عفاف الشناوى رسائل مقرصنة: موسكو: - تفضح تورط ترامب فى مشاريع اقتصادية مع روسيا - هيلارى كلينتون استخدمت بريدها الشخصى لتبادل أسرار الدولة - علاقات قوية لكلينتون مع رجال البنوك فى وول ستريت - كلينتون ستتدخل سرا فى سوريا بعد تولى الرئاسة واشنطن ترد: - قرصنة حسابات بوتين المصرفية لكشف إثرائه الفاحش من السلطة - استخدام القضاء الأمريكى لتوجيه تهم ضد بوتين وأقاربه ورفض منحهم تأشيرات دخول لأمريكا
"عند قراءة مشهد تبادل السباب بين كبار المسئولين الأمريكيين والروس يثور هذا التساؤل، ماذا يعنى أن يعلن نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن أن الولاياتالمتحدة سترد على الهجمات الروسية الإلكترونية على كبار المسئولين الأمريكيين ردا فاعلا وفى الوقت المناسب؟ فى حين يصف يورى أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسى التصريحات الأمريكية بشأن هجمات إلكترونية أمريكية محتملة ضد شخصيات روسية سياسية سياسية بأنها "وقحة ؟ هذا المشهد يعنى أن الحرب الباردة بين واشنطنوموسكو تحولت إلى حرب إلكترونية يحاول كل طرف فضح نظام الآخر وتهديد العملية السياسية داخل أراضيه، فيما يعنى أن الحرب الباردة لها ذراع إلكترونية ." قرصنة على الحزب الديمقراطى ذكر الكاتب الأمريكى ديفيد أجناشيوس فى الواشنطن بوست (لقد انتهت الحرب الباردة لتبدأ الحرب الإلكترونية بين الأمم المتنافسة، وأشار إلى اختراقات وقرصنة روسية لمواقع وأهداف أمريكية حيوية. وأشار إلى أنه فى عصر هذه الحرب الإلكترونية يبدو أن القراصنة الروس بدورهم بدأوا يعبرون الحدود، وقال إنه كانت لهم أهداف واضحة فى الأسابيع الأخيرة شملت الملفات الإلكترونية الخاصة باللجنة الوطنية الديمقراطية، أوأهم الشخصيات البارزة فى الحزب الديمقراطى فى الولاياتالمتحدة. وأضاف أن أهداف القراصنة الروس الأخرى شملت رسائل البريد الإلكترونى الخاص بوزير الخارجية الأمريكية الأسبق كولن باول، إضافة إلى تلك المتعلقة باختبارات العقاقير والمنشطات الخاصة بكبار الرياضيين الأمريكيين. وأشار الكاتب إلى أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تدرس كيفية الرد على هذا الهجوم الإلكترونى الروسي، وأن هناك انقساما بين الصقور والحمائم فى الولاياتالمتحدة بهذا الشأن، كما هى حالهم فى المناقشات الإستراتيجية. واستدرك قائلا( لكن الحكومة الأمريكية تعترف بأن معلومات إلكترونية حيوية خاصة بها قد تعرضت للسرقة، الأمر الذى من شأنه إلحاق الضرر بأهداف أمريكية وإلى زعزعتها، وأن هذا يعد أمرا غير مقبول. وأشار إلى طبيعة العلاقات الروسية - الأمريكية، خصوصا ما يتعلق بالسياسات الخارجية التى يتبعها كل طرف ضد الآخر، وقال إن الولاياتالمتحدة تدعم جماعات تناصر الديمقراطية فى روسيا، لكنها تشكل تحديا لسلطة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. وأوضح أن واشنطن ترى أن حملاتها هذه داخل روسيا، تأتى من زاوية حرية التعبير ومن باب حقوق الإنسان على المستوى العالمي، مضيفا أنه بالنسبة للكرملين المتسم بجنون العظمة والمتعطش للسلطة، فيعتبرها شكلا من أشكال الحصول على المعلومات الاستخبارية. وقال