سوزى الجنيدى نتنياهو بخطب ود إفريقيا وعينه على عضوية مجلس الأمن ووضع مراقب بالاتحاد الإفريقى ومياه النيل
.. يتحدث عن علاقات مع إثيوبيا منذ 3000 عام ورئيسها يدعوه لمشاهدة أسد وزوجته فى الحديقة
جاءت جولة بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل الإفريقية نتاجا لجهود إسرائيلية مستمرة منذ عدة سنوات لم تقتصر على التعاون الدبلوماسى فقط بل امتدت للتعاون الاقتصادى والعسكرى، خصوصا مع دول حوض النيل مثل إثيوبيا وكينيا وقام نيتانياهو أخيرا ولأول مرة، بتعيين ملحق عسكرى فى الدول الإفريقية التى تربطها علاقات دبلوماسية قوية به، وهى إثيوبيا، أوغندا، كينيا، رواندا. ولعل زيارة الرئيس الكينى السابق أودينجا لإسرائيل عام 2011، وكذلك الرئيس الكينى الحالى أوهورو كينياتا لتل أبيب فى فبراير الماضى خير دليل، حيث أكد كينيتا أنه سيسعى لضم إسرائيل إلى دول الاتحاد الإفريقى لتكون دولة مراقب بالاتحاد، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت فى الماضى عضوا مراقبا على الاتحاد الإفريقى، لكنها فقدت هذا المنصب فى عام 2002 بعد حل منظمة الوحدة الإفريقية، موضحا أن ضم إسرائيل ليس بالأمر الغريب، فهناك دول عضو مراقب بالاتحاد من خارج القارة، مثل السلطة الوطنية الفلسطينية. وكانت «الأهرام العربى» شاهدا على أسلوب استقبال كينيتا نفسه لسامح شكرى وزير الخارحية فى يناير 2015 والذى اتسم بالفتور وتأجيل الموعد عدة مرات، ولكن يجب ألا نلوم سوى أنفسنا، فلدينا رجال أعمال محدودون يشاركون فى مشروعات بدول إفريقية ويكاد يقتصرون على المقاولين العرب والقلعة لأحمد هيكل وشركة السويدى. وكانت أولى ثمار جولة نيتانياهو الإفريقية التى رفعت شعار إسرائيل عادت لإفريقيا هى إعلان تنزانيا التى لم تشملها جولته، لكن التقى برئيسها فى أوغندا عن نيتها فتح سفارة لها للمرة الأولى فى تل أبيب، وبالطبيعة تسعى إسرائيل من خلال توثيق علاقاتها الإفريقية إلى ضرب عدة عصافير وتحقيق عدة أهداف أولها الحصول على عدد من الأصوات الإفريقية من 54 دولة فى سعيها القادم لعضوية مجلس الBمن فى الفترة بين 2019 و2020.حيث ينبغى لإسرائيل أن تحصل على موافقة ثلثى الأصوات فى الجمعية العامة للأمم المتحدة التى تضم 193 دولة. وستنافس إسرائيل ألمانيا وبلجيكا على المقعدين المخصصين لمجموعة بلدان غرب أوروبا وبلدان أخرى، إذ كان من المفترض أن تكون إسرائيل ضمن مجموعة آسيا والمحيط الهادئ إلى جانب بلدان أخرى فى الشرق الأوسط، لكن دولا ذات غالبية مسلمة حالت دون انضمامها إلى المجموعة. وتحاول إسرائيل تقديم نفسها إفريقيا بأنها دولة تحارب الإرهاب وتسعى للتعاون مع الدول العربية والخليجية وثانى أهداف جولة نيتانياهو الإفريقية هى الحصول على وضعية العضو المراقب فى الاتحاد الإفريقى، حيث إن العضو المراقب له الحق المشاركة فى الاجتماعات المختلفة للمنظمة دون أن يكون لها حق التصويت على القرارات، كما يحق لها أن تقدم المقترحات والتعديلات، وأن تشارك فى المناقشات، كما يحق للدولة المراقب غير العضو أن تطلب الانضمام لبروتوكول المحكمة الجنائية الدولية والكثير من الاتفاقيات العالمية. وتعد المكاسب التى سوف تعود على إسرائيل فى حالة انضمامها للاتحاد الإفريقى وجودها، وإطلاعها على كل المعلومات التى تخص المنظمات التابعة للاتحاد الإفريقى، مثل الجمعية العامة للاتحاد الإفريقى