ينطلق مع شهر سبتمبر سنويا موسم حصاد البلح الذى يمثل قيمة اقتصادية كبرى ومصدر رزق واسعا حيث تعتمد على زراعته قرى ومحافظات كثيرة وتتصدر زراعته مساحات كبيرة يمكن الاستفادة منها للاستهلاك المحلى والتصديرى وتمتاز التمور باحتوائها على العديد من الفيتامينات والأملاح المعدنية كما يمكن الاعتماد عليها كغذاء كامل، ويستخدم أيضا نخيل البلح فى صناعة الأخشاب وتتنوع أصنافه العديدة ومنها البلح السيوى الذى يتم تصديره بنسبة تصل إلى 80% وتعد إنتاجية هذا النوع من البلح كبيرة حيث يمثل اعلى نسبة تصديرية على مستوى باقى الأنواع الأخرى من البلح أما اجمالى نسبة تصدير باقى أنواع البلح فتصل إلى 20% . أما إنتاج البلح الجاف «الإبريمي» فيصل إلى 500 ألف طن وتشتهر محافظة الوادى الجديد وأسوان بإنتاجية هذا النوع من البلح .. ومع كل هذه الايجابيات، يعانى موسم البلح هذا العام من ازمة كبرى تتمثل فى اصابة مساحات كبيرة بمرض « سرطان» النخيل الذى ادى الى تناقص الانتاج هذا العام بنسبة 30% . يؤكد نعيم ناشد تاجر أن اجمالى الإنتاج العام الماضى لسوق البلح وصل إلى 600 ألف طن ويتوقع أن يقل هذا الموسم بنسبة 30% بسبب مرض سرطان النخل. ويشير إلى أن المزارع يعانى من السوسة او ما يعرف ب « سرطان النخيل « التى تتسبب فى إهدار العديد من أطنان البلح، ولمحاربة هذه السوسة يقوم الفلاحون ببعض الأساليب التقليدية لمقاومتها على مستوى فردى، مطالبا بتدخل الدولة لمحاربة هذه السوسة على المستوى المحلى وبشكل كبير وسريع موضحا خوفه الشديد من تدهور ثروة النخيل نتيجة هذا الإهمال الكبير فى كيفية علاج ومقاومة الأمراض التى تصيبه نتيجة وجود هذه السوسة المتسببة فى مرض سرطان النخل، مطالبا وزارة الزراعة بالتوعية والعلاج الفعال والسريع حيث يعد النخل محصولا قوميا لمحافظة أسوان وأصبح الإنتاج اليوم يقل تدريجيا عما كان بسبب ظهور أمراض جديدة لا تلقى اهتماما من الدولة لمحاربتها أما عزيز عزت رئيس رابطة البلح فيضيف أن متوسط اجمالى إنتاجنا من البلح فيصل إلى 500 الى 600 ألف طن سنويا ويوجد 25 مليون نخلة فى قناوأسوان فقط. ويؤكد أن أكثر من 80% من إنتاج الوادى الجديد والواحات الخارجة يتم تصديره لأوروبا وفرنسا واسبانيا وله شهرة عالمية و5% من البلح الناشف يصدر للدول العربية أما الاستيراد فنسبته ضئيلة جدا لا تتعدى ال5% ويتم استيراد البلح العراقى والسعودى، مضيفا أن البلح هو الاقتصاد القومى لمحافظة أسوان ويصيب المرض النخل بنسبة تصل إلى 60% فى متوسط 5000 نخلة . أما بالنسبة للأسعار فيقول عبد القادر مسكين مزارع بلح من ادفو إن سوق البلح من الأسواق التى تشتهر بأسعارها المرتفعة خاصة لارتباطها بموسم رمضان وتتراوح أسعاره فى أسواق الجملة ما بين 6 الى 8 جنيهات ومتوسط أسعار اغلب الأنواع 7 جنيهات أما داخل السوق المحلى فتتراوح أسعاره من 9 الى30 جنيها . وأشار عبد القادر إلى أن إنتاجية النخلة الواحدة تصل إلى 150 كيلو بلح للنخلة الواحدة قابلة للزيادة إذا اعتدلت الظروف المناخية، مشيرا إلى انه يتم تخزين البلح لمدة طويلة قد تصل لعشر سنوات عن طريق تبخيره بمواد معينة غير ضارة بالصحة على عكس ما يطلقه البعض أن البلح يتحول الى غذاء ضار نتيجة تعرضه لعمليات التبخير وهذا الكلام غير صحيح تماما لان مفعول التبخير يختفى بعد 24 ساعة وهذه العملية تتم أيضا فى البقوليات كالفول والقمح والذرة ومصرح بها من الوزارة. ويضيف أن مرض سرطان النخيل قادم من السعودية ويأكل قلب النخلة الداخلى لذلك يجب تصدى وزارة الزراعة لمكافحة آفات النخيل. وأشار الى أن أسوان تشتهر بالبلح الأحمر والأقصر والوادى الجديد بالبلح الجاف ومحافظات سيوه والداخلة والخارجة تشتهر بالبلح النصف جاف. أما سالم على مزارع وتاجر ويملك 200 نخلة فى اسوان فيقول ان اجمالى إنتاج محافظة أسوان يصل إلى 12 مليون نخلة ويتميز محصول البلح بعدم الثبات حيث يزيد الإنتاج ويقل ما بين عام وآخر واهم أنواع النخل السكوتى والقارقودة وبرتامودا والزغلول والسيوى والحجازى واغلى أنواع البلح الشبح، مضيفا ان اغلب تجار التجزئة ينتظرون موسم الحصاد ليقوموا ببيعه بضعف سعره نتيجة الاقبال الشديد عليه ويصل سعر كيلو البلح الشبح إلى 50 جنيها وأجود أنواع البلح هو البلح البرتامودا نظرا لمذاقه المميز، مشيرا إلى انه يوجد أكثر من 20 صنف بلح و يبلغ عدد أشجار النخيل فى مصر حوالى 20 مليون نخلة وتتكلف النخلة الواحدة 40 جنيها فى متوسط المصاريف السنوية وتطرح فى المتوسط 100 كيلو وباعتبار أن سعر الكيلو 7 جنيهات ويصل إنتاج النخلة الواحدة حوالى 700 جنيه مقابل 40 جنيها تكلفة الزراعة.