ريم عزمى «ليستر يكتب حكاية سيرويها الناس «لمائة عام قادمة».. هكذا كانت وسائل الإعلام تتغنى بالإنجاز الكبير الذى حققه فريق ليستر سيتى بالتتويج بالدورى الإنجليزى «البريميرليج» لأول مرة فى تاريخه، متفوقًا على الكبار مانشيستر يونايتد وأرسنال وليفربول وتشيلسى، والمان سيتى فى السنوات الأخيرة. تتويج ليستر سيتى أعاد إلى الأذهان حكاية «سندريلا» البريميرليج» التى تحققت 4 مرات من قبل فى الدورى الإنجليزى عبر فرق شيفيلد يونايتد ويست وبروميتش ألبيون وإيبسويتس تاون ونوتنجهام فوريست.
هى لعبة يتبادل يسيطر عليها الكبار غالبًا منذ انطلاق البطولة فى 1888 تحت مسمى القسم الأول (فيرست ديفيجن) ثم تحولها إلى البيرمييرليج فى 1992، حيث ظلت مجموعة من الكبار تسيطر على الدورى الإنجليزى منذ عقود، وهى معروفة للكثيرين وعلى رأسهم نادى مانشيستر يونايتد صاحب أكبر عدد من مرات التتويج وهى عشرون مرة، ويليه ليفربول ثم أرسنال وإيفرتون وأستون فيلا وساندرلاند وتشيلسى الذى توج خمس مرات، إلا أن 5 أندية فقط عبر التاريخ استطاعت كسر الاحتكار وانتزاع البطولة من أنياب الكبار فى إنجازات أسطورية شبيهة بحكاية «السندريلا»، وكان آخر هذه الحكايات هذا الموسم مع فريق ليستر سيتى الذى أذهل الجميع بموسم أسطورى واستطاع الفريق المعروف باسم الثعالب وشعاره الثعلب انتزاع اللقب من الكبار. فريق ليستر الذى تأسس فى عام 1884 تحت مسمى ليستر فوس، لأنه قرب طريق فوس وتم اعتماد اسم ليستر سيتى فى 1919، ومقره مدينة ليستر ويلعب على ملعب كينج باور، انضم إلى أربعة أندية تمكنت من الفوز بالدورى الأقوى فى العالم لمرة واحدة وهى: شيفيلد يونايتد ويست وبروميتش ألبيون وإيبسويتس تاون ونوتنجهام فوريست، وغالبا كان هناك رجل يظهر فى لحظة معينة ليقود الفريق للنجاح. شيفيلد يونايتد كانت بداية هذه القصص الأسطورية مع شيفيلد يونايتد الذى فاز باللقب عام 1898 وهو يقع فى جنوب يوركشير، وعرف طريق المجد منذ تأسسيه فى 1889، ويلقب الفريق ب «النِصال The Blades»، وذلك لاشتهار مدينة شيفيلد عالميا بصناعة الحديد، ويلعب الفريق مبارياته التى يستضيفها على ملعب برامول لين، أقدم ملعب كرة قدم يستخدم حتى الآن. وتعد الفترة بين 1897 و1902 أكثر الفترات نجاحا بالنسبة للنادى، حيث حقق عددا من البطولات ثم واجه فترات هبوط وصعود حتى 2006 ، ثم وصل النادى لمرحلة خروج المغلوب فى دورى الدرجة الأولى فى 2009، وتقهقر أكثر فيما بعد حتى وصل إلى دورى الدرجة الثانية لأول مرة من 23 سنة. ويست بروميتش ألبيون بعد 32 سنة حقق فريق ويست بروميتش ألبيون نفس الإنجاز، عندما توج باللقب عام 1920 وهو يقع غرب وسط البلاد إنجلترا وتأسس فى العام 1878 وشهرة لاعبيه «الطيور المغردة» ربما لوجود هذا الطائر البرتقالى المسمى «سثورستل» أو سمنة فى مدينتهم، ويعد أحد الأندية المؤسسة لدورى كرة القدم فى إنجلترا، واعتاد اللعب فى الدرجة الممتازة معظم سنوات وجوده.وكانت فترته الذهبية منذ تولى رئاسته وإدارته الإنجليزى بيلى باسيت الذى كان لاعبا سابقا وذلك فى الفترة من 1905 حتى وفاته فى 1937، وبكأس إنجلترا خمس مرات وبدأ مستوى النادى بالتراجع مع بداية الثمانينيات من القرن الماضى، حيث أمضى فترة طويلة للغاية بعيدا عن الدورى الممتاز منذ عام 1986 وحتى 2002، وفى موسم 2008-2009 عاد الفريق إلى الدورى الإنجليزى الممتاز بعدما احتل المركز الأول فى الدرجة الثانية. إيبسويتس تاون مرت 42 سنة كاملة قبل أن تعود الحكايات الأسطورية للدورى الإنجليزى عندما توج إيبسويتس تاون باللقب عام 1962 وهو يقع فى مدينة ايبسويتش فى جنوب شرق إنجلترا، وهو من أقدم الأندية أيضا فتأسس فى 1878، ويلعب فى دورى الدرجة الأولى وشهرة لاعبية «الزرق» نسبة للزى الأزرق أو «فتيان الجرارات» ربما نسبة للطبيعة الزراعية لديهم.