تراجعت أرباح شركات مواد البناء والتشييد العاملة في البورصة المصرية خلال النصف الأول من العام الحالي, فيما تزايدت أرباح الشركات العقارية مع انطلاق مبادرة التمويل العقاري والنشاط الكبير في بيع الوحدات السكنية, ليسجل القطاعان أرباحا صافية نحو ملياري جنيه. وبلغت أرباح نحو17 شركة عاملة بسوق مواد البناء والتشييد أرباحا مجمعة نحو1.12 مليار جنيه, خلال الفترة المنتهية بنهاية شهر يونيو الماضي,1.3 مليار جنيه خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. من جهة أخري, حققت الشركات العقارية المقيدة بالبورصة المصرية انتعاشا في أرباحها الصافية خلال الأشهر الستة الأولي من عام2014 الحالي بعدما سجلت18 شركة من أصل22, أرباحا صافية تبلغ873 مليون جنيه, مقابل644.5 مليون خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. وجاءت شركة' السويس للأسمنت' في مقدمة الشركات التي تتبع قطاع مواد البناء من حيث تحقيق الأرباح بعدما سجلت صافي ربح بلغ312 مليون جنيه مقابل صافي ربح388.7 مليون جنيه عن الفترة المماثلة من العام السابق, تلتها شركة مصر للأسمنت' قنا', التي حققت صافي ربح بلغ165.3 مليون جنيه مقابل144.9 مليون جنيه خلال الفترة ذاتها من العام السابق, بزيادة في الأرباح تبلغ14%. في سياق متصل, جاء في مقدمة الشركات العقارية الأقوي من حيث نتائج الأعمال المجمعة, في السوق المصرية خلال النصف الأول من عام2014, مجموعة طلعت مصطفي القابضة التي حققت أرباحا صافية تبلغ351.541 مليون جنيه مقابل312.7 مليون جنيه خلال الفترة ذاتها من العام السابق. واحتلت شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار' سوديك' المرتبة الثانية, في شركات العقارات, من حيث نتائج أعمالها إذ سجلت صافي ربح بلغ30.816 مليون جنيه, إلا أن أرباحها تراجعت بشكل كبير مقارنة بالفترة ذاتها من عام2013 الماضي الذي سجلت فيه73.26 مليون جنيه. وتعتبر الشركة المصرية لتطوير صناعة البناء( ليفت سلاب مصر) من الشركات القليلة التي سجلت خسائر في قطاع التشييد ومواد البناء بعدما سجلت صافي خسارة205,2 مليون جنيه مقابل صافي ربح قدره71,51 ألف جنيه خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. ولم تعلن شركة' بالم هيلز' للتعمير, التابعة لقطاع العقارات, عن نتائج أعمالها عن الأشهر الستة الأولي من العام الحالي حتي وقت كتابة تلك السطور, لكنها سجلت في الربع الأول من العام الحالي أرباحا صافية تبلغ49.8 مليون جنيه مقابل45.5 مليون جنيه للفترة المقابلة من العام الماضي. كما لم تعلن شركتا' البويات والصناعات الكيماوية المصرية( باكين)' و'أكرو مصر للشدات والسقالات المعدنية', المقيدتان بقطاع التشييد ومواد البناء' عن نتائج أعمالهما للنصف الأول من العام الحالي حتي الآن. يأتي ذلك بينما تكبدت أربع شركات في قطاع العقارات هي( شركات الإسماعيلية الجديدة للتطوير والتنمية العمرانية ومينا للاستثمار السياحي والعقاري والوطنية للإسكان للنقابات المهنية, والخليجية الكندية للاستثمار العقاري العربي) خسائر تناهز10.11 مليون جنيه خلال الفترة ذاتها. وبالنسبة لشركات المقاولات المقيدة ببورصة النيل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة فجاءت نتائج أعمالها ضعيفة, حيث حققت شركتا' الأولي للاستثمار والتنمية العقارية' و'يوتوبيا للاستثمار العقاري والسياحي' أرباحا صافية تبلغ845.5 ألف جنيه, فيما سجلت شركات' الفنار للمقاولات العمومية والإنشاءات والتجارة والاستيراد', و'مرسيليا المصرية الخليجية للاستثمار العقاري', و'بورسعيد للتنمية الزراعية والمقاولات' خسائر مجمعة تقدر بحوالي393.6 ألف جنيه. وقال محمد عبد العزيز, عضو شعبة مواد البناء, إن أرباح شركات مواد البناء والتشييد لاسيما قطاع الأسمنت تراجعت بسبب الأوضاع التي شهدتها مصر خلال النصف الأول بجانب نقص إمدادات الطاقة التي تعتبر العنصر الرئيسي في الإنتاج. وأضاف أن نقص الطاقة حال دون تحقيق تلك المصانع لعنصر التشغيل الكامل, وذلك علي عكس قطاع العقارات الذي لا يحتاج للطاقة بصورة كبيرة كما تعمل شركاته في التسويق والبيع, مشيرا إلي أن شركات مواد البناء تراهن علي المشروعات الكبري التي تم تدشينها لتحقيق أرباح قياسية في الفترة المقبلة الأمر الذي سينعكس علي نتائج أعمال الشركات خلال النصف الثاني من العام الحالي. وقال المحلل المالي نادي عزام إن شركات العقارات قامت بتسويق مخزونها الراكد خلال النصف الأول من العام الحالي الأمر الذي انعكس علي نتائجها المالية وذلك بفضل مبادرات التمويل العقاري مع البنوك, مما أنعش سوق العقارات وزاد من حركة المبيعات, علي عكس قطاع المقاولات والبناء أو الإنشاءات الذي لم يتعاف حتي الآن. وشهدت الأيام القليلة الماضية اختيار70 شركة مقاولات من قطاعي الأعمال العام والخاص لتنفيذ طرق بطول3159 كيلومترا تمثل المرحلة الأولي من شبكة الطرق الجديدة التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي, بإجمالي أطوال تبلغ24 ألف كيلو متر وتعتبر أضخم شبكة طرق علي مستوي الجمهورية, التي من المقرر تطبيقها وفقا للمواصفات العالمية, وبأعلي مستوي من الجودة وأقل تكلفة وفي أسرع وقت ممكن. وتوقع عزام أن تحقق الشركات العقارية انتعاشا أكبر في أرباحها خلال النصف الثاني من العام المالي الحالي, مع انطلاق المشروعات القومية الكبري التي تتطلب بالطبع إنشاءات جديدة, مضيفا أن مصر تشهد في الفترة الحالية تدشين مشروعات قومية كبري, الأمر الذي ينعكس علي الشركات العقارية الكبري بصورة أكبر من الصغيرة. ورجح أن يشهد قطاع مواد البناء طفرة كبيرة في النصف الثاني من عام2014 الحالي, مع النصف الأول لعام2015 المقبل, وذلك مع تدشين شبكة طويلة من الطرق بجانب مشروعات كبيرة للتعمير في مقدمتها تنمية قناة السويس واستصلاح مليون فدان الذي سيتطلب أيضا إنشاء وحدات سكنية ومرافق.