عادل أبو طالب بات البرلمان العربى مؤسسة محورية فى مسيرة العمل العربى المشترك واصبحت اجتماعاته وفاعلياته مرآة تعكس رغبة القاعدة العريضة من أبناء الأمة العربية إزاء مسار قضاياها سواء الإقليمية أو الدولية . لذلك كان للحوار مع أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربى أهميته التى تقترب فيها مجلة «الأهرام العربى» من الكثير من مسار تلك القضايا، وعلى رأسها الأزمة السورية والليبية وقضايا أخرى نطرحها فى هذا الحوار: بداية ما ملامح الوثيقة المعنية بمشروع الوثيقة العربية لحقوق المرأة العربية؟ عمل البرلمان العربى وبناء على اختصاصاته المنصوص عليها ضمن النظام الأساسى على إصدار وثيقة عربية موحدة تحفظ حقوق المرأة العربية، وتكون مرجعا موحدا للتشريعات العربية بما يخص المرأة، ولقد أقام البرلمان العربى خمس ندوات حوارية موسعة ودعى إليها عديد الشخصيات والخبرات البارزة فى مجال حقوق المرأة الذى شمل خمسة محاور مهمة هى: الحقوق الاقتصادية - الحقوق السياسية - الحقوق الثقافية والتعليمية والإعلامية - الحقوق الصحية -حقوق ودور الفتيات الشابات، وخلصت تلك الورش إلى مشروع الوثيقة التى ستكون حيز التنفيذ بعد إقرار البرلمان لها بإذن الله فى الجلسة المقبلة، ومصادقة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربى عليها فى القمة العربية. كيف تنظرون إلى الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية الأخيرة التى تستهدف القدس والهجوم الذى يتعرض له المسجد الأقصى وما دور البرلمان فى إثارة القضية على المستوى البرلمانى الدولى؟ إن القضية الفلسطينية هى القضية المحورية للوطن العربى، والشأن الفلسطينى وتطورات الأوضاع فى الأراضى المحتلة هو البند الدائم فى كل اجتماعات وجلسات وكلمات البرلمان العربى سواء داخلية أم دولية، وبما يخص سؤالكم، فلقد أصدر البرلمان العربى وتماشيا مع تطورات الأوضاع فى القدس بالذات عدة بيانات خاطب فيها المجتمع الدولى بلهجة قاسية داعيا إياه التدخل ضد هذه الهجمة الصهيونية البشعة على القدس والمسجد الأقصى وسياسة التهويد والاستيطان، كما قام البرلمان العربى بمخاطبة جميع برلمانات العالم والبرلمانات الإقليمية، داعيا إياها إلى إدانة هذه الخروقات الإسرائيلية الواضحة لكل القوانين والتشريعات الدولية، الأمر الذى وجد تجاوبا دوليا وإقليميا من العديد من البرلمانات التى بادر العديد منها بالتصويت لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، وشكر البرلمان العربى تلك التحركات داعيا إلى المزيد منها. ما رؤية البرلمان لحل الأزمة الراهنة فى ليبيا مع استمرار المواجهات المسلحة وتداعياتها على دول الجوار؟ إن البرلمان العربى بصفته ممثلا عن ارادة الشعوب العربية اتخذ مسارا أساسيا منذ انطلاقه وهو عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية، لكن استمرار القتال والمواجهات المسلحة فى ليبيا بالطبع يعود بالضرر على آمن واستقرار وحرية ورخاء الشعب الليبى الأبى، ونرى أن حل الأزمة يكون من خلال التقارب والجلوس للحوار وإعلاء مصلحة الوطن على شتى الحسابات الأخرى، ونشيد بدور البرلمان الليبى المنتخب، ونؤكد استمرار دعمنا له لتحقيق طموحات الشعب الليبى فى الحياة الكريمة والحرية والتطور والنماء. إلى أى مدى ينظر البرلمان العربى إلى ما تحقق فى مصر من تنفيذ خارطة الطريق وما هى رؤيته لمستقبل مصر فى المرحلة المقبلة؟ مصر هى قلب الأمة العربية النابض وهى تسير على الطريق الصحيح نحو استعادة دورها المحورى والقيادى فى الوطن العربى، ولقد كان البرلمان العربى داعما لخيارات الشعب المصرى العظيم وخارطة الطريق، ونرى المستقبل المصرى مزهرا ومشرقا بإذن الله وذلك من خلال قيادتها الحكيمة التى تسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق تطلعات الشعب المصرى والعودة بمصر لدورها القيادى فى العالم العربى. هل سيستمر البرلمان فى تعليق مشاركة مجلس الشعب السورى فيه؟ وما رؤيتكم لحل الأزمة السورية مع وقوع الشعب السورى فريسة بين نظام بشار الأسد وإرهاب داعش؟ البرلمان العربى جزء من منظومة العمل العربى المشترك المتمثلة فى جامعة الدول العربية، ولقد توقف تمثيل مجلس الشعب السورى فى البرلمان العربى جراء توقف تمثيل سوريا على مستوى الجامعة العربية، إننا نامل أن يعود ممثلو الشعب السورى إلى البرلمان العربى ويكون صوت الشعب السورى الحر ممثلاً فى البرلمان العربى قريبا، كما أننا نرى أن حل الأزمة السورية لا يمكن سوى عن طريق حل يصنعه السوريون جميعا يجنب البلاد استمرار الدمار ويعلى مصلحة الوطن فوق الجميع. كيف يمكن تفعيل دور البرلمان العربى فى القضايا القومية فى ظل اقتصار دور البرلمان على تقديم الرأى الاستشارى؟ دور البرلمان العربى كمنظمة إقليمية تجمع 22 دولة عربية لا يمكن أن يكون ملزما لها جميعا، لأن لكل دولة نظامها وقانونها، لكننا نرى أن تفعيل دور البرلمان العربى يكون من خلال تقديم أعمال جادة وفعالة، فكلما كان أداء ومشاريع البرلمان العربى أكثر فاعلية وجدية وجودة كلما صعب تجاهلها، كما أننا على يقين أن القيادة العربية، ومن خلال ما أبدته لنا من دعم على أتم الاستعداد للوقوف خلف أعمال البرلمان العربى الفاعلة والمهمة. هل ثمة ازدواجية بين عمل البرلمان العربى وبين عمل اتحاد البرلمانات العربية وما أوجه التنسيق بين المؤسستين فيما يتعلق بالتحرك لدعم القضايا العربية؟ البرلمان العربى هو برلمان منعقد ذو جلسات دورية مقر نظامه الأساسى من قبل القادة العرب وبقرار منهم يعقد ويمارس مهامه، وهو مكون من 88 عضوا. أربعة برلمانيين ممثلين عن كل دولة عربية، بينما الاتحاد البرلمانى العربى هو شكل من أشكال العمل العربى المشترك على هيئة منظمة تجميعية تجمع رؤساء البرلمانات العربية، وليس له دور مقر من القادة العرب تحت مظلة جامعة الدول العربية، وليست هناك أية ازدواجية بين المنظمتين، أما على الجانب التنسيقى، فنحن بكل تأكيد ننسق مع الاتحاد البرلمانى العربى ونتعاون لما فيه مصلحة ونصرة القضايا العربية. مع اتساع نطاق البعد الطائفى فى المنطقة كيف ترون دور الأطراف الخارجية فى اثارة القلاقل فى المنطقة العربية وما الدور المطلوب لمواجهة ذلك؟ لا مكان للطائفية والتحزبية فى البرلمان العربى، فعضو البرلمان العربى هو يمثل جميع الشعب العربى بكل أطيافه ودياناته، ومن الطبيعى أن تعمل القوى المعادية للأمة العربية على إثارة النعرات الطائفية المنبوذة بهدف خلخلة الأمن القومى العربى وإضعاف الأمة، ونحن فى البرلمان العربى نعمل على تأكيد أواصر الأخوة للشعب العربى الواحد الذى لا فرق قيه بين مسلم أو مسيحى أو سنى أو شيعى، وتأكيد مبدأ المصير الواحد والهدف المشترك لجميع الشعب العربى، وعليكم أنتم كإعلاميين أيضا مواجهة مثل هذه القلاقل الساعية لشق الصف العربى.