مصطفى حمزة » المرصد يؤكد استقطاب العناصر الأقل دراية .. ويدعو لتحصين مسلمي الغرب من أكاذيب التنظيم قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن ينجح تنظيم الدولة الإسلامية المزعومة في العراق والشام «داعش» في استقطاب أي مسلم على علم ودراية بصحيح الإسلام ومقاصده العليا، أو أن يخدعه بدعايته وأكاذيبه الفعلية والقولية المنتشرة على الساحة، لما تمثله ممارسات هذا التنظيم من انتهاك لقيم الإسلام وتعاليمه وأحكامه الثابتة، مؤكدًا أنه يلجأ دومًا إلى استقطاب الأفراد الأقل دراية ومعرفة بالعلوم الدينية، ليسهل عليه خداعهم. وأكد المرصد في بيان له اليوم الجمعة أن ما كشفت عنه الوثائق المسربة من التنظيم الإرهابى والتي حصلت عليها وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، تؤكد ما ذهب إليه المرصد من قبل، حيث تشير تلك الوثائق إلى أن 70% ممن جندهم التنظيم عامي 2013/2014م هم من الأقل علمًا ودراية بالإسلام، حسب تصنيفات التنظيم للمقاتلين المنضمين له، فيما بلغت نسبة أصحاب المعرفة المتوسطة بالدين الإسلامي من المنضمين إلى التنظيم في الفترة ذاتها، نحو 24%، بينما أصحاب المعرفة «المتقدمة» – حسب تصنيف التنظيم الإرهابي – فقد بلغت نسبتهم 5% فقط. وأوضح البيان أن استقطاب التنظيم للعناصر الأجنبية، خاصة من أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية تعتمد على أساسين، أولها هو استغلال ضعف المعرفة الدينية للعديد من المسلمين هناك، وفقدانهم للمرجعية القوية التي تمثل السند والزاد لهم فيما يخص أمور دينهم، وهو ما يسهل على التنظيم أن يطرح أفكاره وقيمه وأهدافه باعتبارها تحقيقًا لمقاصد الشرع وغاياته، خاصة وأنه يجيد تأويل النصوص وتحريفها عن معانيها بما يحقق التوافق بين أهداف التنظيم وتفسير النص المقدس. أضاف مرصد الإفتاء أن الأساس الثاني الذي يعتمد عليه التنظيم في استقطابه للشباب الغربي هو استغلال المشكلات الاجتماعية والدينية التي تواجه بعض المسلمين هناك، وتوظيفها بما يخدم التنظيم ويحقق أهدافه، وتصوير الانضمام إلى التنظيم باعتباره مخلصًا للشباب والمسلمين في الغرب من المشكلات التي تواجههم في مجتمعاتهم، وانتقامًا من المجتمعات الغربية التي تعادي الإسلام وتحارب المسلمين – حسب تصوراتهم. وأوضح بيان مرصد الإفتاء أن مواجهة هذه الدعاية الخادعة لداعش تتطلب نشر الوعي الديني الصحيح لدى أوساط المسلمين في الخارج، وتعريفهم بصحيح دينهم وقيمه ومقاصده وتاريخ المسلمين ودورهم الحضاري، وقاية من الوقوع في شباك تلك التنظيمات ودعايتها السامة، وهو ما يتطلب جهدًا دؤوبًا وتعاونًا جادًا بين الدول الغربية والولايات المتحدةالأمريكية من جهة، والمؤسسات الإسلامية الوسطية من جهة أخرى، بالإضافة إلى محاربة كافة أشكال التمييز والاضطهاد الممارس ضد المسلمين في مجتمعاتهم الغربية والتأكيد على حقوق المسلمين وحرياتهم الأساسية وتمتعهم بكافة حقوق المواطنة المكفولة لغيرهم من مواطني الدول الغربية.