اتهم الدكتور عبد العظيم طنطاوي رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق ومستشار اللجنة الدولية للأرز الحكومة بأنها وراء تباطؤ صرف الأرز المخصص للبطاقات التموينية خلال الشهرين الماضيين بسبب تجاهلها تكوين مخزون إستراتيجي للأرز من قبل أثناء موسم الحصاد، مضيفا أن عدم توافر المخزون أدى إلى اضطرار» التموين «لشرائه من التجار بسعر يتراوح بين 4100و4400 جنيه لطن الأرز الأبيض لحل أزمة نقص الأرز في الحصة التموينية ،وكانت اشترته قبل ذلك بسعر تراوح بين3100و3300،مؤكدا أن هذه الزيادات في الأسعار كلها تصب في جيوب كبار التجار والمحتكرين،وهم معروفون للدولة. وقال ان السعر بالاسواق تجاوز ال5.5 جنيهات للكيلو ،رغم أن مصر أنتجت 7 ملايين طن أرز شعير موسم 2015/2014 ،إضافة إلى مليون طن أرز شعير فائض من موسم 2014/2013 وهذه تعطى 5 ملايين طن أرز أبيض تكفي الاستهلاك المحلي ويقدر ب 3.3 مليون طن سنويا إضافة إلى ما يزيد على 1.2 مليون طن حصة البطاقات التموينية مما يعنى أن هناك فائضا يمكن تصديره يقارب ال 500 ألف طن . قال ان التجار اشتروا من الفلاحين بأسعار بين 1650 1700 جنيه، وقت الحصاد آخر أغسطس حتى نهاية سبتمبر وهذا يحتاج ل100 جنيه لتبييض الطن، وحاليا بلغ السعر 2650 جنيها، ويلفت طنطاوي النظر إلى أن شهر رمضان على الأبواب بعد 3 شهور، وأن الإنتاج الجديد أمامه 6 شهور، وهناك ضغط على البنك المركزى حاليا لتدبير عملة صعبة لاستيراد أرز وزيت من الخارج، رغم أن الأرز المصرى أعلى جودة من كل أصناف العالم وسعر تصديره يتراوح بين 800 و1000 دولار للطن حسب البورصة. ويرجع الأزمة إلى التهريب للدول المجاورة خاصة أنها لم تتمكن من الزراعة نظرا لظروف الحروب بها أما التصدير فلا يمكن أن يكون السبب لأنه لم يتعد ال 37 ألف طن حتي الآن، كما أن المصدر يدفع رسم صادر 2000 جنيه عن كل طن، تدخل خزانة الدولة، و هناك سبب آخر لنقص الإنتاج يتمثل فى انخفاض إنتاجية الفدان من 4 أطنان أرز شعير إلى حوالى 3.3 طن بسبب عدم وجود التقاوى النقية والإرشاد الزراعى، حيث يصل سعر طن التقاوى 500 جنيه ويحتاج الفدان لزراعته 2000 جنيه تقاوى، وكل ذلك وراء ارتفاع أسعار الأرز بالأسواق ونقصه فى الحصص التموينية. ومن جانبه يرى الباشا ادريس رئيس شعبة الحبوب بغرفة القاهرة أن التهريب للدول الأخرى يعد السبب الرئيسى فى ارتفاع الأسعار وتلك مسئولية الدولة لأنه يتم عن طريق المنافذ البرية والبحرية، متسائلا لماذا تصمم الدولة على فتح باب »الدروباك« لاستيراد الارز لأنه الباب الخلفى، مشيرا إلى أن سعر كيلو الارز ارتفع من 3.5 إلى 5.5 وربما يرتفع لأكثر من ذلك لو طالت مدة نقصه بالاسواق، وأيضا عدم حصول مواطنى البطاقات على الأرز، مؤكدا مسئولية مصلحة جمارك وأجهزة الرقابة على الصادرات والواردات لأن التهريب يتم على مرأى ومسمع ليس للأرز فقط وإنما لأية سلعة غير مطابقة للمواصفات القياسية المطلوبة. فيما يؤكد محمود دياب المتحدث الاعلامى لوزارة التموين والتجارة الداخلية أن مشكلة نقص الأرز على بطاقات التموين ستنتهى خلال 15 يوما، وأن السبب يرجع إلى بطء الموردين، والوزارة حريصة على حصول مواطنى البطاقة التموينية على السلع المدعمة والتى يعتبر الأرز إحداها، موضحا أن طلب تدبير عملة أجنبية من البنك المركزى ليس لاستيراد الارز، وإنما للزيوت وذلك للقطاع العام والخاص وليست الحكومة فقط. ووفق مؤشرات إنتاج الأرز الشعير 2015/2014 فإن هناك فائضا فى الأرز يكفى الاستهلاك المحلى والحصة التموينية والتصدير، وأيضا لأن هناك فائضا يصل إلى مليون طن أرز شعير . أيضا أصبحت مصر لديها أصناف من الأرز مثل جيزة 177، 178 وهذان لايمكثان بالأرض حتى أكثر من 120 يوما بدلا من 160 يوما، مما يعنى وفرة فى المياه المستخدمة، إضافة إلى تعميم أصناف فى الزراعة مثل سخا 101، 102، 103، 104 على مساحات كبيرة من أراضى محافظات الارز تصل ل 90٪ لإقبال المزارعين عليها أدت إلى توفير 2.5- 3.5 مليار م3 مياه توجه لمشاريع التوسع الزراعي الأفقي، وكما هو معلوم أن الارز المصرى أعلى إنتاجية فى العالم يتجاوز ال 4 أطنان للفدان من الأرز الشعير إضافة إلى جودته التى تميزه عن الهندى والفيتنامى والفلبينى وذلك باعتراف دول العالم. وتؤكد المؤشرات أن الإنتاج المحلى يكفى لحاجة الاستهلاك المحلى والتصدير، وأن التهريب وراء ارتفاع الأسعار، إضافة إلى احتكار كبار التجار للمحصول وشرائه فى موسم الحصاد وتخزينه دون طرحه بالأسواق من أجل التربح الزائد من ارتفاع سعره، حيث يصبح العرض أقل من الطلب.