التفاؤل هو السمة التي أظهرتها مؤشرات وتقارير منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة( الفاو) حول إنتاج المحاصيل الزراعية والحبوب عن الموسم الحالي والتوقعات باستمرار الزيادة في الإنتاج والاحتياطي للموسم المقبل2014. والانخفاض لايزال يلاحق أسعار السلع الغذائية العالمية فقد شهد مؤشر منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة تراجعا في الاسعار للشهر الرابع علي التوالي وقد أظهرت أحدث بيانات المؤشر الصادرة في5 سبتمبر الجاري تراجعا بمعدل1.9% عن شهر أغسطس ليصل إلي210.9 نقطة مقارنة بشهر يوليو في حين سجل المؤشر تراجعا بمعدل6% مقارنة بالاسعار في شهر ابريل. وذلك علي الرغم من انه منذ عام شهدت أسعار السلع الغذائية والحبوب ارتفاعا مطردا في الاسعار وتجاوز مؤشر( الفاو) حاجز ال260نقطة في أغسطس2012 نظرا لحالة الجفاف التاريخية التي شهدتها المناطق الزراعية الامريكية مما ساهم في تراجع المخزون والاحتياطيات بصورة غير مسبوقة وقد ساهمت أحوال الطقس السيئة التي شهدتها المناطق الواقعة حول البحر الاسود في تراجع المحصول والانتاج لاسيما المحصول الاوكراني من القمح وهو ما أسهم في حدوث الارتفاع المطرد لاسعار الحبوب الذي شمل من مدينة شيكاغو وحتي مدينة باريس ولكن منذ أن تم الاخذ في الاعتبار لزيادة الانتاج والاحتياطيات من المحاصيل للموسم الحالي فقد شهدت البيانات وفرة في المحصول والغلة ايضا تاريخية ففي يوليو أفاد مؤشر( الفاو) بزيادة غير مسبوقة في حجم المحاصيل الزراعية لتقدر بنحو2492 مليون طن منتظرة لرغبة الفلاحين الامريكيين في الاستفادة من الاسعار المرتفعة التي شهدتها المحاصيل عام2012 فقد قاموا بتخصيص ما يقرب من39 مليون هكتار لزراعة الذرة الصفراء وعلي الرغم من أن احوال الطقس شهدت بعض الاوضاع غير المواتية حيث شهد العام ربيعا ممطرا وصيفا جافا وهو ما تسبب في إشاعة قدر من المخاوف حول تقديرات المحصول هذا العام إلا أنها لم تؤثر علي توقعات منظمة( الفاو) بأن يشهد المحصول25% زيادة مقارنة بنظيره عام2012. ومنذ أن بدأ موسم الحصاد في بداية شهر سبتمبر فقد اتجهت الاسعار للانخفاض واتسم المحصول بالجودة في الارجنتين وجاءت الظروف المناخية مواتية في أوروبا وأوكرانيا مما ساهم في تراجع الاسعار العالمية وانخفض مؤشر الحبوب ليصل210.9 نقطة في أغسطس مسجلا7.2% تراجعا مقارنة بشهر يوليو2013 و19% تراجعا مقارنة بأسعار صيف2012. وأظهرت منظمة( الفاو) عاملا اخر مرضيا حيث بدأت أسواق الحبوب العالمية تسترد عافيتها حيث من المتوقع أن يصل حجم محاصيل الاسواق إلي569 مليون طن مع نهاية موسم2014 وعلي الرغم من تزايد الاستهلاك بمعدل3.2% هذا العام. وساهم انخفاض الاسعار بدوره في أن يحد من أسعار الزيوت والدهون التي انخفضت بمعدل3% في شهر أغسطس وفقا لتقديرات( الفاو) وهذا التراجع للشهر الثالث علي التوالي في أسعار الزيوت فيما عدا زيت النخيل الذي شهد قدرا من الارتفاع في أسواق جنوب وشرق آسيا وذكرت المنظمة استمرار الانخفاض في أسعار الزيوت في ظل زيادة المخزون والاحتياطي من المحاصيل في العالم. وترتبط بصورة أساسية الزيادة في مخزون الانتاج العالمي من الحبوب القفزة القوية في إنتاج الذرة الصفراء ومن المرجح أن تأتي معظم الكميات من الولاياتالمتحدةالامريكية حيث يتوقع أن يصل إنتاجها من الذرة الصفراء بنحو343 مليون طن أي يعادل25% زيادة فوق مستويات عام2012 التي تراجعت نتيجة الجفاف. وفقا لاحدث تقديرات الاستهلاك للحبوب فقد بلغ نصيب الفرد دوليا من استهلاك الحبوب نحو1094 طنا حيث بلغ استهلاكه من القمح نحو67 كجم ومن الارز57 كجم في هذا الإطار وفي نهاية فصول عام2012 من المتوقع أن ترتفع الارصدة من الحبوب علي نحو طفيف عن مستواها في يوليو ليبلغ نحو569 مليون طن نتيجة الزيادة في ناتج الذره الصفراء. نقلا عن جريدة لوموند عدد7 سبتمبر