حوار: علاء عزت لأنها الأسطورة التى قهرت الحواجز.. لم يكن غريبا أن تقهر الفرمانات، فرمان رئيسها، رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، ولبت الدعوة وجاءت إلى مصر.. لتفرح وتبكى .. وأيضا لتكشف أسرارا جديدة فى أزمة الرياضة المصرية. إنها أسطورة الرياضة المغربية والعربية، السيدة التى قهرت كل الحواجز لتدخل التاريخ، سيدة الرياضة العربية، وسفيرتنا الرائعة فى اللجنة الأوليمبية الدولية، من وغيرها.. نوال المتوكل. حلت الأسطورة الرياضية العربية، ضيفة عزيزة إلى مصر بدعوة من الاتحاد المصرى للثقافة الرياضية برئاسة الزميل أشرف محمود، لتشارك فى احتفالى يوم المرأة العالمي، وتكريم أمهات أبطال الرياضة المصرية، على هامش الاحتفال ب «عيد الأم»، وعلى ضفاف نهر النيل الخالد، التقت « الأهرام العربى « الأسطورة لتجرى معها حوارا. وإذا كانت نوال المتوكل، غنية عن التعريف، وهى نجمة لا تعرف، فإننا فقط نستعرض لمحات من تاريخها الذهبى توجت بذهبية 400 متر حواجز فى دورة الألعاب الأوليمبية بلوس أنجلوس الأمريكية العام 1984، لتكون أول فتاة عربية وإفريقية تقهر الحواجز، وبعد اعتزالها شغلت العديد من المناصب الرفيعة، أبرزها الجلوس على كرسى وزير الرياضة فى بلادها المغرب العام 2007، وآخرها الفوز بمقعد نائب رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية. كيف تابعت، وأنت نائب رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية أزمة الرياضة المصرية الأخيرة والتى كادت تهددها بالتجميد؟ كنت فى قلب الحدث، أو فى قلب الأزمة كما يقولون.. وكنت قلقة جدا على مصير الرياضة المصرية، وكنت أتمنى حلها سريعا بدون حدوث خسائر أو عقوبات.. والحمد لله انتهت الأزمة على خير.. وسعدت كثيرا عندما شاهدت فور وصولى للقاهرة وتحديدا داخل قاعة كبار الزوار للتليفزيون، وهو ينقل مشاهد من انتخابات ناديى الأهلى والزمالك. هل كانت الرياضة المصرية بالفعل مهددة بالتجميد.. أم أن المسئولين عن الرياضة المصرية مع شديد الأسف بالغوا فى الأمر؟ نعم كانت مهددة بالفعل.. لقد تأكدنا من وجود تدخل حكومى فى شئون الرياضة المصرية.. جميع الأوراق والمستندات التى كانت بملف الرياضة المصرية كانت تشير بأن هناك تدخلاً حكومياً يستوجب التحذير واتخاذ مواقف أخرى ضد الرياضة فى مصر قد تصل إلى التجميد لو استمر الوضع كما هو. ماذا شعرت، أو بمعنى أدق ماذا كان انطباعك، وأنت ترصدين حرب الخطابات المتناقضة التى أرسلتها وزارة الرياضة فى مصر، واللجنة الأوليمبية المصرية؟ الكل فى اللجنة الأوليمبية، وليس أنا وحدي، شعرنا بأنها معارك شخصية، الخطابات فضحت هذا الأمر. هل طلب منك أى مسئول مصرى وقت الأزمة التدخل بصفتك عربية؟ نعم .. تلقيت اتصالا هاتفياً من العامرى فاروق، وزير الرياضة الأسبق، وقت الأزمة والصدام للتدخل ومعاقبة خالد زين، رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية، ولكننى رفضت. ولماذا رفضت.. وأنت تكنين كل الحب لمصر؟ لأن الأمور فى اللجنة الأوليمبية الدولية لا تعترف بالعواطف إطلاقا .. كما أن ملف الأزمة كان فى يد كل أعضاء المكتب التنفيذى. وهل انتهت الأزمة بمجرد إجراء انتخابات الأندية؟ أتمنى ذلك.. ولكن نحن فى اللجنة الأوليمبية الدولية ننتظر تنفيذ خارطة الطريق من خلال إقرار قانون الرياضة الجديد وفقا للميثاق الأوليمبى. بكاء الأسطورة رأيناك فى احتفالية تكريم أمهات أبطال الرياضة المصرية، وتكريم أمهات وزوجات وعائلات شهداء الرياضة المصرية تبكين بشدة.. لماذا؟ كنت أظن أننا بصدد تكريم أمهات الأبطال فقط، ولكن عندما وقفت بجوار المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة المصرية على المنصة لتكريم الأمهات، وجدته يبكي، والدموع تتساقط منه برغم محاولته التظاهر بالصمود، وعندما سألت عن سر البكاء عرفت أنه بكى لحظة تكريمه لزوجة شهيد الرياضة المصرية لاعب الكرة الضابط عامر عبد المقصود، الذى استشهد فى حادث إرهابى فى كرداسة، وبالفعل قهرتنى دموع وزيركم .. وبكيت على أرضكم. هل من الممكن أن تنجب الرياضة العربية بطلة أسطورية جديدة مثلك؟ بالتأكيد.. بدليل أنه بعد فوزى كأول فتاة عربية بذهبية أوليمبية، ظهرت بطلات عالميات كثيرات مثل نزهة بدوان، وحسيبة بلمرقة، وغادة شعاع، وغيرهن.. وأشكر الأقدار التى جعلتنى سببا فى إقدام الفتاة العربية على ممارسة الرياضة بعد فوز بالذهبية الأوليمبية. لماذا حرصت أثناء زيارتك القصيرة إلى مصر، على لقاء اللواء منير ثابت، شقيق سوزان مبارك قرينة الرئيس المصرى الأسبق؟ أولا لأنه ذو منصب أوليمبى .. وبرتوكول اللجنة الأوليمبية الدولية يحتم على كل عضو التقاء زميله فى حال زيارة وطنه، وهذا ما قمت به.. واللقاء كان قصيرا للغاية.. كما كان وديا أيضا للغاية. علمنا أنك حضرت إلى مصر قادمة من البرازيل، ونعلم أنك ستقومين بجولة فى عدد من الدول العربية، ومن بعدها دول إفريقية.. ماذا عن حياتك الخاصة وأنت زوجة وأم؟ ضحكت بصوت عال، وقالت: هل تصدق إن أخبرتك، أننى أبحث عن وقت لأحتفل بزفاف ابنتي، زفاف ابنتى مرهون بوقت فراغى، وأنا كما ترانى أتجول بين الدول من أقصى الغرب لأقصى الشرق، ومن الشمال إلى الجنوب فى مهمات عمل رسمية، والمطلوب منى أن أحدد موعد زفاف ابنتى قبل انشغالى بدورة الألعاب الشبابية التى ستقام فى أغسطس المقبل .. قبل أن أحضر إلى مصر كنت فى البرازيل، وفى طريقى نزلت فى وطنى المغرب ترانزيت لعدة ساعات قليلة. هل فعلا.. زيارتك لمصر كانت مرفوضة من رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية الألمانى توماس باخ؟ نعم .. لقد أبدى انزعاجه من زيارتى لمصر حاليا وقبل أن يتم إغلاق ملف الأزمة نهائيا، ولكننى أصريت على الحضور، وتلبية الدعوة، وقلت له بالحرف الواحد: «أنا ذاهبة لمصر لتلبية دعوة أصدقائى هناك». هل سنرى يوما نوال المتوكل التى صعدت كأول فتاة عربية تحرز ميدالية أوليمبية، وأول رياضية عربية تصبح وزيرة، وأول رياضية عربية تتقلد منصبا أوليمبيا رفيعا تصبح رئيسية للجنة الأوليمبية الدولية؟ نعم .. هذا طموحى المقبل .. وأعتقد أن المرأة التى قهرت حواجز العادات والتقاليد العربية، ونظرية دى كوبرتان، مؤسس الحركة الأوليمبية الحديثة الذى كان يؤمن ويؤكد أن الرياضة للرجال وليست للمرأة، قادرة على تحقيق حلمها.