تلقي الأزمة المالية الحادة التي يواجهها عدد كبير من المصريين هذه الايام بآثارها السلبية علي موسم الحجم القادم. فالصراع الذي كنا نشهده كل عام من أجل الفوز بتأثيره لم يعد موجودا وانقلب الوضع بعد أن أصبحت شركات السياحة هي التي تطارد الزبائن. أما المفاجأة الاكبر فهي انخفاض الأسعار رغم ارتفاع تكلفه خدمات الحج ورغم انخفاض حصة مصر من التأشيرات. بعض المتعاملين في بيزنس الحج يعيدون تراجع الاسعار واقبال هذا العام بسبب مرض كورونا المنتشر في السعودية لكن معظم هؤلاء المتعاملين يجمع علي أن الأزمة المالية ونقص السيوله في أيدي الناس هي السبب الرئيسي في ذلك. مصطفي عبد اللطيف رئيس قطاع الشركات بوزارة السياحة نفي ان يكون لمرض الكورونا المنتشر حاليا في السعودية دخل في هذا الانخفاض مشيرا إلي أن المرض لم يعلن عنه كوباء سواء من وزارة الصحة المصرية أو وزارة الحج السعودية, وارجع الانخفاض إلي الحالة الاقتصادية والأزمات المالية التي تواجه المصريين في الأوقات الراهنة, إضافة إلي تدخل الوزارة للحد من ظاهرة تداول التأشيرات بين الشركات, وكذلك تطبيق نظام القرعة, مشيرا إلي أن وزارة السياحة وضعت ضوابط لأول مرة هذا العام لتحكم العلاقة بين الحاج وشركات السياحة تحدد مسئولية كل منهما اهتماما براحة الحجاج. ويبلغ عدد الشركات العاملة في مجال السياحة حاليا نحو2240 شركة منها2000 شركة تعمل في الحج والعمرة, وفي السنوات السابقة كانت تأشيرات الحج توزع بنظام الحصص علي الشركات حسب مستوي الشركة الذي يتحدد بعدد سنوات الخبرة. وكان يحدث أن بعض الشركات تحصل علي تأشيرات ولا تستخدمها فتبيعها لشركات أخري حتي وصل سعر التأشيرة الواحدة إلي15 ألف جنيه, واستمر هذا الحال حتي بدأنا ما يسمي' القرعة' منذ عامين بعمل سقف للشركات يسمح لهم بتجميع عدد محدد من جوازات الراغبين بالحج, ومنها تحدد نسبة التأشيرات لكل شركة حسب مستوي الخبرة ليصبح طلب التداول علي التأشيرة بمبلغ2000 جنيه هذا العام, وذلك رغم انخفاض حصة التأشيرات لمصر التي تبلغ62145 تأشيرة بدلا من78135 تأشيرة لتوسعة الحرمين الشريفين منها29145 تأشيرة للحج السياحي,19 ألف تأشيرة لوزارة الداخلية, عشر الاف تأشيرة للجمعيات, وحوالي4000 تأشيرة يخصصها مجلس الوزراء للنقابات والمؤسسات والهيئات والوزارات في مصر. وحول أسعار الحج السياحي هذا العام يقول مصطفي عبد اللطيف ان سعر البرنامج بدون تذكرة الطيران للمستوي الأول5 نجوم يبلغ49 ألف جنيه بانخفاض عن العام الماضي الذي بلغ50 ألف جنيه, وسعر البرنامج المستوي الأول5 نجوم صف ثاني47 ألف جنيه, وأسعار برامج الحج4 نجوم بدون طيران صف أول بسعر39 ألف جنيه, وبذلك انخفضت عن العام الماضي الذي بلغ41 ألف جنيه, وسعر البرنامج4 نجوم بدون طيران صف ثاني بسعر37 ألف جنيه هذا العام. أما الحج الاقتصادي طيران فبلغ سعره هذا العام20 ألف جنيه يضاف إليه تذكرة طائرة تتراوح ما بين4000 جنيه و6000 جنيه مقارنة