تجولت بالمهرجان حسناء الجريسى بمجرد أن تطأ قدماك قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية وتفتح أبوابه، إذا ببريق الألوان يحيط بك من كل جانب، وكأنها ألوان الطيف الزاهية التي تأخذك بعيدا عن العالم الخارجي إلى عالم الإبداع الساحر من حلي وخزف وسجاد وخط عربي، وصدف، وغيرها من المنتجات الحرفية بطعم الثورة، التى رفعت شعار العدالة الاجتماعية، وهو إبداع أنتجه الفنان المصري الذي ما زال يجاهد من أجل بقاء هذه الحرف التراثية التى كادت أن تندثر، إنه المهرجان القومي السابع للحرف التراثية الذي افتتحه الأسبوع الماضي رئيس مجلس الوزراء المهندس محلب يرافقه كل من وزراء الثقافة والشباب والرياضة والمالية والاستثمار والعديد من الفنانين والمثقفين، والذي يحمل عنوان «معا لحماية الهوية»، المهرجان يقام تحت رعاية وزارة الثقافة، ممثلة فى قطاع الفنون التشكيلية والذي تشارك فيه العديد من الهيئات والجمعيات الأهلية بالتعاون مع جمعية أصالة، ويقام بقصر الفنون بدار الأوبرا ويستمر حتى نهاية أغسطس. «الأهرام العربي» تجولت بالمهرجان والتقينا العديد من الفنانين والمبدعين للتعرف علي مدي مشاركتهم فى المهرجان هذا العام؟ وهل اختلف عن المهرجانات السابقة؟ فى البداية التقينا محمد دياب رئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون والذى قال: الفنون التراثية تعتبر جزءا مهما ورئيسيا من المكون المادي للهوية الثقافية للشخصية المصرية وما تتمتع به من خصوصية متفردة من حيث الثراء والتنوع بفضل طبقات من التاريخ تمتد لآلاف السنين، وتعددية كونتها ثقافات وحضارات قامت علي أرض مصر أو احتضنتها وامتزجت وتفاعلت معها بشكل راق. أوضح دياب أن قصر الفنون استعد بكامل طاقته لاستقبال المهرجان القومي السابع للحرف التراثية، كأكبر ملتقي لحملة لواء الحرف التراثية وفنونها العريقة، المتمسكين بميراث الأجداد فى هذا المجال الخصب والثري. بينما قال د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق والذى أسهم فى الإشراف على دورة المهرجان هذا العام، إن الفرق بين هذا المهرجان وسابقيه أنه قومي يغطي جميع أقاليم الجمهورية بكل مؤسساتها الحرفية سواء جمعيات أهلية أم هيئات داعمة للحرف أو مدعومة من بعض الهيئات الدولية أم حرفيين أم أفرادا يقدمون أعمالهم بمجهودهم الذاتي، فضلا عن وجود جميع أنواع الحرف بما فيها الذي أوشك فعليا علي الاندثار مثل الجريد والخوص والزجاج بالنفخ وفنون العرائس وخيال الظل وغيرها، بالإضافة إلي وجود معرضين كبيرين لاستلهام الحرف التراثية بأيدي كبار الفنانين والآخر لشباب الفنانين، وتم إقامة مسابقة بين هؤلاء الشباب لتقديم تصميمات مستلهمة من التراث، تصلح لتنفيذ العديد من الأعمال الحرفية فى أغراض الحياة اليومية كالأزياء ومنتجات الجلود والحلي والفضة والنجارة الدقيقة وغيرها من الأغراض، وتكفل بقيمة الجوائز 6 من كبار الفنانين بقيمة 12 ألف جنيه، وذلك لتحفيز المؤسسات والهيئات الأخري للاهتمام بهذه الحرف، أما الفنان طه عشماوى سكرتير عام جمعية أصالة وعضو لجنة المهرجان. فيشير إلي أنه لأول مرة تتولي جمعية أصالة، مشاركة كاملة مع وزارة الثقافة لإقامة مهرجان بهذا الحجم، فهي فى هذه الدورة المحرك الرئيسي والداعي لمعظم الجهات التي شاركت. مثل مركز تدريب الصناعة والذي يشمل أكثر من عشر جمعيات متفرقة، وهناك المبادرة المصرية للتنمية المستدامة والتي تتبعها 12 جمعية متفرقة من قري الصعيد حتي الأقصر، ويصل عدد الجمعيات المشاركة إلي أكثر من 30 جهة، كما يبلغ عدد الحرفيين سبعين فردا مشاركا ومثلهم من الفنانين التشكيلين، كل هذا أعطي للمهرجان صفته القومية وحقق التميز عن غيره من المهرجانات السابقة. بينما يري طلبة عبد الغني طلبة مدير مدرسة كرداسة لفنون النسيج وأمين عام صندوق جمعية أصالة أن اهتمام رئيس مجلس الوزراء بافتتاح هذا المهرجان سيكون بمثابة طلقة المدفع، خصوصا بعد الإعلان عن إطلاق مشروع المجلس الأعلي للحرف التقليدية الذي سيفتح آفاقا جديدة تعيد هيكلة منظومة الحرف التراثية من جديد، مشيرا إلي أنه يشارك فى المهرجان بالنسيج المرسم «الجوبلان». ويشكو فرج محمد السيد الديب فنان ومصمم التطعيم بالصدف من ضعف التسويق قائلا: المهرجان هذا العام لا يحقق العائد المادي المرجو للحرفيين حتى الآن، لافتا النظر إلي أن أغلب الشغل الذي أقدمه من الخامات الطبيعية الصدف وجلد السلحفاة وعظم الحيوانات والخشب الزان والألمونيوم وصدف العروسيك والأبنوس، لكن السوق فى حالة ركود لعدم وجود السائح الذي يقوم على شراء تلك المنتجات. ويشاركه الرأي محمود الشريف منتج أعمال خزف بقرية تونس بالفيوم ويقول هذه أول مرة أشارك فيها فى هذا المهرجان، وواضح أن الدعاية غير كافية فهناك أناس كثر لا تعرف عن هذا المهرجان شيئا، فإقبال الجمهور ضعيف للغاية وحركة الشراء ضعيفة. بينما يشارك فنان الخط العربى نضال أبو العينين سلوع ب11 لوحة عن الخط العربي كلها من أنواع الخطوط المختلفة، وذلك من أجل تأكيد الهوية العربية والإسلامية ولتعميق معني التواصل بين الأجيال لهذا الفن العربي.