بعد نتائج الانتخابات الرئاسية ووصول د.محمد مرسى والفريق أحمد شفيق لجولة الإعادة، ثارت العديد من الشكوك وعلامات الاستفهام حول مراكز استطلاع الرأى ، التى باتت فى مرمى الاتهامات بالانحياز وتضليل الرأى العام . الدكتور محمد مرسى المتصدر الآن لنتائج الانتخابات الرئاسية ، لم يحصل فى أى استطلاع رأى على أكثر من المركز الرابع أو الخامس ، وكان عمرو موسى هو الأول فى كثير من هذه الاستطلاعات، وتبادل شفيق وصباحى وأبو الفتوح باقى المراكز، لكن الواقع خالف كل تلك الاستطلاعات، مما ألقى ظلالا من الشك والريبة حول عمل هذه المراكز البحثية . بداية يؤكد ممدوح الولى نقيب الصحفيين أن هذه الاستطلاعات تتم بالتليفون ويكون هناك تحفظ من الأشخاص فى الإجابة، لأنهم يستشعرون القلق من مثل هذه الاتصالات وربما يعطون إجابات غير واقعية، ونحن فى مصر تنقصنا الخبرات والكفاءات فى هذا المجال، وقد رأينا أن عمرو موسى كان يتصدر الاستطلاعات وكان محمد مرسى يأتى فى المركز الرابع أو الخامس، مضيفا أن مركز استطلاع الرأى بمجلس الوزراء لا يلقى قبولا شعبيا ولديه سمعة سيئة ، بدليل أن هذا المركز كان يجرى استطلاعا للرأى عن مدى رضاء الناس عن وزارة نظيف وكانت النتيجة تأتى بأن الشعب المصرى راض بنسبة 70%، وفى استطلاع آخر أكد أن الناس راضية بالأغلبية عن رغيف الخبز ، وهذه أمور غير واقعية وتخالف الحقيقة. وأشار إلى أن الحشد الذى حظى به شفيق من الجهاز الرسمى سواء أكان حكما محليا أو غيره للتصويت لصالحه، ربما يجعلنا نتشكك فى مدى مصداقية مراكز استطلاعات الرأى التى صدرت من جهات رسمية سواء أكانت صحفا حكومية أو مجلس الوزراء ، ويمكن القول بأنها قد تم توظيفها للترويج لمرشح معين والتقليل من شأن مرشح آخر . ومن جانبه قال د. سامى الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات إن تجربة استطلاعات الرأى فى مصر وفى الوطن العربى تجربة حديثة ومثيرة للعديد من الشكوك ، لأن المواطن العادى لا يؤمن بجدوى هذه الاستطلاعات ، ولا يؤمن بأهمية رأيه فى اتخاذ القرار، وبالتالى فإن بحوث الاستطلاع الموجودة فى مصر لا يمكن أن نطمئن كثيرا لنتائجها ، لأن التجربة حديثة وملكية هذه المراكز تعود لجهات أو أفراد لها مصالحها فى العملية الانتخابية. وأضاف أن عملية سحب العينات تكون غير منهجية وغير معبرة ، وعندما يقول لك المركز البحثى إنهم أجروا العينات على 1000 حالة ، لا تكون ممثلة تمثيلا حقيقيا لفئات المجتمع المختلفة ، لكن ما يحدث هو محاولة للتأثير على الناخب لتوجيهه إلى مرشح بعينه. د. رفعت سيد أحمد فأكد أن مراكز استطلاع الرأى قد فشلت فى أداء مهمتها، ويرجع هذا الفشل إلى اختيارها لعينات عن طريق التليفون وليس عبر طرق علمية منضبطة، فجاءت العينات غير واقعية وغير معبرة ، ومن ناحية أخرى فقد تم توظيف هذه الاستطلاعات توظيفا سياسيا مثلما تم توظيف المناظرة بين عمرو موسى وأبو الفتوح ، لتوجيه الأنظار إليهما فقط والإيحاء بأن السباق منحصر بينهما ، لكن الرأى العام كان أكثر فهما ونضجا ومكرا ، فجاءت المناظرة بنتيجة عكسية. وأشار رفعت إلى استطلاعات الرأى التى جرت فى فرنسا والتى أظهرت حصول ساركوزى على 48 % فجاءت نتيجة الانتخابات 48.3% ، وهذا يعكس مصداقية ومهنية مراكز الاستطلاع هناك، أما المراكز البحثية فى مصر فليس لديها تقاليد عريقة فى هذا المجال، باستثناء المركز القومى للبحوث والمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ، وبعض المراكز البحثية فى الجامعات، لكنهم لا يقومون باجراء استطلاعات للرأى فى القضايا الساخنة مثل الانتخابات وغيرها. وطالب رفعت الدولة بإعادة النظر فى الدور الاجتماعى والسياسى والثقافى للمراكز البحثية ، من أجل تقديم خدمة حقيقية للمجتمع، وما حدث فى استطلاعات الرأى فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة يجعلنا نصر على إعادة النظر فى طريقة عمل هذه المراكز. وأضاف أن مراكز استطلاع الرأى ستستمر فى المرحلة المقبلة فى أداء نفس الدور النفاقى والتضليلي، لأن من يسيطر على هذه المراكز شطار فى الفهلوة السياسية والبحثية، والحكام يسكرهم القول المعسول والنفاق السياسي.