محمد فاروق هندي ما إن أعلن مجلس إدارة نادي الزمالك عن مشروعه الكبير بإقامة مشروع استثماري كبير على مساحة 55 ألف متر، بينها ستاد حلمى زامورا وملاعب الناشئين وصالة عبدالرحمن فوزى وذلك بنظام حق الانتفاع لمدة 42 عامًا، حتى تفجرت الأوضاع داخل القلعة البيضاء ما بين مؤيد للفكرة التى تضمن المستقبل لنادي الزمالك، ورافض لها بحجة الحفاظ على تاريخ النادي وعدم إهانة رموزه. مجلس إدارة الزمالك قال إن العائد من المشروع الاستثمارى على ملعب حلمى زامورا سيتخطى على أقل تقدير ال2 مليار جنيه، مؤكدا عرض إحدى الشركات السعودية استغلال تلك المساحة لمدة 42 سنة مقابل 2.2 مليار جنيه، يدفع منها 150 مليون جنيه، عند توقيع العقود، ومثلها عند الحصول على تراخيص البناء، و60 مليون جنيه سنويًا، ويأمل المجلس فى زيادة العرض من خلال طرح مزايدة علنية. وأكد المجلس أنه لن يقوم بتسليم أرض النادى بالمهندسين إلا بعد الانتهاء من إنشاء ملاعب بديلة لكرة القدم واليد والسلة والطائرة، فى فرع النادى الجديد ب 6 أكتوبر، معلنا توفير مبلغ 4 ملايين جنيه تحت بند إنشاءات فرع 6 أكتوبر، على أن يتحدد أولوية الصرف طبقاً للاحتياجات الأساسية، وفى مقدمتها إنشاء السور المحيط بالأرض، وإنهاء الرخص الإنشائية الخاصة بالمبانى التى يتضمنها المخطط المبدئى، وستكون البداية بإنشاء ستاد يسع 60 ألف متفرج وفندق للاعبين. ردود الأفعال داخل جدران القلعة البيضاء تباينت تمامًا ما بين مؤيد للفكرة ضمانًا لمستقبل نادى الزمالك، ورافضًا لها حفاظًا على تاريخ النادى وتكريما رموزه. أحمد مصطفى نجم نادى الزمالك الأسبق كان من الرافضين للفكرة بشدة قائلا: إنه لا يعترض على فكرة إنشاء مقر جديد وملاعب للنادى ب 6 أكتوبر دون المساس بملعب حلمى زامور مؤكدا أنه خط أحمر، ولا يجب الاقتراب منه. وأضاف أن حسن حلمى شارك فى بناء ملعب نادى الزمالك بيديه عندما انتقل من مقره القديم بمسرح البالون إلى ميت عقبة، وكان حريصًا على الوجود يوميًا لمساعدة العمال والشد من أزر اللاعبين، فكيف ننسى تاريخه بهذه السهولة ونمحيه من الوجود. وأشار مصطفى إلى أن النادى الأهلى عندما أنشأ فرع مدينة نصر، حافظ على ملعب مختار التتش، ويقوم حاليًا بتطوير الملعب تكريمًا لرموز النادى ونجومه القدامي. وهو نفس ما ذهب إليه كما قال عزمى مجاهد، مدير إدارة الإعلام باتحاد الكرة، ونجم الزمالك السابق فى الكرة الطائرة، قائلًا: إن نادى الزمالك ليس "عزبة" لأحد، وإن النجوم واللاعبين القدامى لن يسمحوا أبدًا ببيع ملعب حلمى زامورا، مؤكدًا أن اتخاذ خطوة كهذه بمثابة إهانة لرموز النادي. وطالب مجاهد المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة بالتدخل لوقف هذه المهزلة، وأن تساعد الدولة فى تطوير وترميم الملعب. كان مجلس إدارة نادى الزمالك قد اتخذ قبل أيام قرارا بمنع عزمى مجاهد من دخول النادى لتجاوزه فى حق رئيس النادى. المهندس هانى زادة، عضو مجلس إدارة الزمالك أكد أهمية هذا المشروع الذى سيدفع الزمالك 20 سنة إلى الأمام ويضعه فى مصاف الأندية العالمية، وضرب مثالًا بهدم ملعب الأرسنال فى إنجلترا، وستاد يوفنتوس القديم فى إيطاليا، من أجل إقامة ملاعب أكبر تدر عوائد اقتصادية على تلك الأندية . وأشار زادة إلى أنه حزين للغاية من هجوم البعض على المشروع، مشددا على أن هناك من يسعى لإفساد كل مخططات التطوير التى يقوم بها المجلس الحالي، مؤكدًا عزم الإدارة على المضى قدمًا فى إنجاز ذلك المشروع العملاق . وقال طارق