ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن القيود التي وضعتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما على أعداد الجنود الأمريكيين في العراقوأفغانستانوسوريا أدت إلى نظام حسابي دقيق (آلية) للبنتاجون تخفي آلاف الجنود عن العامة ، والتي باتت تواجه انتقادات بينما تستعد إدارة دونالد ترامب لإرسال المزيد من الجنود إلى المنطقة. وأشارت المجلة - في تقرير نشرته السبت - إلى أنه بموجب الخطط الجديدة لتكثيف الحرب في أفغانستان يجد الجيش الأمريكي أنه من الصعب للغاية الحفاظ على الآلية التي تتعمد عدم إحصاء جنود معينين في مناطق الحروب ، وهي الآلية التي يصرّ مسئولو الجيش على أنها لم يتم تصميمها لتكون مضللة ، لكن العديد من المنتقدين يجزمون بأنها في أفضل الأحوال كارثة معتمدة رسميا. وأوضحت المجلة أن الولاياتالمتحدة لديها ما يصل إلى 12 ألف جندي في أفغانستان، وهو رقم أعلى بكثير من الذروة المقدرة ب8400 شخص، مشيرة إلى أنه إذا أرسل ترامب نحو 4 آلاف جندي إضافي، حسب توقعات المسئولين، فإن الإجمالي سيصبح تقريبا ضعف الرقم المعلن للعامة في الوقت الحالي. وتابعت أنه في العراق ، حيث تواجه الحكومة في بغداد اعتراضات على التواجد العسكري الأمريكي الكبير ، فإن الرقم 5200 جندي الذي يستخدمه البنتاجون في العلن ليس إلا خيالا حيث في الحقيقة يوجد أكثر من 7 آلاف جندي أمريكي بالعراق، حسب تقارير حديثة. وذكرت المجلة أن الأمر في سوريا مماثل حيث يغطي ال503 جنود أمريكيين المعلن عنهم وحدات عمليات خاصة، لكن هناك مئات من الجنود الذين يدعمونهم وحلفاءهم المحليين ما يزال عددهم سرًا، بما في ذلك رجال المدفعية في سلاح المشاة البحرية (المارينز) وجوالة الجيش الذين يتم تصوير مركباتهم في سوريا كثيرا من قبل الصحفيين المحليين. ولفتت إلى أن تناقض الأرقام، الذي يخضع للتمحيص من جديد وسط تسريبات عن أعداد الجنود الحقيقية، دفع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس لمراجعة سياسة البنتاجون في الأمر، متعهدا بتقديم إحصاءات رسمية أكثر دقة، لكن بعد إعلان ترامب هذا الأسبوع أن إدارته لن تتحدث عن أعداد الجنود، فإن مبادرة ماتيس باتت محل شك. وأوضحت أنه بموجب ما يسمى بسياسة "مستوى إدارة القوة"، فإن البنتاجون لا يحصي الجنود الذين يبقون في مناطق الحرب لأقل من 120 يوما عند إصدار الأرقام للعلن، وهو ما يضم مهندسي التشييد الذين يبنون جسرا أو يصلحون حقلا جويا، وكذلك الوحدات المقاتلة مثل مدفعية المارينز المنتشرة في سوريا. ويصر قادة الجيش الأمريكي على أنه يوجد سبب وجيه لاتباع هذه السياسة، حيث أوضح شين ماكفارلاند الذي كان قائد القوات الأمريكية في العراقوسوريا ما بين 2015 و2016، أنه "ليس عقلانيا زيادة مستوى إدارة القوة عندما نحضر فقط بعض المهندسين لوقت قصير لبناء منشأة ثم نسرحهم".