أحمد سعد الدين فنان صاحب ألف وجه، هكذا أطلق عليه النقاد والجمهور بعد أن جسد العديد من الشخصيات المصرية بنفس درجة الإجادة، واستطاع أن يصنع لنفسه مكانا وسط النجوم، وأكد أن فتى الشاشة ليس بالجمال، إنه الفنان باسم سمرة الذى تألق بشكل غير عادى خلال السنوات الأربع الماضية، سواء على شاشة السينما أم فى التليفزيون والذى انتهى أخيرا من تصوير دوره فى فيلم «جمهورية إمبابة»، ويستعد هذا الأسبوع لبدء تصوير مسلسل «بين السرايات» الذى تعاقد عليه أخيرا للعرض فى شهر رمضان المقبل.. «الأهرام العربي» حاورت باسم سمرة وتحدث عن مشاريعه الفنية الجديدة وعدد من الأمور الأخرى .. ما آخر أخبار فيلمك الجديد «جمهورية إمبابة» ؟ انتهيت أخيرا من تصوير مشاهدى فى الفيلم الذى يتبقى من تصويره نحو يومين فقط ليكون جاهزا للعرض فى الفترة المقبلة، وتشاركنى البطولة الفنانة علا غانم، وإيناس عزالدين، وفريال يوسف، وأحمد وفيق وهو من تأليف مصطفى السبكى، ومن إخراج أحمد البدرى. جمهورية إمبابة كان اسم لموقعة دامية فى بداية تسعينيات القرن الماضى.. فما الذى يقدمه العمل عن هذه الفترة ؟ لابد أن أوضح نقطة مهمة، وهى أن موضوع جمهورية إمبابة الذى حدث فى بداية التسعينيات كان لمجموعة من جماعات الإسلام السياسى، والتى تم القضاء عليها فى ذلك الوقت، وتم حبس جميع أعضائها الذين استخدموا العنف، وهذا بعيد كل البعد عن موضوع الفيلم لأننا نتناول وضعا اجتماعيا لبعض البسطاء فى منطقة شعبية بعد ثورة 25 يناير ولا دخل لنا بالسياسة مطلقاً فأحداث الفيلم تدورحول"سعيد" الذى أجسده وهو مواطن مصرى منسحق يعيش فى حى شعبي، ويحاول أن يعيش حياة كريمة، وضاقت به الأرض بما رحبت، هنا شد رحاله وسافر للعمل فى الخارج ثم عاد بأموال كثيرة جعلت له نفوذًا عريضًا يصعب مقاومته، ليبدأ فى الانتقام من كل من أساء إليه عندما كان فقيرا، الفيلم يناقش أسباب هذا التحول الذى حدث للشخصية ويحاول الوقوف على ما جعلها بهذا التوحش وكيف أن بالمال يستطيع أن يشترى النفوذ والنفوس. قدمت الشخصية الشعبية فى فيلم "وش سجون" الذى لاقى انتقادات كثيرة .. ألا تخشى من تكرار الهجوم عليك؟ هناك فرق فى تناول الشخصيات، بالنسبة ل جمهورية إمبابة نتحدث عن شخص مسالم تعرض للقهر والظلم وابتعد عن بلده ثم عاد بأموال كثيرة وبدأ فى عملية الانتقام من خصومه، وهذا النموذج موجود فى المجتمع المصرى، أما فيلم «وش سجون» الذى عرض فى العيد الماضى فموضوعه مختلف تماماً، فهو مكتوب بشكل جيد وبه بعض التفاصيل المهمة التى تحدث داخل السجون، فالجميع يعرف أن المجرم مصيره السجن وانتهى الأمر فى سبيل أن حياة المسجون من الممكن أن تزداد تعاسة أو يزيد فى الإجرام داخل السجن، فالفيلم يتحدث عن ثلاث شخصيات كل منها ارتكب جرما مختلفا عن الآخر ودخلوا السجن، وهنا تبدأ القصة وليس العكس، حيث نناقش عالم المخدرات داخل السجون والذى يعتبر مسكوتا عنه، وبطل الفيلم المقبل من منطقة شعبية يخرج بعد قضاء مدته ثم يرتكب جرما جديدا فيعود ويقتل داخل السجن، والبطل الثانى يتم إعدامه ونحن لم نظهرهما على أنهما مثل أعلى للشباب كما ردد البعض، وإنما نعرض مثالا لواقع بحلوه ومره، وفى النهاية لابد أن يأخذ كل من ارتكب جرماً عقابه، وعن نفسى أرى أن مثل هذه الأعمال وجودها مهم، لأنها تعرض بعض نماذج من الحياة لم يناقشها أحد، وقد نزلت إلى صالات العرض كى أقف على رأى الجمهور وجاءت النتيجة مطمئنة إلى حد كبير. ولماذا تضمن الفيلم الكثير من المناطق السوداء والعنف غير المبرر؟ "وش سجون" يتحدث عن عالم معظمه من أرباب السوابق والمحكوم عليهم بمدد طويلة، ومن هنا يأتى العنف مبرراً بشكل كبير لأن هؤلاء الناس ليس لهم أمل فى الحياة وقد ارتضوا بالحياة خلف الأسوار، لأنهم سيقضون فترة طويلة بالداخل، والتعامل بينهم يتم على أساس أن الأقوى هو من يملك، لذلك تجد العنف فى كل لحظة فى طريقة كلامهم وهم يتحدثون مع بعضهم بعضا، أما بالنسبة للجمهور فأعتقد أن الحالة التى عاشتها مصر خلال السنوات الثلاث الماضية كانت أكثر عنفاً عما نشاهده فى الأفلام، والسينما تعكس الواقع ولا تستطيع أن تغفله، لذلك فكل ما حدث بالفيلم جاء من واقع الحياة التى نعيشها . وما الجديد الذى ستقدمه فى الدراما التليفزيونية ؟ تعاقدت بالفعل على بطولة مسلسل "بين السرايات" المرشح للعرض فى شهر رمضان المقبل الذى كان اسمه من قبل "مملكة الورق " تشاركنى البطولة الفنانة نجلاء بدر وروجينا وسيمون وصبرى فواز ونسرين أمين وعمروعابد وسيد رجب ومحمد الشرنوبى والفنانة الشابة تارا عماد ومحمد شاهين ومن إخراج سامح عبدالعزيز وتأليف أحمد عبدالله، وهو يناقش نمط الحياة فى منطقة تقع بين جامعة القاهرة والدقى، وهى منطقة بين السرايات التى كانت فى يوم من الأيام يسكنها الباشوات، لكنها الآن أصبحت منطقة شعبية وأصبح لها طابع خاص فى التعامل بين أبنائها، وأنا سعيد بالعمل مع سامح عبدالعزيز وأحمد عبدالله، لأن هناك كيمياء جيدة بينهم فى العمل، وهذه المنطقة تحديداً يستطيع أحمد عبدالله أن يقدمها ببراعة لأنه عاش فيها فترة طويلة، وفى نفس الوقت قدم نماذج مختلفة فى أعماله السابقة . لديك مسلسل آخر بعنوان "مولد وصاحبه غايب" مؤجل منذ فترة .. هل هناك جديد عنه؟ هذا العمل بدأنا فى تصويره منذ فترة طويلة وكان من المفترض أن يعرض فى رمضان الماضى لكنه توقف بسبب بعض المشاكل الإنتاجية ثم عاد مرة أخرى ليستكمل تصوير باقى المشاهد، وعن نفسى فقد أكملت تصوير مشاهدى، وأجسد خلاله شخصية "خربوش" وهو شخص غجرى يعمل فى المولد مع شقيقته وتجسدها الفنانة فيفى عبده، ويعيش قصة حب مع "نوسة" التى تجسدها الفنانة هيفاء وهبى، ويحاول أن يكسب قلبها وأن تمنحه الحب الذى يتمناه إلا أنها ترفضه وتقع فى حب شاب من أسرة غنية وتتوالى الأحداث، لكن حتى الآن لم تحدد الشركة المنتجة موعداً لعرضه وهذه أمور لا دخل لى بها لأنها حق أصيل للمنتج . تعرض مسلسلك "صديق العمر" الذى عرض فى رمضان الماضى لانتقادات.. ما تقييمك للعمل ؟ هذا المسلسل ظلم بقدر كبير حيث يعتبر الوحيد الذى تناول فترة حساسة فى تاريخ مصر وهى مرحلة ما قبل النكسة، وما حدث أثناء الانفصال بين مصر وسوريا ثم الاختلاف بين الصديقين عبد الناصر وعبدالحكيم اللذين كانت صداقتهما مضرب الأمثال، وبعد ذلك تهميش شخصية المشير عامر وتحميله نتائج الهزيمة كاملة، وأعتقد أن المسلسل أظهر الجانب الإنسانى فى شخصية المشير عامر، والعلاقة مع عبدالناصر، لكن فى نفس الوقت هناك من يرى أن عامر مخطئ على طول الخط، وبالتالى يهاجم المسلسل، وهذا شىء طبيعى فى أعمال السير الذاتية . وماذا عن جديدك خلال الفترة المقبلة؟ أحضر حاليا لفيلم بعنوان «الماء والخضرة والوجه الحسن» من إخراج الأستاذ والمبدع يسرى نصر الله وتأليف أحمد عبدالله، تشارك فى بطولته منة شلبى ويسرا، ويتحدث عن الريف المصرى بشكل عام، ولا أستطيع أن أتحدث عنه أكثر من ذلك، لأنه لايزال فى مرحلة التحضير، لكن أود أن أقول إن العمل مع يسرى نصر الله له طابع خاص وممتع.