أثارت تعديلات اللائحة التنفيذية لقانون التمويل العقارى، ردود أفعال إيجابية من خبراء التمويل، الذين قالوا: إن التعديلات ستتيح دعمًا أكبر لمحدودى الدخل الراغبين فى استئجار وحدات سكنية، بعد أن كان نشاط الصندوق مقصوراً على راغبى التملك فقط. أكدت مى عبد الحميد، رئيس صندوق التمويل العقارى، أن القانون استحدث العديد من أنواع التمويل العقارى، وهو ما أكدته اللائحة التنفيذية التى صدرت الأسبوع الماضي، حيث استحدث العديد من الأدوات كالإجارة التى تنتهى بالتملك والمشاركة والمرافقة وحق الانتفاع وغيرها من الأدوات التى تتماشى مع الأدوات التى تتماشى مع البنوك المتوافقة مع الشريعة والتى يرغب المستثمرون العرب فى التعامل بها. وأوضحت، فى تصريحات خاصة ل»الاقتصادى«، أن اللائحة وضعت إطارا لإعادة التمويل العقارى وتنظيم الشكاوى حال وجود شكوى من المنتفع من أى شركة للتمويل العقارى بدلاً من اللجوء للقضاء، كما تضمنت تسهيلات ملزمة للدولة لصالح الصندوق أهمها توفير أراض منخفضة الثمن بما يقلل التكلفة النهائية للوحدات، بجانب مدها بالمرافق، مشددة على أن الأسعار التى تطرح بها الدولة الشقق لمحدودى الدخل منخفضة للغاية وتقل عن القطاع الخاص بنسبة تتراوح بين 70 و80٪ حيث تباع الوحدة التى تبلغ مساحتها الصافية 90 مترا كاملة التشطيب ب 135 الف جنيه، ولفتت إلى أن التعديلات تتضمن تنويع مصادر الدعم التى تقدمها الدولة وتبسيط الإجراءات موضحة ان الحصول على التمويل العقارى المدعوم يشترط ألا يزيد دخل الأسرة على 3 آلاف جنيه والفرد الأعزب على 2250 جنيهًا، وسيتم طرح شقق صغيرة فى الفترة القادمة بحد أدنى للدخل يبلغ 900 جنيه بمساحة صافية 60 مترًا، وقالت رئيس صندوق التمويل العقارى إن المشكلة الرئيسية التى تواجه التمويل العقارى فى مصر هى التسجيل الذى لايزال لا يحظى بالقدر الكافى من الاهتمام الحكومي، مطالبة الحكومة بوضع قانون له باعتباره أحد المعوقات التى تمتد لنحو 10 سنوات، مشيرة إلى أن الإجارة التى تنتهى بالتملك كانت مطلبا ملحًا للكثيرين خصوصًا الفئات ذات الدخل المنخفض حيث تسمح بتقديم الدعم لهم فى تأجير الوحدة وليس تملكها فقط. من جهة اخرى قال أحمد حجاج، العضو المنتدب لشركة سكن للتمويل العقارى: إن التعديلات الأخيرة على لائحة التمويل العقارى جيدة، لأنها تضيف أغراضًا جديدة للتمويل العقارى، تحتاجها السوق بالفعل، كما أن تلك التعديلات منبثقة من رغبات المتعاملين فى السوق، واضاف أن الشركات منذ صدور القانون وتعديله فى 2006 لا تزال تعمل فقط فى تمويل الشراء، رغم أن هناك أغرضا أخرى كتمويل التشطيب، وتوافر تلك الصيغ، ستزيد إقبال المواطنين خصوصًا صيغ الإجارة التى يمكن أن يندرج تحتها العديد من الصيغ التمويلية الأخرى، وأشكال متعددة للمنح، وأشار إلى أن اللائحة نصت أيضًا على تفعيل جمعية التمويل العقارى غير المفعلة منذ أكثر من عام، وهذا هام جدا لأن سوق التمويل العقارى لا يزال صغيرا مقارنة بحجم الطلب، كما ان عدد الشركات لايزال صغيرا ولا يتجاوز 6 شركات، وبهذا التفعيل يمكن تلك الشركات أن تجتمع معًا وأن يكون لها كلمة فى السوق الواعد، وشدد على أن التمويل العقارى سيحول حياة المصريين حيث يمكنهم من شراء وحداتهم وسداد قيمتها خلال لفترات تصل إلى 25 و30 عاًما، مما يحل أزمة