العزب الطيب الطاهر افتتح سامح شكرى وزير الخارجية اليوم أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيرى للقمة العربية العادية السابعة والعشرين التى ستعقد فى نواكشوط، بعد غد وذلك بصفة ترؤس مصر للقمة العربية السادسة والعشرين التى عقدت بشرم الشيخ فى مارس 2015 وذلك بحضور أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية ونائبه السفير أحمد بن حلى، وألقى فى مستهل الجلسة الافتتاحية كلمة تناول فيها ما أنجزته مصر خلال فترة ترؤسها القمة السابقة والتى شهدت فيها المنطقة والعالم تطورات مهمة وعميقة مما دفعها الى تكثيف الاهتمام بالقضايا العربية وفى صدارتها القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى بالإضافة الى الأزمات العربية فى عدد من البلدان العربية التى باتت تهدد الاستقرار الإقليمى فضلا عن بعض الظواهر وفى مقدمتها ظاهرة الإرهاب واللاجئين غير الشرعيين وهنا طلب شكرى من وزراء الخارجية والوفود الوقوف دقيقة صمتا حدادا على أرواح ضحايا هذه الأزمات . ولفت شكرى الى أن مصر نجحت خلال فترة ترؤسها للقمة السابقة فى الحفاظ على صدارة القضية الفلسطينية إقليميا ودوليا وتفاعلت مع كافة المبادرات والتحركات والتى كان آخرها المبادرة الفرنسية التى ساهمت لجنة إنهاء الاحتلال المنبثقة عن قمة شرم الشيخ فى إثرائها وتوفير الدعم اللازم مشيرا الى أن هذه التحركات تزامنت مع رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى التى أعلنها فى محافظة أسيوط قبل أشهر والهادفة الى إيجاد حل حقيقى لإنهاء الاحتلال الاسرائيلى للأراضى المحتلة. وأوضح شكرى أن أزمات سوريا وليبيا واليمن والى حدما العراق تعكس ظواهر متشابهة أهمها وجود ميليشيات ولاعبين من غير الإطر الرسمية تعمل لحساب قوى إقليمية وقال إن الحلول المطروحة التى تبنتها مصر خلال رئاستها للقمة سواء عبر الحل الأممى فى كل من سوريا واليمن وليبيا أو من خلال الزيارة التى قام بها شخصيا الى بغداد الشهر الماضى مؤكدا أن هذه الحلول تهدف الى إقامة الدولة الوطنية الجامعة العادلة التى تضم كافة مواطنيها بدون أى تفرقة على أساس من العرق أو الدين أو المذهب مشددا على أهمية توافر التكاتف العربى فى مواجهة تداعيات هذه الأزمات وغيرها خاصة فى لبنان الذى يتطلب توفير المساندة له بكافة الوسائل لمساعدته على حل مشكلاته عبر الحوار واستكمال مؤسساته الدستورية منعا لوقوعه فى صراع إقليمى. وحول الإرهاب شدد شكرى على ضرورة اعتماد سياسات ومواقف حازمة تحول دون تفاقم هذه الظاهرة. وعبر وزير الخارجية عن اعتقاده بأن العمل العربى المشترك ما زال دون المستوى وهو ما يحول دون تفعيل التكامل العربى داعيا الى تحقيق التوافق وبلورة الإرادة السياسية العربية للبدء فى تطوير الجامعة العربية منتقدا تأخر إقرار التقرير الذى تم إعداده فى هذا الشأن منذ أكثر من خمس سنوات وهو ما يثير القلق حول مستقبل الجامعة العربية. وبعد اختتام كلمته سلم شكرى رئاسة الاجتماع الى أسلكو ولد أحمد إزيد بيه وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولى الموريتانى التى ترأس بلاده القمة السابعة والعشرين والذى ألقى كلمة قصيرة ذكر فيها أن قمة نواكشوطتعقد فى ظل ظروف خاصة تمر بها المنطقة العربية تتطلب من الدول العربية التحاور من أجل الوصول ال حلول لمشاكل وأزمات المنطقة. وعبر عن يقينه بأن هذه القمة ستقود الى مرحلة جديدة من العمل العربى المشترك وأن انعقادها فى هذه المرحلة ينطوى على دلالات عميقة تعكس حرص الدولة الموريتانية على تدعيم أواصرها وروابطها بعمقها العربى و تحقيق انطلاقة جادة وفعالة على صعيد العمل العربى المشترك لمواجهة الظروف الصعبة التى تواجهها المنطقة وفى مقدمتها انتشار العنف والعمل الطائفى وانتشار السلاح وكثير من القيم السلبية هو ما يتطلب م النظر بمزيد من التعقل والتشبث بالبيت العربى وتحقيق المصالحات العربية -العربية. ونبه الوزير الموريتانى الى أن القضية الفلسطينية مازالت تمثل قضية العرب الاولى مشدد على ضرورة التوصل الى سلام عادل وشامل فى المنطقة وإنهاء الاحتلال الاسرائيلى لجميع الأراضي العربية المحتلة بما يقود الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967وفقا للقرارات الدولية فى هذا الصدد. ودعا وزير الشئون الخارجية الموريتانى الى إرساء أسس لعالم عربى يتطلع لمستقبل أفضل وتعزيز التجمعات الإقليمية والدولية والاهمام بمنطقة الجوار العربى خاصة الإفريقى التى تجمعنا بها معها آمال مشتركة.