عماد أنور تبقى الجماهير فى ملاعب مختلف العالم مفتاح السحر فى فوز أى فريق.. وتظل الهتافات والصيحات العالية الوقود الذى يستمد منه اللاعبون قوتهم طوال المباراة، وقد لعبت تلك الجماهير دور البطل فى كأس العالم لكرة اليد للرجال والتى تستضيفها قطر حاليًا وحتى الأول من فبراير المقبل. برغم قوة مباريات البطولة ووجود عمالقة العالم ضمن المجموعات أمثال منتخبات فرنسا وإسبانيا والنرويج والتشيك، أعطت الجماهير، خصوصا العربية طعمًا مختلفًا للبطولة، وبرغم النجاح التنظيمى الباهر للمونديال الذى أشاد به الجميع، فضلًا عن حفل الافتتاح الضخم، فإن المدرجات الخاوية كانت أزمة تؤرق اللجنة المنظمة قبل انطلاق المونديال، ولولا حرص الجاليات العربية الموجودة فى قطر على مؤازرة المنتخبات العربية المشاركة فى البطولة، لأصبحت المدرجات خاوية إلا من جماهير قليلة. البطولة التى تقام للمرة الأولى فى مدينة واحدة هى العاصمة القطرية (الدوحة)، ضمت 6 منتخبات عربية هى، قطر (الدولة المضيفة)، ومصر والجزائر (حامل اللقب الإفريقى) والإمارات وتونس والبحرين، وهى الدول التى تشهد وجود عدد كبير من مواطنيها على الأراضى القطرية، حيث لم يقتصر تشجيعها على منتخباتها فقط، بل امتد إلى مؤازرة المنتخبات العربية المشاركة ككل، خصوصا إذا كان أحد طرفى اللقاء منتخبا أوروبيا. ويتأهل بطل العالم مباشرة إلى دورة الألعاب الأوليمبية 2016 فى ريو دى جانيرو بالبرازيل وبطولة العالم المقبلة (فرنسا 2017)، بينما تتأهل المنتخبات من المركز الثانى إلى السادس إلى مباريات التصفيات لأولمبياد 2016. ويأمل المنتخب المصرى فى اللحاق بركب العظماء السبعة، والوجود بين المنتخبات ال 7 الكبار على مستوى العالم، حيث ظهر بأداء جيد خلال المباريات التى خاضها فى البطولة حتى الآن، ولم تعد هذه المكانة بغريبة على (فراعنة اليد)، الذى قدم نفسه للعالم بشكل مغاير عندما احتل المركز السادس فى مونديال أيسلندا عام 1995 وحافظ عليه فى اليابان 1997 وتراجع للمركز السابع على أرضه فى 1999، وبات أول فريق من خارج القارة الأوروبية يبلغ نصف النهائى باحتلاله المركز الرابع فى فرنسا 2001 . وبالعودة إلى المشهد الكرنفالى اليومى الذى تصنعه الجماهير العربية، تعتبر الجماهير القطرية مستضيفة البطولة هى الأكثر وجودا، وتأتى بعدها الجماهير المصرية التى توجد بكثافة فى المدرجات خلال مباريات الفراعنة، ثم الجزائر وتونس والسعودية، بينما لجأت اللجنة المنظمة إلى التعاقد مع مشجعين إسبان لمساندة المنتخب القطرى فى البطولة، حيث من المعروف عشق الإسبان للعبة كرة اليد، ويعد منتخب (الماتادور)، أحد أبطال العالم فى اللعبة. وأذهل الحضور القوى للجماهير المصرية الفرق المنافسة لمنتخب الفراعنة، حتى إن كلود إنيستا المدير الفنى للمنتخب الفرنسى قال فى تصريحات عقب لقاء فريقه بالمنتخب المصرى، "شعرت بأننا نلعب فى مصر وليس قطر، ولولا خبرة لاعبى المنتخب الفرنسى لتغيرت نتيجة اللقاء، نظرًا للحماس غير العادى للمنافس بفضل التشجيع الجماهيري". وبخلاف الجاليات العربية الموجودة فى قطر، فإن هناك عددا كبيرا من المشجعين حرص على الوجود فى المونديال والاستمتاع بالمنافسات من أرض الملعب، وأعطت الجماهير المشاركة درسًا فى فنون التشجيع بداية من الهتافات وحتى اللافتات بمختلف ألوانها، إضافة إلى التقليعات المجنونة التى تشهدها مثل هذه البطولات الكبرى، لتلهب المدرجات بالحماسة. وبعيدًا عن الجماهير، سجل حمادة النقيب حارس مرمى المنتخب الوطنى، إنجازا شخصيًا عالميًا، ليصبح أكثر لاعبى العالم مشاركة فى البطولة العالمية برصيد 11 مرة، وكان النقيب (40 عامًا) قد أعلن اعتزاله اللعب دوليًا عقب إحراز المنتخب المركز الثالث فى بطولة كأس الأمم الأفريقية، التى أقيمت بالجزائر عام 2014، بعد الفوز على أنجولا فى مباراة المركزين الثالث والرابع، ثم تراجع فى قراره ليشارك المنتخب فى البطولة الحالية، وكان الحارس العملاق قد شارك فى بطولة كأس الأمم الإفريقية 10 مرات وفاز بثلاث منها.