"المفاعل النووي عدو أم صديق للإنسان.. حكايات من العصر النووي"، هكذا جاءت المحاضرة ألقاها الدكتور على خليل في المركز الثقافي الروسي، وقد عرض د.على خليل مادة فيلمية نادرة عن حوادث المفاعلات النووية ومنها فيلما خياليا يتصور ضرب القاهرة بالقنبلة الذرية واختيار ميدان رمسيس لإلقاء القنبلة وسقوط ضحايا كُثر نظرا للكثافة السكانية الكبيرة في المدينة عوضا عن السحابة الإشعاعية التي ستطال كل الدول المجاورة. المحاضرة افتتحها "الكسندر بالينكو" مدير المركز، وأقيمت بالتعاون مع جمعية خريجي الجامعات الروسية والمركز القومي للبحوث، بحضور عدد من العلماء المصريين وعلى رأسهم د. مرزوق بخيت رئيس قسم الفيزياء بالمركز القومي للبحوث و د.محمد علوان وكيل معهد التبين للدراسات المعدنية والدكتور بهاء منصور والدكتور سعيد عز الدين ولفيف من شباب الباحثين. وأكد خلالها "بالينكو" أن المركز الثقافي الروسي ليؤكد على أهمية الطاقة النووية السلمية للشعوب. واستعرض د.خليل ماهية المفاعلات النووية ومكوناتها وإمكانية استخدامها في توليد الطاقة الكهربائية في مصر، وكذلك استخدام المفاعلات النووية في المجال البحري لتسيير السفن والغواصات، فضلاً عن الأسلحة النووية، كما قام بتعريف الإشعاع وأخطاره على البشر. ثم سرد د.خليل حكايات من العصر النووي؛ فتناول الآثار المدمرة للأسلحة النووية كأسلحة دمار شامل عانى منها البشر في مدينتي: هيروشيما وناجازاكي في عام 1945، وتعرض لبعض الحوادث الإشعاعية التي حدثت في بقاع مختلفة من العالم، منها الحادثة الإشعاعية الناتجة من جهاز طبي مهمل في مدينة "جوانيا" في البرازيل عام 1987، وأيضَا التساقط الإشعاعي الذي عانى منه مركب صيد ياباني أثناء إجراء تجربة لتفجير قنبلة هيدروجينية أمريكية في جزر المارشال عام 1954، وحادثة موت عالمي فيزياء في مشروع "مانهاتن" لإنتاج القنبلة الذرية على أثر تعرضهم لإشعاع شديد من النيوترونات بسبب حدوث خطاء أثناء إجراء تجربة خطيرة على كرة من مادة "البلوتونيوم" التي تستخدم في قلب القنبلة الذرية والحادثة التي وقعت لمفاعل تجريبي أمريكي في ولاية "أيداهو" في عام 1961 نتج عنه وفاة ثلاثة من أفراد طاقم المفاعل، وعدة حوادث أخرى. وتبين هذه الحوادث الدرامية أن الإنسان قد اكتشف الطاقة النووية بمنافعها وشرورها وأن على البشرية أن تتحلى بالحكمة اللازمة للتعامل مع هذا "الجن" الذي خرج من القمقم فى الأربعينيات من القرن الماضي والذي لا يمكن إعادته مرة أخرى. وأكد د.على خليل أهمية التوجه للعلم في مصر بعد الثورة، وتوفير الميزانيات اللازمة للبحث العلمي وهو الأمر الذي لاشك سيعود على الوطن بالفائدة في العديد من المجالات، ويحمينا من قضية التبعية للدول المصدرة للتكنولوجيا، وخصوصًا أن مصر تمتلك العقول العلمية القادرة على وضع مصر في مكانتها الدولية الطبيعية وعلى البلاد حل المشاكل الملحّة وبأساليب العلم الحديث وبخاصة في مجالي الوقود والمياه لضمان الحياة الكريمة لمواطنيها في المستقبل القريب .