واللجان المتخصصة ومحكمة العدل الإفريقية، فضلا عن المؤسسات المالية الإفريقية، وتعتبر ثالث الأهداف لجولة نيتانياهو هى توثيق العلاقات والتعاون خصوصا فى مجال الزراعة والمياه، وقد وصف نيتانياهو جولته بأنها تاريخية، مشيرا إلى أن القمة التى ضمت زعماء سبع دول إفريقية هى: كينيا ورواندا وإثيوبيا وجنوب السودان وزامبيا وتنزانيا بجانب رئيس أوغندا وصلوا إلى عنتيبى بأوغندا من أجل عقد القمة واستقبال رئيس وزراء إسرائيل على تراب إفريقيا لأول مرة منذ عشرات السنين. وقدم نيتانياهو عدة عروض اقتصادية مغرية، حيث اصطحب معه نحو 80 رجل أعمال إسرائيليا من أكثر من 50 شركة فى مجالات الزراعة والمياه والاتصالات والأمن الداخلي.و تباهى نيتانياهو بالبقرة الإسرائيلية لأنها البقرة التى تنتج أكبر كمية من الحليب عالميا. وتم توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية خلال جولته وصفقات بين رجال الأعمال، ولكن يظل تركيز تل أبيب على نهر النيل، فقصة دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات لا تغيب عن أذهانهم، ودعونا لا ننسى أن مؤسس الحركة الصهيونية تؤيدون هرتزل طرح مشروعا عام 1903 على الحكومة البريطانية للحصول على مياه النيل وتم رفضه وقتها، و هناك سعى إسرائيلى لتقوية فكرة إنشاء بنك للمياه فى الشرق الأوسط وإفريقيا وتسعير المياه، بحيث تنجح تل أبيب من خلاله بتحقيق حلمها بنقل مياه النيل إليها مقابل مساندة إثيوبيا فى مشاريعها، لإقامة مزيد من السدود ومساندة باقى دول حوض النيل خصوصا كينياوأوغندا على إقامة سدود ومشروعات مياه مشتركة، وقد حرص نيتانياهو فى كلمته على الإشارة إلى أن " العلاقة مع إثيوبيا بدأت قبل 3000 عام مع الملك شلومو وملكة سبأ واقترح ألا ننظر 3000 عام أخرى من أجل تعزيز تلك العلاقات المتميزة.وأننى أفتخر شخصيا بأننى أول رئيس وزراء إسرائيلى يزور إثيوبيا منذ أكثر من 30 عاما. لن ننتظر 30 عاما أخرى حتى الزيارة المقبلة" . ورابع أهداف جولة نيتانياهو خصوصا فى زيارته لإثيوبيا هو التاكيد على العقود التى أبرمتها إسرائيل مع إثيوبيا فى عهد زيناوى والتى تقضى بقيام شركات إسرائيلية بتولى عملية توزيع الكهرباء وتصديرها، خصوصا بعد إنشاء سد النهضة، وحرص نيتانياهو على اللقاء أيضا مع الرئيس الإثيوبى مولاتو تيشومى الذى عزم رئيس الوزراء فى ختام اللقاء على مشاهدة أسد ولبؤة فى حديقة القصر. وخامس الأهداف يتمثل فى عقد صفقات عسكرية خاصة لتقوية الجيش الإثيوبى، خصوصا أن هناك اتفاقا إستراتيجيا بين البلدين فى 1998 يمنح تلابيب تسهيلات استخباراتية وعسكرية على الأراضى الإثيوبية، وأيضا هناك اتفاقيات مع كينيا كشفت عنها وثائق ويكيلكس بتاريخ مارس 2007 والتى أكدت أن هناك تعاونا قويا فى المجال الأمنى والاستخبارى، وأيضا متابعة اتفاق التعاون الأمنى والعسكرى مع رواندا الموقع منذ عام 1998 وزيادة مساهمات إسرائيل فى بناء الجيش الرواندى وتسليحه وتدريبه . وسادس الأهداف هو محاصرة الدور الإيرانى الذى أصبح متغلغلا إلى حد ما إفريقيا وتتمتع طهران بصفة العضو المراقب فى الاتحاد الإفريقى، كما عقدت قمة إيرانية - إفريقية عام 2010 فى طهران، وتمتلك إيران سفارات فى ثلاثين دولة إفريقية حاليا . وسابع الأهداف هو التعاون مع إثيوبيا والدول الإفريقية الأخرى فى مجال تكنولوجيا المعلومات والفضاء والتعليم والطب الرقمى.