جابر القرموطى أتقدم باعتذار إلى رئيس الوزراء إبراهيم محلب، وإلى وزيرة التعاون الدولى نجلاء الأهواني، وإلى وزير الاستثمار أشرف سالمان، بعد النتائج الطيبة التى حققها مؤتمر دعم الاقتصاد المصري، والذى أنهى أعماله الأحد الماضي، سبب الاعتذار أنى كنت من المشككين فى قدرة الدولة المصرية على تنظيم مؤتمر بهذه القوة فى هذا الوقت الحساس والمناخ غير المواتى لدعوة آلاف المستثمرين إلى مصر، أيضا كانت لدى شكوك بشأن إقناع المستثمرين وبعض دول من إمكانية الاستثمار فى مصر، وسط رفض دول عدة ومؤثرة فى العالم من الإعتراف بالواقع القائم، معتبرين ما حدث فى 30 يونيو 2013، انقلابا وليس موجة ثورية حقيقية قام بها جزء لا يستهان به من الشعب، اعتذارى هو قناعتى لأنى انتقدت فى مقال سابق مدى العشوائية التى تسيطر على القائمين فى المؤتمر، وأن الجهل ببعض رجال أعمل مصريين لم يتم دعوتهم للحدث هو عبث لا حدود له، وأقر بأننى مازلت عند موقفى من بعض العبث فى هذا الإطار، لكن لا يمنعنى ذلك من الفرح مثل غالبية المصريين من النجاح المؤقت الذى تحقق، لأن النجاح الأهم يتمثل فى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالصورة المطلوبة والمرضية للطرفين. الدولة والمستثمر، وبرغم قلقى من بعض المشاريع التى طرحت وبالأمر المباشر لشركات بعينها مثل مشروع بناء العاصمة الجديدة باستثمارات 45 مليار دولار، وتم إسناده لشركة إماراتية، فإننى متفهم تماما لجدوى مشاريع أخرى ومهمة وكلفتها عالية جدا وأتوقع نجاحها، أنا أنظر للمؤتمر من زوايا عدة، هذه الزوايا تؤدى إلى نتيجة هى الأرجح، مفادها أن مؤتمر دعم مصر كان حلما وأصبح حقيقة وعلينا إثبات هذه الحقيقة وإقناع المواطن البسيط الذى تغذيه دول وقنوات داعمة للإخوان، بأن المؤتمر لصالحه أولا وأخيرا وأن النتيجة المرجوة لن تتحقق قبل خمس سنوات على الأقل، بالتالى علينا جميعا الانتظار بالتوازى مع مراقبة ما يحدث على أرض الواقع ومحاسبة كل مقصر واعتبار الفساد كأنه إرهاب، فهل ننجح؟ مرة ثانية اعتذارى للدولة المصرية عما سبق أن كتبته عن فشل نسبى للمؤتمر الاقتصادي، لكن الإخفاق تلاشى وظهرت فقط بعض السلبيات التى نتمنى حسمها قريبا ... شكرا لمحبى هذا البلد.