إن المسئولين الروس ينكرون تدخل بلادهم فى السياسة الأمريكية، لكن بعض تعليقاتهم توضح أنهم يعتقدون أن أمريكا هى التى أطلقت النار أولا فى هذه المبارزة لزعزعة الاستقرار السياسى بين الطرفين. وأشار الكاتب إلى العديد من البدائل المتاحة أمام الأمريكىين للرد على روسيا فى هذا المجال، ممايعنى تصعيد الحرب الإلكترونية بين الجانبين . فى السياق نفسه، أفادت قناة "إن. بى. سى" الأمريكية نقلا عن مصادر مطلعة فى الاستخبارات الأمريكية، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تحضر لهجوم إلكترونى غير مسبوق ضد روسيا، وذلك بأمر من الإدارة الأمريكية، وحسب معلومات المصادر، فإن الهجوم سيستهدف عددا من كبار المسئولين الروس. وجاء أول رد أمريكى باعتراف وزارة الخارجية الروسية بأن أحد مواقعها على الإنترنت تعرض للقرصنة، وأوضحت أن الخبراء ما زالوا يعملون على تحديد المصدر. وجاء هذا الاعتراف بعد ساعات من إعلان قرصان أمريكى على تويتر، أنه المسئول عن قرصنة موقع للخارجية الروسية. وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الموقع الذى تعرض للقرصنة "هو موقعنا القديم الذى توقفنا عن استخدامه منذ زمن طويل. ويعمل خبراء على تحديد مصدر القرصنة". وأوضحت زاخاروفا أن هذا الموقع يتعرض لهجمات منذ عام 2013، فى حين أن الموقع الفعلى للخارجية كان يعمل بشكل طبيعى . يُذكر أن القرصان الأمريكى "ذى جستر" شن هجمات معلوماتية على موقع ويكيليكس عام 2010. وراء الكواليس وخلف هذا المشهد فإن وراء الكواليس صراعات بين الجانبين على الهيمنة، حيث أكد الرئيس بوتين فى كلمته أمام منتدى (روسيا تنادى) أن بلاده قلقة بسبب تدهور العلاقات مع الولاياتالمتحدة لكن ذلك لم يكن اختيار روسيا . وأنه يرى أن سياسات نظيره الأمريكى أوباما تقوم على (الإملاءات والشروط) لا على الحوار والحلول الوسط. ويرجع ذلك إلى اتساع الخلافات بين الجانبين بشأن الأزمة السورية والدرع الصاروخية الروسية فى بولندا، وكذلك الأزمة فى أوكرانيا، وصولا إلى الانتخابات الأمريكية التى تريد روسيا لرجل الأعمال دونالد ترامب الفوز بها بسبب مصالحه ومشروعاته الاقتصادية مع روسيا، مما يعتقد الجانب الأمريكى أنه تدخل فى شئونها الداخلية . ويبدو أن التعنت الأمريكى تجاه موسكو يرجع إلى أن كل الإدارات السابقة قبل سقوط الاتحاد السوفيتى، اعترفت بأن هناك قوة عظمى ثانية أمام الولاياتالمتحدة، فى حين ترفض إدارة أوباما هذا الطرح، وتصمم على أنه لا يوجد سوى قوة عظمى واحدة فى العالم من حقها القرصنة الإلكترونية على الآخرين والتدخل فى شئون الآخرين، دون أن تذوق من نفس الكأس !! تورط ترامب وفى مقال آخر تساءل عن مدى تورط ترامب مع روسيا؟ ذكر الكاتب جورج إف. ويل، أن بوتين مهتم بالانتخابات الأمريكية بشكل مساو لاهتمام ترامب وبعض مساعديه بالأموال الروسية. وأضاف الكاتب أنه لا أحد يعلم حتى الآن حجم تورط ترامب مع موسكو، لكن من المؤكد أنه يخفى شيئا أكبر من دليل مزعج له، وأن كل التكهنات بشأن هذا الأمر يبررها رفض ترامب الكشف عن أعماله التجارية معها وضرائبه. وأوضح أن بإمكان ترامب وقف هذه التكهنات بالكشف عن المعلومات، لكن إذا استمر فى التستر على ضرائبه وأعماله، فإن هذا يعنى أنه وجد أن التكهنات أخف ضررا عليه من الحقيقة، وهذه بحد ذاتها معلومات مهمة. ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» مقالا بعنوان «الحرب المعلوماتية الروسية ضد أمريكا» جاء فيه أن موسكو حققت انتصارا آخر لم تستطع أمريكا الرد عليه، وحذر الكاتب من مفاجآت فى الطريق قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبين أن لدى بوتين مخزونا هائلا من الرسائل المقرصنة، ويتمتع بقدرة عالية على التوقيت الذكى للضرب بها. الانتقام من هيلارى "وأضافت وول ستريت جورنال: من الصعب تخيل أى شيء أكثر إحباطا للأمريكيين من نشر روسيا رسائل تجريمية، رفضت هيلارى كلينتون الكشف عنها حتى بموجب أمر من محكمة أمريكية "تتعلق باستخدامها لبريدها الإلكترونى الشخصى فى تبادل أسرار الدولة أثناء عملها كوزيرة للخارجية، ممايعنى تعريض الدولة للخطر وأعمال القرصنة . علاوة على نشر ثلاث نسخ من خطب مدفوعة الأجر لكلينتون، ألقتها لمصلحة بنك جولدمان ساكس، والتى ترفض حملة كلينتون الكشف عنها منذ فترة طويلة. وتكشف هذه الخطب عن علاقة كلينتون الودية مع المديرين التنفيذيين للبنك الاستثماري، وهو الأمر الذى على الأرجح لن يقلل من المخاوف بين الديمقراطيين بشأن علاقة كلينتون المقربة بالمؤسسات الاقتصادية الكبرى فى وول ستريت. وفقا لأحدث التسريبات لرسائل البريد الإلكتروني، فقد قالت كلينتون فى مؤتمر نظمه بنك جولدمان ساكس إنها ترغب فى التدخل سرا فى سوريا .. وجاء هذا التصريح فى رد كلينتون على سؤال من الرئيس التنفيذى للبنك لويد بلانكفين فى عام 2013، بعد أشهر من مغادرة منصبها كوزيرة للخارجية .. وقالت كلينتون لموظفى البنك فى ساوث كارولينا، والذى دفع لها نحو 225 ألف دولار لإلقاء خطاب: "وجهة نظرى هى أن يتدخل الأمريكان سرا بأكبر قدر ممكن .." و أن ما يقلق المسئولين الأمريكىين هو أن بوتين ربما يتدخل للتأثير فى الانتخابات الأمريكية "قبل وقت قليل من تنظيمها" بنشر أخبار كاذبة، أو زعزعة استقرار الأسواق المالية، وللانتقام من هيلارى كلينتون التى دعمت المنشقين الروس فى الانتخابات الروسية عامى 2011 و2012، مشيرة إلى أن النظام السياسى الأمريكى مفتوح وعرضة للاستهداف . وذكرت الصحيفة أن واشنطن يمكنها أن ترد على بوتين بقرصنة حساباته المصرفية لتكشف إثراءه الفاحش من السلطة، كما يمكن أن يستخدم القضاء الأمريكى المعلومات المقرصنة هذه، لتوجيه تهم ضد بوتين وأقاربه ومحسوبيه ورفض منحهم تأشيرات دخول لأمريكا. ماذا فى جعبة بوتين؟ ومن الواضح أن لدى بوتين عددا كبيرا من الأمثلة على القرصنة الروسية خصوصا ضد أوكرانيا والدول المجاورة والتمويل السرى للأحزاب اليمينية الأوروبية ورشوة الصحفيين، وإقامة شبكات الدعاية الإلكترونية، لكن ما السر واء استخدام بوتين هذه الأساليب لزعزعة استقرار الخصوم؟ لأن هذا الأسلوب المخابراتى أثبت فائدته مع الخصوم، ولأنه مستتر ويمكن نكرانه، ولأن المستهدف به فى الأغلب لا يستطيع الرد. وأشارت الكاتبة آن أبليبوم فى الواشنطن بوست، إلى الكيفية التى يمكن لروسيا من خلالها إحداث كارثة فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وقالت إن هناك خطة سرية روسية لتعطيل هذه الانتخابات المزمع إجراؤها فى نوفمبر المقبل. وأوضحت أن الولاياتالمتحدة تحقق فى خطة روسية سرية لاختراق نظام الانتخابات، واستدركت بالقول إن هذه الأنباء بدأت تتكشف، مما يدل على أنها لم تعد سرية. وقالت إن طبيعة هذا السيناريو الذى قد تتبعه روسيا يحتاج إلى توضيح، خصوصا أن معظم الناس غير مدركين لطبيعة هذه اللعبة الخطيرة التى لم يعهدوها فيما مضى، فى ظل عدم متابعتهم الأخبار السياسية المتعلقة بأوروبا الوسطى أو أوكرانيا غالب الأحيان. وقالت إنه قياسا على ما تقوم به روسيا من تكتيكات فى بلدان أخرى، وعلى افتراض أنها ستلعب نفس الدور هذه المرة فى الولاياتالمتحدة على مستوى أكبر أو أقل، فإن الولاياتالمتحدة قد تكون خلال الشهرين المقبلين مسرحا لبعض التوقعات. توقعات أولا: سيبقى المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب، يكرر تصريحاته المتمثلة فى أن "الانتخابات مزوة" وأن "استطلاعات الرأى كاذبة" وأنه لم يتم إحصاء الشعب، وأن الآلات الإعلامية الفاسدة القريبة من المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون تتواطأ لمنعه من تولى المنصب. ثانيا: ستواصل روسيا توزيع ونشر المواد التى سبق أن حصل عليها قراصنتها، وهاجموا من خلالها عددا من المؤسسات الأمريكية المهمة. وأن الهدف لن يكون مجرد تشويه سمعة هيلارى كلينتون وحدها، بل العملية الديمقراطية الأمريكية برمتها. ثالثا: سيحاول القراصنة الروس اختراق نظام التصويت فى الولاياتالمتحدة فى يوم الاقتراع أو قبله، وربما يكون هذا أمرا ممكنا، إذا عرفنا أن القراصنة استهدفوا بالفعل أنظمة تسجيل الناخبين فى ولاية إلينوى وولاية أريزونا، وسط توجيه مكتب الاتحاد الفيدرالى أصابع الاتهام إلى روسيا. رابعا: سيحاول الروس العبث فى الانتخابات الأمريكية فى محاولة من طرفهم لدعم ترامب وفوزه، أو ربما يحاولون تزوير الانتخابات لصالح كلينتون نفسها، وبالتالى ترك العديد من الأدلة التى تنكشف لاحقا، مما يؤدى إلى تدمير العملية الانتخابية برمتها. خامسا: وعندما يتم الكشف عن عمليات التزوير المحتملة أو المفتعلة، فإن وسائل الإعلام ستشهد حالة من الهستيريا، وذلك بالإضافة إلى التحديات القانونية والتجمعات الجماهيرية الحاشدة، مما يشكل أزمة دستورية، فينشأ الإرباك وتدبّ الفوضى فى البلاد، ويتم تقويض مكتب الرئاسة، وبالتالى انطلاق المسيرات بحيث يكون ترامب هو الرئيس فى نهاية المطاف. سادسا: بيد أن الاختراق قد يفشل، وقد لا يحصل من الأصل، لكن ما الضير فى أن تحاول روسيا هذه اللعبة الكارثية؟ سابعا: وإذا فاز ترامب، فبها ونعمت، وأما إذا فشل، فإن الأمر سيعود عليه بالمال إذا أنشأ شركة إعلامية من خلال التركيز على نظرية المؤامرة. وأيا ما قد يحدث، فإنه سيترك انعكاساته على العملية السياسية والديمقراطية فى الولاياتالمتحدة والعالم، وتعتبر الولاياتالمتحدة كلا من الصينوروسيا وإيران وكوريا الشمالية وإسرائيل من بين الدول الأكثر قدرة على تنفيذ عمليات الاختراق الإلكترونى للمؤسسات الأمريكية الحساسة.