بالعام الماضي الذي بلغت22 ألف جنيه بدون تذكرة طائرة. أما أسعار الحج البري5 نجوم فيبلغ22500, والبري4 نجوم21500 جنيه, والبري3 نجوم بمبلغ20500 جنيه لهذا العام. وحول الأسباب التي أدت إلي انخفاض سعر الحج هذا العام يقول إن وزارة السياحة رفعت سقف فرص تقديم الجوازات للشركات بأعداد أكثر من العام الماضي, وبتطبيق نظام القرعة الحالي تم الحد من مسألة بيع التأشيرات من الشركات غير الجادة للشركات الجادة التي لديها طلبات كثيرة للحج بدون تأشيرات فانخفض ثمن بيع التأشيرة العام الماضي لتتراوح بين7000 جنيه و4000 جنيه في حين انخفضت هذا العام إلي2000 جنيه, وهو ما يتحمله الحاج عند شراء البرنامج, إذ يدفع مبلغا للتأشيرة بدون أن يحصل في مقابله علي خدمة. وبالتالي نجحنا في تخفيض سعر التأشيرة مما أدي لخفض سعر برنامج الحج بحوالي1000 جنيه في برنامج4 و5 نجوم,500 جنيه في الحج البري, و700 جنيه في الحج الاقتصادي طيران, وأعتقد أن هذا المبلغ قد يساعد الحاج في شراء' الهدي' وسنظل نرفع سقف التأشيرات حتي نصل إلي الحج المفتوح. بعد تخفيض مستمر لمدة تصل إلي4 سنوات علي الرغم من ارتفاع أسعار الدولار والريال وهي العملات التي تستخدم لسداد تكلفة الخدمات المتعلقة بالحج ومنها الطواف. ويضيف أن وزارة السياحة وضعت ضوابط جديدة لأول مرة هذا العام تلتزم بها الشركات للحد من تلاعب البعض في نسبة الاستبدال, فكل شركة يحق لها استبدال10% من الفائزين فعلا بالقرعة بأسماء من قائمة الانتظار. فتقوم بعض الشركات بإضافة أسماء وهمية وتقديم شهادات مرضية مزورة بعد فوزهم لاستبدالها بآخرين من قائمة الانتظار. فهذا العام سيمنع الاستبدال إلا في حالات محددة وهي حالات الوفاة, والمرض العضال, وحالات قيد الحرية بحكم قضائي نافذ. ومن الضوابط الجديدة التي وضعتها وزارة السياحة لأول مرة هذا العام ما يسمي' جدية حجز' بمبلغ3000 جنيه يسددها المواطن للشركة عند تسجيل اسمه في القائمة وذلك لنخفض عدد غير الجادين. علي أن يستردها بعد أسبوع في حالة عدم فوزه بالقرعة. وكذلك لأول مرة هذا العام يتم إبرام عقد بين المواطن والشركة يحدد فيها مسئوليات الشركة وتفاصيل البرنامج والتفاصيل المالية منها سداد مبلغ المقدم وسياسة الاعتذار. فالمواطن الذي يعتذر عن عدم السفر بعدما أصابته القرعة لا يسترد المبلغ الذي دفعه لأن الوزارة تسحب التأشيرة من الشركة التي ستخسر الربح الذي كانت ستحصل عليه. أما إذا اعتذر بعد حجز الشركة للفندق والطيران وتعاقدت علي خدمات الطوافة وغيرها فتخصم كل هذه الخدمات فيما عدا الجزء المسترد من مبلغ تذكرة الطائرة. وأيضا تم الغاء الحج3 نجوم هذا العام لأنه بالرغم من ضعف مستواه واقترابه من الحج الاقتصادي فإن سعره يبلغ37 ألف جنيه. ومع الغائه زاد عدد تأشيرات الحج الاقتصادي طيران إلي7500 تأشيرة بدلا من5000 تأشيرة العام السابق, وأصبح اجمالي تأشيرات الحج الاقتصادي طيران وبري17500 تأشيرة تمثل حوالي60% من اجمالي