقلة لصناعة المستلزمات والاجهزة الطبية تضم جميع الصناعات الطبية او ذات الصلة ومنها غرفة صناعة الدواء، وغرفة الرعاية الصحية، وشعبة التجميل، وشعبتي المستلزمات الطبية بغرفة الدواء والغرفة الهندسية، وذلك لدمجهم تحت مظلة غرفة واحدة تعبر عن مجتمع الصناعات الطبية بشكل كامل. وأضاف ان المحور الثاني هو انشاء هيئة محلية للرقابة على تداول الاجهزة الطبية، وذلك لتيسيير تداول الاجهزة والمستلزمات الطبية وفق رقابة محلية دون الحاجة للخضوع للهيئات الدولية او الاوروبية في الرقابة، كذلك العمل على تحقيق التكامل فيما بين الدول العربية والافريقية في منظومة الرقابة، كاشفا عن موافقة مبدئية تم التلميح اليها حول هذا المحور من قبل الجهات المسئولة مؤخرا. وقال ان المحور الثالث للاستراتيتجية يقوم على فتح الاسواق التصديرية وخاصة الافريقية لتنمية صادرات المستلزمات الطبية وتعظيم ارقامها، مشيرا الى ان المحور الرابع يقوم على جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والاجنبية في صناعة المستلزمات الطبية وذلك لرفع معدل الانتاج بما يغطي اكبر نسبة ممكنة من حجم الاستهلاك المحلي، ما يحد من فاتورة الاستيراد، ويعمل على تقوية الصناعة الوطنية، كذلك العمل على تعميق التصنيع المحلي وزيادة الاعتماد على خامات ومستلزمات انتاج محلية الصنع. وكشف عن هناك عجز واضح في انتاج بعض الاجهزة والمستلزمات الطبية محليا، وذلك نتيجة ارتفاع تكاليف انتاج بعض المنتجات، من امثلة المنتجات ذات التكنولوجيا العالية كبعض اجهزة الاشعة المتقدمة، وبعض اجهزة جراحة القلب والاعصاب، ما يتطلب استثمارات هائلة لانتاجها. فيما كشف ايضا عن بدء خطوات انتاج بعض المنتجات التي لم تكن تصنع محليا، بهدف الحد من استيرادها من الخارج، ومنها اجهزة التحاليل الاوتوماتيكية للمعامل، وكبسولات غرف العمليات، موضحا ان بعض المصانع تعد حاليا لبدء ضخ انتاج هذه المنتجات بالسوق المحلي، في خطوة جيدة جدا لدعم الصناعة المحلية وتقويتها.