وبدأ النادى تقدمه منذ 1936 تحت قيادة المدير الفنى الإنجليزى الراحل ألف رامزى الذى كان لاعبا، حتى حقق إنجازات فى فترتى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى ثم بدأ منحنى هبوطه! نوتنجهام فوريست أما رابع الفرق التى حققت هذا الإنجاز، فهو فريق نوتنجهام فوريست الذى فاز باللقب عام 1978، وهو يقع فى مدينة نوتنجهام الشهيرة وتأسس فى 1865، وفاز بدورى أبطال أوروبا مرتين، فى 1979 و1980.وشهرة لاعبيه «الحمر» نسبة لزيهم الأحمر، ولا تذكر إنجازات نوتنجهام فورست إلا مع المدير الفنى برايان كلوف الذى قاد النادى فى 1975 وصعد به الموسم التالى للدرجة الممتازة والتى كانت تسمى الأولى ذاك الوقت. وفى عام 1977 أصبح أفضل وأقوى نادى فى إنجلترا برغم وجود ليفربول بطل أوروبا ذاك الوقت. وحقق أول ألقابه عام 1978 بفوزه بكأس الأندية المحترفة. ثم حقق للنادى أول وأخر لقب للدورى الممتاز متفوقا على أندية ليفربول ومانشيستر يونايتد والسيتى وأندية لندن الكبرى. بعدها حقق بطولة أبطال أوروبا للأندية موسمين متتالين 1979 و1980 فى إنجاز غير مسبوق، ليضف لقب السوبر الأوروبى فى 1979. ثم خسر كأس العالم للأندية، وتتوالى الخسائر وينزوى ويعتزل بعدها كلوف التدريب للأبد. الأفذاذ الجدد بالعودة إلى ليستر سيتى صاحب لقب الدورى الإنجليزى 2016، فهناك كتيبة من النجوم تقف وراء هذا الإنجاز الأسطورى على رأسهم الإيطالى كلاوديو رانييرى المدير الفنى والنجمان الكبيران الجزائرى رياض محرز، وهداف الفريق جيمى فاردى اللذين كلفا النادى 1.4 مليون جنيه إسترلينى فقط (نحو مليونى دولار)، وقد توج الأول لاعب العام بحسب جمعية اللاعبين المحترفين، والثانى أفضل لاعب بحسب جمعية الصحفيين.وكان البعض قال لمحرز بأنه ضعيف البنية جدا وبطىء جدا لكى يصبح لاعب كرة قدم محترفا، لكنه بات أول عربى وأفريقى ينال لقب أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى وثانى لاعب من خارج القارة الأوروبية بعد الأوروجويانى لويس سواريز. أما فاردى فرفض ناديه الأصلى شيفيلد ونزداى التعاقد معه، بعد أن اعتبره قصيرا جدا، لكنه حطم الرقم القياسى للتسجيل فى 11 مباراة متتالية هذا الموسم، واستدعى إلى صفوف المنتخب الإنجليزى كما ذكرت تقارير بأن قصته ستصبح فيلما سينمائيا! وهناك أيضًا حارس المرمى الدانماركى كاسبر شمايكل، الذى ترك مانشيستر سيتى بعمر الثانية والعشرين، وأمضى خمسة مواسم يتخبط بين الدرجتين الأولى والثانية، قبل أن يمنحه ليستر الفرصة لكى يحذو حذو والده بيتر شمايكل حارس مرمى مانشيستر يونايتد الشهير، من خلال حراسة عرين فريق متوج باللقب المحلى، أما الظهير الأيمن الإنجليزى دانى سيمسون ولاعب الوسط الإنجليزى دانى درينكووتر فقد لعب كلاهما دورا أساسيا فى إحراز ليستر سيتى اللقب حتى إن الأخير استدعى إلى صفوف المنتخب الإنجليزى، وبدوره أمضى المدافع العملاق الألمانى روبرت هوث أربعة مواسم فى صفوف تشلسى من دون أن يفرض نفسه أساسيا، أما زميله فى خط الدفاع وقائده الجامايكى ويس مورجان فلم يلعب كرة القدم على مستوى النخبة إلا عندما بلغ الثلاثين من عمره، أما الجناح الإنجليزى مارك البرايتون فقد أطلق سراحه ناديه الأم أستون فيلا عام 2014. ويعتزم رجل الأعمال التايلاندى فيتشاى سريفدانا مالك النادى بحسب تصريحات نائبه، تجديد العقد مع الإيطالى كلاوديو رانييرى، والذى سبق له تدريب تشيلسى، ووصف رانييرى، ما تحقق بأنه «انتصار للاعبين قللت الأندية الكبيرة من شأنهم سابقا، وتابع «ما حصل مع لاعبى ليستر يمنح الأمل لكل لاعب يقال له إنه لا يملك المستوى الكافى لكى يبدع فى مجاله». وتوالت الإشادة بالفريق الصاعد، فقال آلان شيرر نجم منتخب إنجلترا السابق «أن يأتى فريق مثل ليستر وينتزع اللقب من بين أنياب عمالقة يفوقونه ثروة وخبرة أعتقد أنه أضخم إنجاز يحدث فى كرة القدم»! وحصل عمدة ليستر السير بيتر سولسبى على خطة لمكافأة الرجال على انتزاع لقب الدورى الممتاز، وربما يطلقون أسماءهم على طرق فى المدينة كتكريم لهم. ويتوقع خبراء التسويق الرياضى أن يجنى ليستر سيتى من هذا الفوز مبالغ طائلة.