مازال الإعلام الرياضى المصرى يبكى وينعى مقدما الإخفاق التاريخى الذى ينتظر منتخب بلاده بالغياب عن عرس بطولة كأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية على التوالي، فى حدث سلبى غير مسبوق للفراعنة الذين شيدوا 7 أهرامات شامخة فى تاريخ البطولة العتيقة بإحراز 7 ألقاب، مازال وسيظل المصريون يغردون بها طويلا خارج السرب.. علما بأن مصر مازالت تمتلك كل الأرقام القياسية وأولها أنها الأكثر مشاركة فى البطولة عبر تاريخها الممتد إلى العام 1957. اللافت للنظر أن الإعلام الرياضى المصرى مازال يبكى وينعى كل يوم منذ الهزيمة التاريخية التى منى بها منتخب الفراعنة أمام منتخب إفريقيا الوسطى 2/3 فى عقر الدار بالإسكندرية وإن غاب الأنصار فى ذهاب المرحلة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم السمراء التى تحتضنها جنوب إفريقيا مطلع العام المقبل 2013، فى الوقت الذى مازال فيه الكثير من جماهير الكرة المصرية لا تعلم حتى الآن بأمر تلك الهزيمة، وأن منتخبهم بات على شفا حفرة الغياب عن المونديال القاري، وكان الفراعنة قد غابوا عن النسخة السابقة التى أقيمت مطلع العام الحالى فى الجابون بعد تحقيقيهم لإنجاز قياسى غير مسبوق بإحراز اللقب فى 3 نسخ متتالية أعوام 2006، بالقاهرة، و2008، فى غانا، و2010، فى أنجولا.. وإذا غاب حاملو الأرقام القياسية عن جنوب إفريقيا ستكون هذه هى المرة الأولى فى التاريخ التى يغيب فيها كبير القارة وسيدها، منتخب مصر، عن النهائيات مرتين متتاليتين. والحقيقة وبرغم مرور أكثر من أسبوع على هزيمة الفراعنة، فإن الشعب المصري مازال لا يعلم شيئا عنها كون أن المباراة أقيمت وسط انشغال الشعب عن بكرة أبيه بما هو أهم، وليس هناك أهم من مستقبل مصر، من خلال الانشغال على مدار الساعة بانتخابات جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية المصرية، قبل أن ينشغل بنتائجها، ومن ثم معرفة الرئيس الخامس.. حتى إن الهزيمة التاريخية، وهى الأقسى لمنتخب مصر التى ينالها فى عقر داره على مدار التاريخ، والأولى التى يتلقاها الفراعنة على أرضهم منذ الخسارة أمام منتخب ساحل العاج بالإسكندرية 1/2 العام 2004، فى التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2006، بألمانيا.. لم تكن حتى مجال لحديث إضاعة الوقت بين أفراد الشعب، وهم يقضون ساعات طويلة فى طوابير الانتخابات. ووسط بكاء ونعى الإعلام، وتجاهل الشعب، يستعد المنتخب المصرى للمهمة الصعبة جدا التى تنتظره فى بانجي، عاصمة إفريقيا الوسطي، السبت المقبل فى مباراة الإياب الحاسمة، أمام منتخب لم يخسر على أرضه فى أى مناسبة منذ 3 سنوات متصلة، ويحتاج الفراعنة إلى الفوز بفارق هدفين على الأقل للتأهل إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من التصفيات، وهى المهمة التى ينظر إليها الكثيرون على أنها مهمة مستحيلة. ولكن الغريب فى الأمر كان التحول الرهيب فى نظرة الإعلام المصرى لمنتخب بلاده، والذى أسقطه من برجه العاجى الذى رفعه إليه بعد تحقيقه لانتصارين متتاليين فى بداية مشواره بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2014، بالبرازيل، وكان الإعلام المصرى قد أشاد وأى إشاده بالانطلاقة الرائعة للمنتخب فى تصفيات كأس العالم، والتى نجح خلالها فى أن يحقق للمرة الأولى منذ إقامة التصفيات بنظام دورى المجموعات - اعتبارا من التصفيات التى أهلت لمونديال 1998، بفرنسا - انتصارين متتاليين فى أول مرحلتين فى التصفيات العالمية وكانا على حساب موزمبيق بالإسكندرية 2/صفر، وغينيا فى عقر دارها 3/2، ليتصدر الفراعنة قمة مجموعتهم السابعة بالعلامة الكاملة 6 نقاط.. قبل أن يسقطوا من برجهم العاجى فى أول اختبار لهم فى تصفيات كأس الأمم، لتتحول الأفراح إلى أتراح، وخرج من ينتقد بعنف المدرب الجديد للفراعنة الأمريكى بوب برادلي، والذى بدوره اعترف بتحمله للمسئولية، وإن حملها إلى لاعبيه بفعل استهتارهم بالمنافس الذى لقنهم درسا قاسيا. نذكر أن التصفيات المؤهلة لجنوب إفريقيا، تقام على 3 مراحل، الأولى أقيمت بالفعل، وشارك فيها 4 منتخبات فقط، وهى الأخيرة فى التصنيف العالمى للمنتخبات الإفريقية، وهي: ليسوتو وسيشل وسوازيلاند ومنتخب جزيرة ساوتومى وبرينسيب، الذى تأهل للمرحلة الثانية على حساب ليسوتو، فيما تأهل منتخب سوازيلاند بعد انسحاب سيشل من التصفيات. وانضم منتخبا ساوتومى وبرينسيب وسوازيلاند، إلى 26 منتخبا، وهم الذين لم يتأهلوا إلى بطولة كأس الأمم الإفريقية السابقة التى أقيمت فى ضيافة الجابون مطلع العام الحالي، ومن بين هذه المنتخبات، منتخب مصر، إلى جانب عدد آخر من منتخبات قارية كبيرة وعريقة مثل الجزائر والكاميرون ونيجيريا، والتى تأهلت بالفعل للمرحلة الثالثة والأخيرة، ليخوضوا وفقا لقرعة ستجرى قريبا مواجهات مباشرة مع المنتخبات ال 16 التى شاركت فى النسخة الأخيرة من بطولة كأس الأمم، على أن تقام بينهم 30 مواجهة مباشرة بنظام الذهاب والإياب أيضا، يتأهل عن طريقها 15 منتخبا إلى النهائيات مباشرة، على أن يكون المنتخب ال 16 والأخير هو منتخب البلد المنظم، جنوب إفريقيا.