⢴ عصام شعلان ولدت الفنانة زوزو حمدى الحكيم فى محافظة أسيوط، أصّر والدها على تعليمها حتى قاربت على البكالوريا، لكن نظرًا لجمالها الهادئ الذى كان حديث شباب القرية، اضطر والدها أن يزوّجها، وهى دون السادسة عشرة، من أول عريس مناسب يتقدم لخطبتها لكنه وضع شرطًا لإتمام الزواج، أن تستكمل ابنته تعليمها حتى تحصل على البكالوريا، لكن الزوج نكث بوعده بعد شهور من الزواج ورفض رفضًا باتًا أن تستكمل زوزو تعليمها، فهربت إلى خالها بالقاهرة وحصلت على البكالوريا هناك، أما الزوج فقد طلّقها على الفور. وحصلت الفنانة المصرية على الشهادة العليا من «معهد المعلمات» عام 1930 وقبل أن تلتحق بالتدريس فى مدرسة الراهبات، قرأت إعلانًا فى جريدة الأهرام عن إنشاء معهد التمثيل الأول، وتقدمت ونجحت فى الاختبار بتفوق ومعها روحية خالد ورفيعة الشال، وفى نهاية السنة الأولى حصلت على المرتبة الأولى على كل طلبة المعهد، تخرجت فى المعهد العالى للتمثيل عام 1934، وعملت فى الفرقة القومية التى كان يرأسها «خليل مطران»، وأحبها الشاعر الكبير إبراهيم ناجي، الذى قيل إنه كتب فيها قصيدته الرائعة الأطلال التى تغنت بها أم كلثوم. دخلت الفن فى وقت لم يُسمح للفتيات فيه بالتعليم أو العمل، لكن إيمان عائلة الفنانة زوزو حمدى الحكيم بأهمية العلم والثقافة كان دافعها الأول لأن تكون أول فتاة مصرية تقتحم مجال الفن «المحظور» عن طريق معهد التمثيل. سافرت إلى الكويت فى أوائل فترة الستينيات القرن العشرين وظلت هناك فترة 4 أعوام وأسهمت فى تأسيس المسرح فى الكويت، عملت فى العديد من المسرحيات مع الفنانة فاطمة رشدى مثل «النسر الصغير» و«اليتيمة» و«مروحه الليدى» و«ندر مير»، «اليتيمه»، «عفريت مراتى»، «الملك لير»، «الدفاع»، «الستات ميعرفوش يكدبوا» . كما لعبت بطولة رائعة القدير صلاح أبو سيف ريا وسكينة فى شبابها، ولعبت زوزو حمدى الحكيم دور الأم فى رائعة شادى عبد السلام المومياء وهو الفيلم الذى لا يزال متصدرا قائمة السينما المصرية، وكانت فى الفيلم نموذجا للأم الصعيدية الصارمة. وفى الإذاعة برزت فى دور الأم فى مسلسل «العسل المر». وفى التليفزيون قامت بالعمل فى المسلسلات «مذكرات زوج» ، «ومحمد رسول الله»، «وأفواة وأرانب». جسدت الفنانة زوزو حمدى الحكيم دور المرأة قوية الشكيمة فى أغلب أفلامها ، وساعدها فى ذلك حدة ملامحها ، وقوة صوتها ، فى أداء شخصيه سكينه مرتين وفى «واإسلاماه»، «والمومياء». «سكينة» السينما المصرية كانت حريصة على التواجد بالوسط الثقافى وحضور الندوات والأمسيات الشعرية، وقد ارتبطت بعدة صداقات من الوسط الثقافى مثل الأديب زكى مبارك، الذى قيل أنه كتب فيها عدة قصائد شعرية، والشاعر إبراهيم ناجي، والذى قالت هى عنه أنه استوحى قصيدته «الأطلال» من علاقته بها. تزوجت زوزو بعد طلاقها مرتين، الأولى كانت من الكاتب الصحفى محمد التابعي، وبعد سنوات من طلاقهما تزوجت فى منتصف الأربعينيات من خارج الوسط الفنى وعاشت معه أكثر من 25 عامًا. وتوفيت 9 نوفمبر 2003.