د ب أ بعد عامين فقط من تنظيمها بطولة يورو 2012 تعيش أوكرانيا في الفترة الراهنة أزمة حقيقية فيما يخص مستقبل رياضتها الوطنية، حيث أصبحت البلاد مؤخرا تعاني تحت وطأة النزاع المسلح الدائر على أراضيها والذي بلغ تأثيره دوري كرة القدم. وانطلق الدوري المحلي في أوكرانيا قبل يومين باشتراك 14 بدلا من 16 ناديا بعد انسحاب ناديين على خلفية ضم روسيا لجزيرة القرم. وأصبح ناديا سيمفروبول وسيباستبول تافريا اللذين أنهيا الموسم الماضي ضمن فرق الدوري الأوكراني خارج حسابات منظمو المسابقة للأبد إثر الأحداث السياسية الأخيرة. وبالإضافة إلى الناديين الراحلين، لن تتمكن أربعة أندية أخرى على الأقل من اللعب على ملاعبها بسبب سقوط المدن التي تتبعها في شرق البلاد تحت سيطرة القوات الانفصالية الموالية لروسيا. ولذلك، أصبحت فرق زوريا لوجانسك ودونستك أوليمبك وميتالورج وشاختار مطالبة بالبحث عن ملاعب بديلة في الفترة المقبلة. ورغم أن الأوضاع بشكل عام تشهد حالة من عدم الاستقرار والتخبط في عموم البلاد، تعيش مدينة دونستك ظروفا أسوأ من غيرها من المدن الأوكرانية، حيث أن السيطرة على عاصمة شرق البلاد باتت محل نزاع مرير بين الأطراف المتصارعة. وجاء سقوط الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية مؤخرا والتي كانت تحمل على متنها 298 شخصا إثر إصابتها بصاروخ على بعد 60 كيلومتر من المدينة ليضفي مزيدا من التعقيد على الجانب الأمني فيها. وجراء الأوضاع الأمنية المتردية في البلاد تقرر أن يلعب فريق دونستك أوليمبك مبارياته القادمة داخل مركز "فيكتور فانيكوف" الملاصق للملعب الأولمبي في كييف، على أن يتدرب في أحد الملاعب الواقعة في أطراف العاصمة. ومن ناحية أخرى خاض فريق ميتالورج مباراته الأولى في المسابقة على ملعب أرينا ليفيف الذي استضاف مباراة افتتاح بطولة أمم أوروبا 2012 وهو نفس الملعب الذي يواجه عليه شاختار دونستك فريق ميتالوره زابورزيا في أولى محطاته للدفاع عن لقبه الذي حققه في الموسم الماضي. واضطر فريق أوليمبك إلى السفر إلى مدينة أوديسا لخوض مباراته الافتتاحية في المسابقة أمام تشيرنوموريتس، فيما يلجأ زوريا لوجانسك إلى ملعب مدينة زابورزيا في جنوب شرق البلاد. ولا تتمثل مشكلة الأندية في الملاعب وحسب بل امتدت أيضا لتشمل اللاعبين، حيث أن بعض اللاعبين ذوى الأصول اللاتينية رفضوا العودة إلى أنديتهم الأوكرانية في الفترة الأخيرة.