ألو.. احنا مركز (.........) لبحوث الرأي العام واستطلاع الرأي ياتري.. حتدلي بصوتك لمين في الانتخابات الرئاسية القادمة ؟ هذا نموذج يتعرض الكثير من المصريين له حاليا من بعض مراكز استطلاعات الرأي العام للتعرف علي اتجاهات المصريين تجاه المرشحين وتفضيلاتهم بنسب علمية، ولكن النموذج لم يوضح الجهة الممولة لاجراء البحث، كما ان الباحث يختار عينة عشوائية بالتليفون لاجراء الاستطلاع علي المبحوث، وتناسي ان هذا المبحوث الذي يستخدم التليفون لا يكون معبرا عن كل المبحوثين في مصر والذي لا يزال أغلبيتهم لا تتعامل مع التليفون لتكون العينة في النهاية خطأ. امام هذه التحديات التي تواجه استطلاعات الرأي ووجود بعض الاخطاء في عملها تطالعنا المراكز والمؤسسات البحثية اسبوعيا بتقدم فلان من المرشحين وتأخر فلان ؟.. مما يدفعنا للسؤال.. في ظل هذه الاخطاء، هل فعلا استطلاعات الرأي تهدف الي معرفة توجهات الناس بدقة ام انها تحاول التأثير عليهم بتوظيفها في اتجاه مرشحين بعينهم؟!!.. الاخبار ناقشت الخبراء للتعرف علي مدي مصداقية هذه الاستطلاعات.. فماذا قالوا؟ بداية يقول د. عادل عبد الغفار أستاذ الرأي العام بكلية الاعلام انه ينبغي التفرقة بين المراكز المهنية في استطلاعات الرأي العام وبين وسائل الاعلام التي تجري استطلاعات رأي، وبالنسبة للنوع الثاني من استطلاعات الرأي العام والتي تجريها وسائل الاعلام بما فيها القنوات الفضائية وبعض الصحف والمواقع الاليكترونية فهي لا تعد استطلاعات رأي حقيقية، فهذا النوع من الاستطلاعات يعتمد علي عينات متحيزة من بعض المتطوعين الايجابيين، ومن ثم هذه العينات متحيزة ولا يمكن الوثوق في نتائجها. اما النوع الثاني من الاستطلاعات كما يقول أستاذ الرأي العام فهي الاستطلاعات التي تجريها مؤسسات خاصة او هيئات حكومية، وهذه الاستطلاعات ينبغي توافر بها مجموعة من الشروط كما حددتها اللجنة العليا للانتخابات حتي تعكس الرأي العام بصورة صحيحة، وهذه الشروط تتعلق بحظر وسائل الاعلام نشر استطلاعات الرأي العام الا اذا تم الاعلان عن الجهة القائمة بالاستطلاع والجهة الممولة وعينة الاستطلاع وتوقيت اجراء الاستطلاع واسلوب جمع البيانات وهامش الخطأ وفيما يخص بأسباب التفاوت والاختلافات في نتائج استطلاعات الرأي العام من اسبوع الي اسبوع يقول د. ماجد عثمان وزير الاتصالات الاسبق ومدير مركز البصيرة لبحوث الرأي العام ان توقيت جمع البيانات هو العامل الاساسي في التفاوت بين استطلاعات الرأي العام وليس بناء علي نشر البيانات موضحا ان معظم استطلاعات الرأي التي يتم إجراؤها في مصر ترتبط مسبقا بالنتيجة، بمعني اذا جاءت نتيجة الاستطلاع تتفق مع رؤية المبحوث فتكون اراؤه عن الاستطلاع ايجابية اما اذا جاءت مختلفة فيكون الانطباع سلبيا. ويضيف د. ماجد عثمان ان توقيت الاستطلاع هو عامل مهم، فالبعض من المواطنين علي سبيل المثال غيروا رأيهم في احمد شفيق وقرروا دعمه في الانتخابات الرئاسية القادمة خاصة بعد احداث العباسية، حيث اتضحت الرؤية للحاجة الي الامن وسيطرته علي الشارع، وشفيق هو الاكثر حديثا عن الامن، من هنا يمكن القول إنه قد تحدث متغيرات جديدة يترتب عليها تغيير الاراء في بعض المرشحين، خاصة ان نسبة الاصوات التي لم تحسم مرشحها حتي الان وفقا لآخر استطلاع تصل الي 38 ٪ وهذه النسبة كفيلة بتغيير موازين القوي في الانتخابات القادمة. ويتساءل د. محمود يوسف وكيل كلية الاعلام جامعة القاهرة عن اسباب كثرة استطلاعات الرأي في هذه الفترة الحساسة ؟ !!..قائلا الاستطلاعات التي تجري حاليا موجهة وتهدف الي التأثير علي الناس، كما ان غالبيتها معيبة وذلك لاعتمادها علي عينات غير علمية وغير المعمول بها في مناهج الاحصاء فضلا عن ان حجم العينة لا يتناسب مع عدد سكان المجتمع المصري، فلا يجوز ان 1000 مفردة ان تصبح اداة للحكم علي الرأي العام في مصر. ويضيف وكيل كلية الاعلام: ان معظم الاستطلاعات ممولة ولها اهداف سياسية، وبعض القنوات تلجأ اليها لتحقيق اكبر قدر من الربح والاعلانات. ويقول د. صفوت العالم استاذ الاعلام ورئيس لجنة التقييم الاعلامي التابعة لجنة العليا للانتخابات ان معظم استطلاعات الرأي العام يتم توظيفها دعائيا اثناء الانتخابات، لان العينات التي تم علي اساسها جمع البيانات غير واضحة وغير دقيقة، ومن يقوم بهذه الاستطلاعات لا يعلنون عن حجم الخطأ في العينة او حجم العينة نفسه.