الإسكان، وليس المطلوب فقط التركيز على شركات التمويل العقارى، حيث نريد أن يشمل جميع الجهات المعنية كهيئة المجتمعات العمرانية ووزارة العدل والبنك المركزى، وكل الأطراف الفاعلة التى يمكنها تسهيل حصول المصريين على الوحدة العقارية، مشيرا الى ان التمويل العقارى ليس مجرد منتج، بل أسلوب حياة لابد من استغلاله فالدول الأغنى منا كالخليج توفره لمواطنيها وتمنحهم فترات سداد ل 25 عامًا والأولى بنا فى ظل ظروفنا الاقتصادية أن نوفر ذلك الأسلوب لمواطنينا، موضحا أن التعديل على اللائحة هو الثانى ويستهدف أن تكون المنظومة متكاملة، من حيث هيئة المجتمعات العمرانية فالمجتمعات الجديدة تستأثر ب 70٪ من التمويل العقارى الذى تأتى أغلبيته من البنوك التابعة للبنك المركزى، بينما التسجيل والضمانات تقوم بهما مصلحة الشهر العقارى التابعة لوزارة العدل، وشركات التمويل العقارى التابعة للرقابة المالية، وقال: إن الوعى بأهمية التمويل العقارى يتزايد ويشبه حاليًا قروض السيارات التى نجحت خلال 10 سنوات فى إحداث نقلة فى نوعية السيارات فى الشارع المصرى، بفضل وعى المواطن المتصاعد بها وتسهيل الإجراءات، ومدى الوعى بالتمويل العقارى حاليًا، أفضل بكيثر من الماضى وخلال الفترة القامة سيتزايد. وقالت بسنت فهمي، مستشار رئيس بنك البركة مصر سابقا، إن التعديل يتضمن الإجارة التى تنتهى بالتملك وهى تتناسب مع طبيعة التمويل الذى تنتهجه البنوك الإسلامية، إلا أنها أبدت اعتراضها على أسعار الشقق فى مصر، التى لا تتناسب مع طبيعة توصيفها، متسائلة: كيف تكون شقق متوسطى الدخل بقيم تقارب ال400 ألف جنيه؟ مضيفة أن دخول التمويل العقارى بقوة فى الشهور القادمة، تحدده الأوضاع التى تشهدها مصر وحربها ضد الإرهاب فى الداخل، والتطرف فى الخارج بليبيا واليمن، فلو استقرت الأوضاع فى مدى زمنى قصير، ستنتعش السوق، ولو استمرت حالة عدم الاستقرار فترة طويلة، فمن المرجح أن يكون هناك قدر من التحفظ فى منح التمويل. وتنص التعديلات الجديدة باللائحة التنفيذية للتمويل العقارى على أنه على الدولة إتاحة الأراضى التى تخصص لإقامة مساكن من المستوى الاقتصادى لذوى الدخول المنخفضة بنظام التمويل العقارى إلى الصندوق، مع تحمل التكلفة الفعلية لتوفير المرافق العامة لها أو جزء من هذه التكلفة، أو غير ذلك من صور الدعم طبقاً لما يُعرض بواسطة وزيرى المالية والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، كما نصت على أن من يرغب من ذوى الدخول المنخفضة فى الحصول على دعم لشراء مسكن اقتصادى أو الانتفاع به أو استئجاره إيجاراً ينتهى بالتمليك أن يتقدم بطلب بذلك إلى أحد فروع الصندوق أو من يفوضه فى ذلك نيابة عنه على النموذج الذى يعده لهذا الغرض، مرفقاً به وصف العقار وموقعه إذا لم يكن ضمن المشروعات المتاحة بالصندوق ومستندات ملكيته، وكذلك شهادة من أحد خبراء تقييم العقارات بإقرار الثمن المعروض، وشهادة بإثبات صافى الدخل السنوى للطالب، إضافة إلى أى مستندات أخرى يطلبها الصندوق، كما تقضى بأن أنشطة التمويل العقارى هى للاستثمار لأغراض السكن، والوحدات الإدارية، والمنشآت الخدمية، ومبانى المحال المخصصة للنشاط التجارى، والحالات التى يقبلها الممول لإتاحة التمويل العقارى مع تقديم ضمان كحق الامتياز على العقار أو رهنه رهناً رسمياً.