واصلت البورصة الأمريكية الهبوط الأسبوع الماضي، رغم سلسلة من البيانات الاقتصادية القوية عززت وجود الولاياتالمتحدة كأكبر قوة اقتصادية فى العالم أهمها تحقيق أقوى نصف عام من النمو خلال 10 سنوات كاملة، مدفوعة بتراجع قطاع التكنولوجيا، وحالة الترنح التى تشهدها أسعار خام برنت. وهبط مؤشر داو جونز الصناعى بنحو 733 نقطة ليغلق بنهاية تعاملات الثلاثاء الماضى على 17068.94 نقطة مقابل 17801.46 نقطة الأسبوع السابق عليه، وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز» 500 بواقع 87 نقطة ليبلغ مستوى 1972.78 نقط مقابل 2059.76 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها. ونزل مؤشر ناسداك المجمع الذى تغلب عليه أسهم التكنولوجيا بنحو 219 نقطة ليبلغ مستوى 4547.83 نقطة مقابل 4766.47 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها. يأتى ذلك، بينما انتعش الاقتصاد الأمريكى فى الربع الثالث بفضل تزايد إنفاق المستهلكين واستثمارات الأعمال، وقفز إجمالى الناتج المحلى بنسبة 3.9٪ فى الربع الثالث، مقابل تقديرات ب 3.5٪ كما تراجع العجز التجارى الأمريكى بوتيرة أبطأ من المتوقع، حيث قالت وزارة التجارة الأمريكية إن العجز التجارى انخفض 0.4٪ إلى 43.4 مليار دولار، مما أدى إلى تعديل العجز فى ميزان التجارة فى سبتمبر ورفعها ل 43.6 مليار دولار. يأتى ذلك، بينما زادت الواردات 0.9٪ لتسجل مستوى قياسيًا بقيمة 241 مليار دولار، فيما سجلت الواردات من المنتجات البترولية أدنى مستوى لها منذ نوفمبر 2009، مدعومة بطفرة فى الطاقة المحلية ساعدت الولاياتالمتحدة على خفض اعتمادها على النفط الأجنبى وهو ما خفف الضغط على العجز التجاري، خصوصًا أن الصادرات الأمريكية ارتفعت بنسبة 1.2٪ لتبلغ 197.5 مليار دولار. من جانبه، توقع وليام دادلى رئيس بنك الاحتياطى الاتحادى أن ينمو الاقتصاد الأمريكى بمعدل يتراوح بين 2.5 و3٪ العام القادم، بينما قال رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض جيسون فورمان إن الاقتصاد الأمريكى شهد تحسناً كبيراً فى عام 2014، مسجلا رقما قياسًيا متمثلا فى أطول سلسلة من نمو الوظائف فى القطاع الخاص على مدى 57 شهرا. وأوضح أن الاقتصاد الأمريكى أخذ خطوة كبيرة على طريق التعافى فى عام 2014، الذى سجل خلاله رقما قياسيا فى أطول سلسلة من النمو فى وظائف القطاع الخاص، على مدى 57 شهراً متتالية ولايزال مستمراً. فى المقابل، تسود تقارير سلبية حول أداء الاقتصاد العالمي، من أهمها إعلان البنك المركزى الصينى أن النمو الاقتصادى فى البلاد قد يتباطأ إلى 7.1٪ العام المقبل، مقارنة مع 7.4٪ هذا العام، وذلك بفعل ضعف القطاع العقاري. وأشار التقرير إلى أن نمو الطلب العالمى قد يعزز الصادرات، لكن ليس بدرجة كافية لتعويض ضعف الاستثمار العقاري، مرجحًا أن تنمو الصادرات 6.9٪ فى العام المقبل مقارنة مع 6.1٪ فى العام الجاري، على أن يتسارع نمو الواردات إلى 5.1٪ العام المقبل مقارنة مع 1.9٪ فى العام 2014 . وفى ذات السياق، خفض البنك المركزى الألمانى توقعاته لنمو أكبر اقتصاد فى أوروبا، متوقعا أن يتراجع نمو الاقتصاد الألمانى إلى 1٪ العام المقبل وليس بمعدل 2٪ كما يتوقع من قبل أن يستعيد الزخم لينمو بنسبة 6.1٪ فى 2016، وليس بمعدل 8.1٪ كما كان يتوقع من قبل. كان اقتصاد ألمانيا قد سجل خلال الربع الثالث من العام الحالى نموًا بمعدل 1.0٪ من إجمالى الناتج المحلى بعد انكماشه بمعدل 1.0٪ خلال الربع الثاني. وبينما سجل نمو أسعار المساكن فى بريطانيا الشهر الماضى أدنى مستوى له فى 18 شهرًا، خفضت وكالة التصنيف الائتمانى فيتش تصنيف فرنسا وذلك بسبب مشكلات وضع الميزانية وضعف نمو الاقتصاد الفرنسى الذى لايزال ينمو بمستوى أقل من معدل دول منطقة اليورو، وذلك للمرة الأولى منذ أربعة أعوام، متوقعة أن يبلغ نمو الناتج المحلى الإجمالى لفرنسا 0.4٪ فى 2014، و0.8٪ فى 2015 وهو العام «الذى سيدعم فيه تراجع قيمة اليورو وأسعار النفط النمو بعض الشيء». ومع تلك التطورات خفض «المركزى الأوروبي» توقعاته لنمو منطقة اليورو فى عام 2014 إلى 0.8٪ ثم 1٪ فى 2015، و 1.5٪ فى عام 2016، وذلك مقارنة بتوقعات سابقة صادرة فى سبتمبر عند 0.9٪ للعام الجارى. وحقق الاتحاد الأوروبى نموًا بنسبة 0.2٪ فى الربع الثالث من العام الجاري، بينما سجل معدل التضخم السنوى فى المنطقة 0.3٪ خلال شهر نوفمبر الماضى مقارنة ب 0.4٪ فى أكتوبر فى 2014 .