أسامة الألفي نادي الطيران أقام احتفالية تحت شعار "مصر زينة" تعاطفًا مع الطفلة "زينة"، التي راحت ضحية جريمتي اغتصاب وقتل بشعتين في بورسعيد، وهذا شيء جميل أن تصبح قضية الطفلة محل اهتمام الرأي العام، فالأطفال أحباب الله. لكن غير الجميل والذي أثار حيرتي وهز أعصابي، قرار النادي منح الراقصة فيفي عبده لقب "الأم المثالية"، كأن أركان النادي العريق وجنباته خلت ممن تستحق هذا اللقب من فضليات الأمهات، صحيح أن مسئولي النادي تبرأوا من المهزلة بعدها فاحت رائحتها الوحشة، وألقوا بتبعاتها على موظف علاقات عامة قالوا إنه تصرف بنفسه دون علمهم، إلا أن هذا النفي لا يعفيهم من المسئولية بل يزيد الطين بلة، فكيف لا يعلم مسئولو نادي كبير بما يجرى في جنباته، أليس عذرا أقبح من ذنب، أو لم يقل الشاعر القديم: إن كنت لا تدري فتلك مصيبة .. أو كنت تدري فالمصيبة أعظم كدت أرسل احتجاجًا لمسئولي النادي، لكن شيئًا في داخلي نطق هذا "نادي الطيران"، قلت للصوت الذي حدثني عندك حق "عقول طائرة"، وناديت أم الأولاد وأطلعتها على الخبر، اكتفت بالضحك وأنصرفت إلى المطبخ دون تعليق لتعد الطعام. هاتفني هاتف : "وما اعتراضك لِم تتذمر؟" ! ألم تسمع بقول أمير الشعراء أحمد شوقي: الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعددت شعبا طيب الأعراق همست صدقت يا أمير الشعراء، وصدق فلاسفة العقول الطائرة الذين أختاروا فيفي عبده أمًا مثالية، محرفين قول شوقي ليصبح: الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعددت شعبا يحمل الصاجات هي فعلاً أنموذج للأمهات المثاليات، أو لم تدلل أطفالها وهم لا يزالون أجنة بهزهم في بطنها ؟! أو لم تنجح في تربيتهم بإيقافهم على الواحدة ونص ؟! أو لم تشرفهم بسلوكها القويم من البيت للكباريه ومن الكباريه للبيت ؟! أو ليست كل ليلة كانت تسهر لترقص من أجلهم ؟! أو لم تنجح كمربية أجيال في مدرسة هز الوسط، بالتربع على عرش هز البطون مثبتة أنها مدرسة وليست مجرد "معلمة" ! صراحة لست ضد الست فيفي ولا شأن لي بكونها جنت ثروتها بهز الوسط أو بغيره، فهذا أمر بينها وبين خالقها إن شاء عاقبها، وإن شاء عفا عنها وغفر لها، وليس لنا حق محاسبتها، فقط كلامي يتعلق بمناسبة يعزها ويقدرها كل مصري، وليس لأحد الحق في ابتذالها وتحكيم الهوى والمصلحة فيها، حتى لا نفاجأ ذات يوم بأحدهم يمنح الخواجة المستشرق برنار ليفي "جائزة خدمة الدعوة والفقه الإسلامي". ارحمونا يرحمكم الله