أشاد المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في ختام اعماله بجدة بالدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر مشدداً على أهمية مصر ودورها المحوري والاستراتيجي في العالم العربي والمنطقة متمنياً لمصر وشعبها الشقيق الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار. واستعرض المجلس الوزاري برئاسة الامير سعود الفيصل مستجدات العمل المشترك مؤكداً على تحقيق المزيد من التقدم والتنمية لدول المجلس ودعم وتعزيز الأمن والاستقرار كما بحث المجلس تطورات عدد من القضايا السياسية دوليا وإقليمياً وجدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقفه الثابتة والرافضة لاستمرار احتلال جمهورية إيران للجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة والتي أكدت عليها كافة البيانات السابقة من خلال دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءً لا يتجزأ من الإمارات العربية المتحدة. والتعبير عن الأسف لعدم إحراز الاتصالات مع جمهورية إيران الإسلامية أي نتائج ايجابية من شأنها التوصل إلى حل قضية الجزر الثلاث بما يسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها. والتأكيد على أن أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث لاغية وباطلة ولا تغير شيئاًُ من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث . والنظر في كافة الوسائل السلمية التي تؤدي إلى إعادة حق الإمارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث. ودعوة إيران للاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وحول العلاقات مع إيران أكد المجلس الوزاري رفضه واستنكاره الشديدين لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية لدول المجلس في انتهاك لسيادتها واستقلالها وطالب المجلس إيران بالتوقف الفوري عن هذه الممارسات التي لا تسهم في خدمة وتطوير العلاقات معها داعيا إلى التزامها التام بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول المجلس والاحترام المتبادل والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ، وحل الخلافات بالطرق السلمية والحوار المباشر وعدم استخدام القوة أو التهديد بها ، بما يكفل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرار ها. وأعرب المجلس الوزاري عن قلقه البالغ من استمرار أزمة الملف النووي الإيراني مجدداً التأكيد على أهمية التزام إيران بالتعاون التام والشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأكد المجلس مجدداً على مواقفه الثابتة بشأن أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية وجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية. وفي الشأن السوري:تابع المجلس الوزاري تطورات الأزمة السورية والأحداث المأساوية التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق واستمرارعمليات القتل والمجازر التي لم تستثن الأطفال والشيوخ والنساء في كافة أرجاء سوريا والتي كانت مجزرة الحولة مثالاً صارخاً لها وأدان المجلس الوزاري عدم التزام النظام السوري بتنفيذ خطة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان وشدد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته باتخاذ اجراءات فعالة لوقف آلة القتل الوحشية والدمار والتهجير والعمل على حماية الشعب السوري ووضع حد لاستهانة النظام السوري بحياة الأبرياء، وعدم السماح له بأن يمارس أسلوب المماطلة والتسويف والتنصل من التزاماته . وحول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ، وتطورات النزاع العربي الإسرائيلي اكد أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو 1967 في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل , والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وأعرب المجلس عن قلقه لتعثر عملية المصالحة الفلسطينية وعدم تنفيذ أيً من الاتفاقات المبرمة . ودعا المجلس إلى تنفيذ جميع بنود اتفاق القاهرة ، وإعلان الدوحة وتجاوز كل العقبات . استنكر المجلس الوزاري استمرار السياساتوالبرامج الاستيطانية الاسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة الهادفة لتغيير المعالم الجغرافية وتهويد القدسالشرقية وفي الشأن العراقي: استمع المجلس الوزاري إلى شرح من معالي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت ، عن نتائج الزيارة التي قام بها إلى بغداد على رأس وفد بلاده في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة الكويتية العراقية بتاريخ 29/4/2012 واعتبر المجلس الوزاري الزيارة بأنها خطوة جادة نحو التوصل إلى حلول لكل المشاكل العالقة بين البلدين مؤكداً على ضرورة قيام العراق بتنفيذ كافة التعهدات بهذا الشأن وترجمتها على أرض الواقع . وشدد المجلس على ضرورة استكمال العراق تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومنها الانتهاء من مسألة صيانة العلامات الحدودية تنفيذا للقرار 833، والانتهاء من مسألة تعويضات المزارعين العراقيين تنفيذا للقرار 899 ، ودعا المجلس الوزاري العراق للإسراع في ذلك والتعرف على من تبقى من الأسرى والمفقودين من مواطني دولة الكويت وغيرهم من مواطني الدول الأخرى وإعادة الممتلكات والأرشيف الوطني لدولة الكويت . وحث الأممالمتحدة والهيئات الأخرى ذات العلاقة على الاستمرار في جهودها القيمة لإنهاء تلك الالتزامات . وأكد المجلس التزامه التام بسيادة العراق واستقلاله ووحدة أراضيه داعياً الحكومة العراقية القيام بمسئولياتها لتعزيز وحدة العراق واستقراره وازدهاره ، وتفعيل دوره في بناء جسور الثقة مع الدول المجاورة على أسس مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شئون دول المجلس الداخلية ، كما أكد على أهمية بذل ، جميع الأطراف في العراق الشقيق، الجهود لتحقيق مصالحة سياسية دائمة وشاملة، تلبي طموحات الشعب العراقي، وتؤسس لدولة آمنة ومستقرة ، تقوم على سيادة القانون ، واحترام حقوق الإنسان ، لكي يعاود العراق دوره المؤازر للقضايا العربية . وفي الشأن اللبناني : تابع المجلس الوزاري بقلق بالغ تطورات الأحداث في طرابلس وأكد أهمية الحفاظ على أهمية أمن لبنان واستقراره وسيادته ووحدته ، ودعا جميع الأطراف اللبنانية الفاعلة إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا طبقاً لاتفاقي الطائفوالدوحة ، وعدم الإنجرار وراء الفتن الطائفية والمذهبية خدمة لأهداف ومصالح خارجية تهدد السلم الأهلي والتعايش بين مكونات الشعب اللبناني . وحول اليمن: ندد المجلس الوزاري بالعملية الارهابية الوحشية التي وقعت في العاصمة اليمنية صنعاء، وأدت إلى سقوط العشرات من الضحايا الابرياء من العسكريين والمدنيين . مؤكداً على اهمية تضافر كافة الجهود لحماية العملية الانتقالية ورحب المجلس الوزاري بالقرارات والخطوات التي اتخذها الرئيس اليمني ، هادي تنفيذاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية معرباً عن دعمه لاستكمال بقية بنودها . كما رحب بالتقيد بجميع عناصر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 مؤكدا الثقة بأن اليمن بقيادة الرئيس المنتخب وحكومة الوفاق الوطني قادر على تحقيق ما يصبو إليه الشعب اليمني الشقيق من تنمية والتطور . وفي شئون المفاوضات والحوار الاستراتيجي :اطلع المجلس على تقرير عن التقدم المحرز بشأن ماتم الاتفاق عليه في الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى التعاون الاستراتيجي بين مجلس التعاون والولايات المتحدةالأمريكية وتشكيل اللجان المشتركة ومجموعات وفرق العمل المتخصصة في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية .