أحمد سعد الدين فى منتصف عام 1973 جاء إلى القاهرة شاب سكندري إسمه "محمود عبدالعزيز" يبلغ من العمر 27 عاماً يعمل معيداً فى كلية الزراعة بجامعة الاسكندرية كان قد حصل لتوه على درجة الماجستير وفضل ان يقضى إجازة الصيف فى القاهرة ,ونزل ضيفاً فى بيت صديقة وزميله المؤلف الشاب "كرم النجار" وطوال أيام الإجازة كانوا يتذكرون أيام الدراسة وكيف جذبهم المسرح الجامعى الذى شهد تألق "محمود" بصفة خاصة فى أعمال شكسبير وتوفيق الحكيم وغيره من الكتاب العالمين , وفى إحدى ليالى الصيف إلتقى الصديقان بالكاتب الصحفى الكبير "نبيل عصمت" الذى أصر على حضورهم لحفل فى بيته مساء الغد , وفى الحفل حدث مالم يكن الشاب السكندري يتوقعه , حيث رآه المخرج الكبير "نور الدمرداش" وما أن نظر إلى وجهه حتى قال "هايل" هذا هو الوجه الذى أبحث عنه وعندما تجاذب معه أطراف الحديث فرح ملك الفيديو بأن الشاب عاشق للتمثيل وكان أحد أفراد فريق التمثيل بجامعة الاسكندرية فعرض عليه الإشتراك فى مسلسل يقوم بالتحضير له خلال تلك الفترة بعنوان "الدوامة" بطولة محمود ياسين ونادية الجندى وفى لحظات وافق الشاب الوسيم على المشاركة فى المسلسل لكنه لم يكن يعرف أن موافقته تلك سوف تغير مسار حياته بالكامل , حيث نجح المسلسل بشكل كبير وتسائل المشاهدين عن النجم الشاب الوسيم الذى شارك محمود ياسين ونادية الجندى.
ومنذ تلك اللحظة أصبحت إقامته فى القاهرة ولم يعد للجامعة مرة أخرى وما هى إلا أسابيع قليلة بعد عرض المسلسل حتى أرسل له المخرج الكبير "عاطف سالم" يطلبه فى دور بطولة لفيلم "الحفيد" وهو الجزء الثانى من فيلم "أم العروسة" وبدأت إنطلاقة النجم الشاب الذى أصبح هدف لكل المنتجين والمخرجين خاصة أنه يتمتع بالوسامة ووجهه يصلح للرومانسية التى غلبت على معظم أفلام السبعينيات وهو ما حدث بالفعل وشارك فى عدد كبير من الأفلام بداية من عام 1974 وحتى 1980
نقطة تحول مع بداية عقد الثمانينيات تمرد محمود عبدالعزيز على أدوار الفتى الوسيم وشارك فى العار تأليف محمود أبو زيد ومن إخراج على عبدالخالق وكان هذا الفيلم فاتحة خير بالنسبة له حيث فجر فى داخله قدرات كوميدية كبيرة أصبحت أيقونة فى أفلامه التالية وهو ما جعل المؤلف والمخرج يصنعون له ثلاثة أفلام متتالية هى العار والكيف وجرى الوحوش والتى أصبح بعدها متصدراً لشباك التذاكر ومتربعاً على عرش الكوميديا فى مصر خاصة بعد إشتراكه فى أفلام المخرج رأفت الميهي "سمك لبن تمر هندى و الشقة من حق الزوجة". لكن درة التاج بالنسبه له كان فيلم الكيت كات من إخراج داود عبدالسيد والذى ضرب الأرقام القياسية فى الإيرادات فى بداية التسعينيات , لكن بعقلية الفنان المتمرد لم يخش عبدالعزيز من لعب أدوار الشر وقدم أفلام لعب فيها دور الشرير مثل أفلام "الأبلسه والسادة المرتشون والبرىء" . وعلى مستوى الدراما قدم مسلسلات "البشاير وباب الخلق و ابوهيبه فى جبل الحلال و رأس الغول" لكن يبقى لمسلس رأفت الهجان طعم خاص عند الجمهور فى الوطن العربي حيث جسد الشخصية بإقتدار ولا يزال المسلسل يعاد حتى الآن رغم مرور أكثر من ربع قرن على عرضه الأول . وفى المسرح قدم مسرحية "خشب الورد" تأليف على سالم ومسرحية "727 " تأليف أحمد عوض وإخراج كرم مطاوع . ومن مفارقات القدر أن بداية النجم الفنية كانت عن طريق عمل درامى وهو "الدوامة" ونهاية أعماله أيضاً فى عمل درامي "رأس الغول" رغم أنه مصنف كنجم سينمائى من الطراز الأول. وبالأمس اختتمت حياة الساحر عن 70 عاماً بعد مشوار فنى طويل إمتد لأكثر من 43 عاماً قدم خلالها حوالى 84 فيلم و9 مسلسلات ومسرحيتين بالإضافة لعمل إذاعى.