الحصة المخصصة لقطاع السياحة. وسوف تستمر هذه لمدة3 سنوات علي الأقل بدلا من وضع ضوابط جديدة كل عام, مع رفع سقف الحد الأقصي لتسجيل الجوازات المقدمة من الشركات بشكل تدريجي لتستطيع الشركة توفيق أوضاعها واكتساب الخبرة الكافية من اندماجها في الشركات الكبيرة في تنفيذ الحج. وكذلك قامت الوزارة لأول مرة هذا العام بإعطاء فرصة لمن تقدم للحج العام الماضي ولم تصبه القرعة أن يحصل علي فرصة التسجيل مرة أخري لإتاحة فرصة أكبر له. ويعترض عاطف عجلان صاحب شركة سياحة علي نظام القرعة لأنه يطلب تسجيل180 جواز سفر وبعد القرعة أحصل علي نسبة قد تصل إلي20 تأشيرة سفر, فأواجه مشكلة مع الحجاج عند رد الجوازات ومبلغ3000 جنيه جدية حجز التي تكون سلمت لصندوق وزارة السياحة. وأضاف أن بيع وشراء التأشيرات استمر العام الماضي, وذلك لتضرر شركات السياحة من النظام الجديد بالقرعة فبينما كنت أحصل علي12 تأشيرة حج بنظام الحصص, حصلت علي8 تأشيرات فقط لعدم استطاعتي تجميع90 جواز سفر العام الماضي, وأري أن الحل لتلافي تداول وبيع التأشيرات بين الشركات هو تخفيض سعر البرنامج, مما يصعب علي الشركة شراء تأشيرة بمبلغ10 آلاف جنيه لأنه في هذه الحالة سيكون ربح الشركة صفرا, وعودة نظام الحصص مرة أخري لتلافي المشاكل مع الحجاج التي لم تصبها القرعة السياحية. يقول إيهاب عبد العال عضو لجنة السياحة الدينية وأمين صندوق غرفة شركات السياحة عن أسباب انخفاض اسعار الحج هذا العام أن فتح سقف تسجيل الجوازات للشركات حسب مستوياتها نتج عنه انخفاض في تداول التأشيرات بينها بنسبة5%, فانخفض سعر برنامج الحج4 و5 نجوم بمبلغ2000 جنيه, والحج الاقتصادي طيران وبري1000 جنيه. ونتيجة لخفض السعر والخدمة المميزة فقد نجحنا العام الماضي في الحصول علي7000 تأشيرة حج من حصة وزارة الداخلية أضيفت إلي تأشيرات الحج السياحي وأصبح السعر للحج السياحي أقل من سعر وزارة الداخلية بمبلغ600 جنيه. وسوف نرفع سقف التسجيل لجوازات الحجاج في الشركات كل عام بنسبة20% للحج السياحي,10% للحج الاقتصادي بالقطاع السياحي حتي تنعدم قيمة تداول التأشيرة. وهذا في صالح المواطن وصالح الشركات الجادة التي تعمل في مجال الحج والعمرة والتي يصل عددها حوالي500 شركة من اجمالي2240 شركة. ويري باسل السيسي عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة والسفر ورئيس اللجنة الاقتصادية بالغرفة أن أسباب انخفاض أسعار الحج السياحي هذ العام هو رغبة أعضاء الغرفة في زيادة أعداد الحج الاقتصادي, وكذلك بعد السكن عن الحرم الشريف نتيجة التوسعات التي تحدث في مكةالمكرمة فانعكس ذلك علي خفض سعر تكلفة السكن وخفض أسعار البرنامج. ويري باسل أن النسبة المقدمة من الحجاج هذا العام أقل بنسبة40% عن العام الماضي نظرا للظروف الاقتصادية, وخاصة ما حدث للشركات من تعثر في السداد لما واجهته من خسائر في العام الماضي نظرا للتعليمات المفاجئة وغير المتوقعة من وزارة الحج السعودي.