ندى عمران - أوصى وزراء المال والاقتصاد العرب، في ختام اجتماعهم الذي عقد في بغداد، باعتماد ثلاث استراتيجيات للأمن المائي والسياحة والحد من الكوارث، فيما قرروا متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن القمم السابقة بدورتها الأولى في الكويت والثانية في شرم الشيخ، وذلك في البيان الختامي الذي صدر في نهاية أعمالهم اليوم في فندق الشيراتون وسط بغداد. وقرر وزراء المال والاقتصاد العرب اعتماد الإستراتيجية السياحية العربية واليات تنفيذها، واعتماد إستراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة، بالتنسيق مع المركز العربي للدراسات في المناطق الجافة والأراضي القاحلة، وكذلك مع المنظمات العربية المعنية وصناديق التمويل والجهات المانحة مع الأخذ بنظر الاعتبار النظم السلمية. كما أوصى المؤتمر الذي ترأسه وزير التجارة العراقي خير الله حسن بابكر، باعتماد الإستراتيجية العربية للحد من الكوارث ودعوة مجلس الوزراء العرب والمسؤولين عن شئون البيئة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذها بالتنسيق مع المنظمات العربية المعنية. وقرر وزراء المالية والاقتصاد العرب متابعة تنفيذ الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية وألامانة العامة لجامعة الدول العربية المتخصصة ومؤسسات العمل العربي المشترك بمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن القمم العربية في دورتها الأولى التي عقدت في الكويت عام 2009، والثانية في شرم الشيخ بمصر عام 2011، ودعوتها إلى الاستمرار في ذلك، والاحاطة علما في الإجراءات التي تم اتخاذها بشان الأعداد في القمة العربية الاقتصادية في دورتها الثالثة في لعاصمة السعودية الرياض بكانون الثاني عام 2013. وبشان الإعداد والتحضير للمؤتمر العربي لتنفيذ الأهداف التنموية لعام 2012، قرر الوزراء في البيان الختامي التأكيد على أهمية انعقاد المؤتمر العربي حول تنفيذ الأهداف التنموية في الألفية وتطويرا للتحرك المطلوب حتى عام 2015، وبعدها تمهيدا لعرضه على القمة العربية التنموية الاقتصادية الاجتماعية في دورتها الثالثة في الرياض 2013، وعلى المؤتمر العام رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول 2013. وفيما يتعلق بالإعلان المؤتمر العربي الرابع رفيع المستوى لحقوق حصة مراكش 2012، قرر الوزراء اعتماد إعلان مراكش الصادر عن المؤتمر العربي رفيع المستوى لحقوق الطفل في مراكش 2012، كمنهاج عمل تلتزم به الدول الأعضاء خلال الخمسة الأعوام المقبلة للارتقاء بأوضاع الطفولة في المنطقة العربية. وتستمر قمة بغداد لثلاثة أيام، حين سيشهد اليوم الثاني (28 آذار-مارس) اجتماعاً لوزراء الخارجية، أما اجتماع القمة الأساس فسيكون في 29 مارس. وكانت الوفود العربية قد بدأت بالوصول الى بغداد منذ يوم امس الاثنين، إذ وصلت أكثر من 180 شخصية سياسية ودبلوماسية في اكبر وفد يمثل الجامعة العربية ومصر والمغرب للمشاركة في اعمال القمة، كما وصل وفد البحرين والسعودية برئاسة سفيريهما الدائمين في الجامعة العربية، إضافة إلى أمين عام البرلمان العربي نور الدين بوشكوح، ووكيل وزارة الخارجية العماني أحمد الحارثي، ومستشار وزارة ماليتها عبد الملك الهنائي، ووزير التجارة والصناعة الأردني سامي قمو، ووكيل وزارة الاقتصاد الفلسطينية عبد الحفيظ نوفل، كما وصل وفد لبناني أيضاً برئاسة مدير عام وزارة الاقتصاد فؤاد فليفل. يأتي ذلك وسط إجراءات أمنية مشددة تشهدها بغداد وانتشار أمني كثيف لقوات الجيش والشرطة، ووضع نقاط تفتيش في كل شوارع بغداد فيما أغلقت الجسور والشوارع المهمة وبدت المدينة شبه خالية من الناس. وأعلنت الجهات الأمنية أنها خصصت نحو 100 طائرة مقاتلة ومروحية لتأمين الأجواء خلال القمة، كما أعلنت قيادة عمليات بغداد أن نحو 100 ألف عنصر أمني سيشاركون في الخطة الأمنية للقمة. وتعد القمة العربية في دورتها ال 23 الحدث الدولي الأكبر الذي ينظمه العراق منذ العام 2003، وهي ثالث مرة تستضيف بها العاصمة العراقية القمة العربية بعد أن ضيفتها في سنتي 1978، و1990، وتعد الحكومة العراقية عقد هذه القمة، فرصة لعودة العراق رسميا إلى محيطه العربي.