يحيى، نجم الزمالك السابق والمدير الفنى الحالى لفريق المصرى البورسعيدي، إن التاريخ والرموز لا يقدران بمال مهما كانت الإغراءات المادية، وهدم ملعب حلمى زامورا يعد طمسا لتاريخ ومعالم الزمالك، وطالب بضرورة التروى والتفكير جديًا قبل اتخاذ هذا القرار، مشيرا إلى إمكانية تنفيذ المشروع على أماكن أخرى داخل النادي. واختلف معه جمال عبدالحميد نجم الزمالك السابق، مؤيدًا تنفيذ المشروع لإنعاش خزينة النادى فى المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن الزمالك سيسير على خطى نادى الوحدة الإماراتى الذى أتم مشروع مماثل ويجنى من ورائه ما يقرب من 200 مليون درهم كل عام. وأشار عبدالحميد، إلى أن نادى الزمالك فى أشد الحاجة لجلب موارد مالية للنادى، من أجل تطوير مقر النادى للأعضاء، وكذلك شراء لاعبين جدد للفريق الأول لإعادة النادى إلى منصات التتويج مرة أخرى بعد طول غياب. فيما أصدر ممدوح عباس، رئيس نادى الزمالك الأسبق، بيانا صحفيا، أعرب فيه عن استيائه من محاولات هدم ملعب حلمى زمورا وبيعه لإقامة مول تجارى، مؤكدًا أنه سعى من قبل لتملك أرض النادى وليس بيعها، من أجل تعظيم أصول النادى، مشيرا إلى أن ما يتم الآن جريمة، مطالبا الجهات السيادية بالدولة التدخل لمنع هذا الأمر حتى لا يتكرر مع أندية أخري. وقال رحاب أبو رجيلة، عضو مجلس إدارة النادى، إن المشروع بمثابة المستقبل لنادى الزمالك، وسيحقق وفرة مادية ورخاء لمجالس الإدارة التى ستدير النادى لمدة 42 سنة مقبلة. وأكد رحاب أبو رجيلة أنه لا يوجد مبرر واحد للمطالبين بعدم هدم الملعب واستغلال مساحته، خاصة أن الفريق لا يلعب عليه مبارياته، وإنما يقوم بتأجير ملاعب بمبالغ مالية كبيرة فى كل مباراة من أجل إقامتها، كما أن المدرجات آيلة للسقوط، ولا يستطيع المجلس تطوير الوحدات الموجودة أسفل المدرجات كالجيمانزيوم وصالات الألعاب الفردية خوفًا من انهيار المدرجات. فيما دخلت هيئة الأوقاف طرفًا فى الأزمة وأصدرت بيانًا تحذر فيه نادى الزمالك من بيع الأرض أو تأجيرها، كونها مملوكة للهيئة، وهو ما نفاه مجلس إدارة الزمالك تمامًا ورد ببيان يؤكد فيه أحقية النادى فى التصرف فى الأرض، وأضح البيان أن النادى اشترى الأرض بعقود موثقة وأصبحت ملكا خالصا للزمالك ومن حقه بيعها أو تأجيرها وكذلك منح حق الانتفاع على أى قطعة فيها لأى جهة دون عقبات أو وصايا من أحد. وقال مجلس إدارة الزمالك إن ادعاء ملكية الأرض لهيئة الأوقاف أمر مخالف للحقيقة وإن الأوقاف ارتكبت جريمة النصب والتشهير بنادى الزمالك وإدارته. والحقيقة فى ذلك الخلاف أن الزمالك اشترى الأرض بالفعل فى 18 أبريل عام 2007 إبان رئاسة ممدوح عباس للنادى إلا أن العقد تضمن نصًا يمنع نادى الزمالك من التصرف فى الأرض سواء بالبيع أو التأجير إلا بعد موافقة هيئة الأوقاف أو سداد ثمن الارض بالكامل. وتستحق هيئة الأوقاف 3 ملايين و500 ألف جنيه عبارة عن متأخرات فى قيمة الأقساط على الزمالك فى قيمة الأرض بمنطقة حمامات السباحة وحديقة لطيف، وكذلك مليونى و500 ألف جنيه متأخرات فى عقد حق الانتفاع لأرض حلمى زامورا وملاعب الناشئين والصالات المغطاة. وبإمكان مجلس إدارة نادى الزمالك حل الخلاف مع هيئة الأوقاف بالتراضى عبر سداد المستحقات المتأخرة للهيئة، والالتزام بالأقساط المستحقة فى موعدها، ووقتها يمكن للنادى التصرف فى الأرض وإقامة المشروع. لكن يبقى الصراع قائمًا بين أبناء النادى بين الباحثين عن مستقبل أفضل والمتمسكين بالماضى والتاريخ.