أ. ف. ب بدأت الصينوروسيا تدريبات بحرية قبالة شنغهاي الثلاثاء فيما تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يزور شنغهاي، بتعزيز العلاقات بين بلديهما اللذين يواجهان انتقادات دولية ونزاعات حدودية. وأطلق الرئيس الصيني التدريبات في مراسم حضرها عدد كبير من الضباط من سلاحي البحرية في البلدين وهم يرتدون الزي الرسمي الابيض وشارك فيها بوتين، بحسب المشاهد التي عرضها التلفزيون الرسمي سي سي تي في. وهذه اول زيارة دولة يقوم بها بوتين للصين منذ وصول شي جينيبنغ الى السلطة في 2012/2013 كرئيس للدولة ورئيس للحزب الشيوعي الصيني. وتشهد علاقات روسيا مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي توترا شديدا ووصلت في الاشهر الماضية الى ادنى مستوياتها منذ حقبة الحرب الباردة بسبب ضم شبه جزيرة القرم والاتهامات الغربيةلموسكو بتاجيج العنف في شرق اوكرانيا. وفي الوقت نفسه، تواجه بكين خلافات بحرية مع دول مجاورة لها مثل فيتنام واليابان والفيليبين. وقالت بكين ان 14 سفينة من البلدين ستشارك في التدريبات التي تستمر اسبوعا في بحر الصين الشرقي وتستهدف "تهديدا بحريا" محتملا وتشتمل تدريبات بالذخيرة الحية. ونقلت وكالة خدمة الاخبار الصينية الحكومية عن شي قوله ان التدريبات تظهر "التصميم والارادة القويين للصين وروسيا لمواجهة التهديدات والتحديات معا لحماية الامن والاستقرار الاقليميين". وقال بوتين انه يامل في ان "يقوي الجيشان التعاون بينهما في ظل الوضع الجديد". وهذه ثالث تدريبات عسكرية بحرية مشتركة بين البلدين بالقرب من السواحل الصينية، بحسب الاعلام الصيني. وقال رافايلو بانتوشي الباحث البارز في المعهد الملكي لدراسات الدفاع والامن في لندن "بالنسبة للروس، انها رسالة يريدون ايصالها ومفادها +لدينا خيارات اخرى، ولدينا علاقات قوية مع الصين+". واضاف ان التدريبات البحرية ستشمل خمس مناورات بالذخيرة الحية. وقال ان "الصينيين مهتمون اكثر بما يحصل في البحر ويمكن ملاحظة دعم روسيا في هذا المجال". وتدور خلافات بين الصين والدول المجاورة لها بسبب نزاعات حول الاراضي. وشهد التوتر بين الصينوفيتنام تصعيدا مفاجئا بعدما اقامت الصين مؤخرا منصة للتنقيب عن النفط في منطقة متنازع عليها من بحر الصين الجنوبي. وقتل مواطنان صينيان واصيب حوالى 140 عند اقدام حشود غاضبة على احراق واتلاف المئات من المتاجر العائدة لاجانب في فيتنام في الاسبوع الفائت. وهناك خلاف ايضا بين الصين واليابان حول جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي فيما تتهم الفيليبين بكين بالمطالبة باراض في منطقة متنازع عليها تقع ضمن منطقتها الاقتصادية الحصرية بموجب اتفاقية من الاممالمتحدة. وروسياوالصين اللتان تتمتعان بحق النقض في مجلس الامن الدولي، غالبا ما تواجهان انتقادات من مجموعات مدافعة عن حقوق الانسان وغالبا ما عملتا معا للتصدي للولايات المتحدة في عدة مواضيع. وكان البلدان حليفين خلال الحرب الباردة. لكن صحيفة صينية رسمية نفت الثلاثاء ان يكون التقارب مع روسيا موجها ضد الغرب بما فيه الولاياتالمتحدة. وشي الذي توجه لبوتين بالقول "صديقي القديم" اثناء لقائهما لاجراء محادثات في شنغهاي، قال ان بناء شراكة استراتيجية يعتبر خيارا ضروريا لتطوير عالم متعدد الاقطاب، كما افادت وكالة انباء الصين الجديدة. ودعا بوتين الى تعزيز التجارة الثنائية بين البلدين لتصل الى مئة مليار دولار بحلول 2015 فيما بلغت السنة الماضية نحو 90 مليار دولار، عبر التعاون في مجالات الطيران والفضاء والصناعة وقطاعات الطاقة، بحسب وكالة انباء الصين الجديدة. وقالت الوكالة ان البلدين وقعا "عددا كبيرا" من الاتفاقات لكن دون تفاصيل على الفور. وقال مسؤولون من البلدين ان بعض الشركات على وشك توقيع صفقة طال انتظارها بالنسبة لروسيا لتصدير الغاز الطبيعي الى الصين التي تحتاج بشدة الى موارد الطاقة فيما تسعى موسكو لتنويع اسواقها بعيدا عن الاتحاد الاوروبي، لكن الاسعار لا تزال نقطة شائكة. وسيشارك بوتين وشي الاربعاء في الافتتاح الرسمي لمؤتمر اجراءات بناء الثقة في آسيا، وهو منتدى امني اسيوي. وكان الرئيس الصيني خص روسيا باول زيارة قام بها للخارج بعد تولي مهامه العام الماضي وفي اذار/مارس حضر دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي. غير ان الازمة الاوكرانية وضعت بكين في موقع حرج ما بين دعم موسكو واحترام وحدة وسلامة اراضي الدول ومبدأ "عدم التدخل".